حكم قراءة القرآن في مأتم بعد الوفاة لبضعة أيام

السؤال: أيضًا في باب الجنائز يسأل سماحتكم يحفظكم الله ويقول: بعد دفن الجنازة يذهب أهل الميت لإحضار مقرئ يتلو القرآن الكريم لمدة ثلاثة أيام، وبعد خمسة عشر يومًا من الوفاة يذهب ذوو المتوفى إلى المقبرة وهم يحملون الخبز ويتصدقوا به، فهل هذا العمل صحيح ومشروع، جزاكم الله خيرًا؟

الجواب: وهكذا ليس مشروعًا فالقراءة على الميت أسبوع ولا يوم ولا أكثر كل هذا من البدع، ولكن يدعى له، يدعى للميت بالمغفرة والرحمة، ويتصدق عنه بما يتيسر في كل وقت ولو بعد موته بسنوات، الصدقة تنفع الميت، والدعاء ينفع الميت، الحج عنه والعمرة كذلك، قضاء دينه كل هذا ينفعه، أما إحضار مقرئ يقرأ أسبوع أو أقل أو أكثر أو عند قبره أو في بيته كل هذا لا أصل له.
فالواجب تركه لأن الله جل وعلا لم يشرعه، ولو شرعه لبينه الرسول ﷺ وبينه أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، والواجب على أهل الإسلام الاتباع وعدم الابتداع. نعم.
كذلك الذهاب إلى القبور والصدقة بالطعام أو بالخبز يوزع عند القبور لا أصل له، كل هذا من البدع، فالذهاب إلى القبور؛ تزار القبور للدعاء لهم والترحم عليهم، يقول ﷺ: زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة، وكان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، وكان إذا زارها يقول ﷺ كذلك: يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، هكذا السنة، أما زيارتها لتوزيع خبز أو لحوم هذا لا أصل له. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً، سماحة الشيخ حتى ينتهي الناس عن هذه المخالفات في العزاء أو في غيره ما هي كلمتكم يحفظكم الله؟
الشيخ: الواجب على المسلمين جميعاً أن يتقيدوا بالشرع في كل شيء في الجنائز وغير الجنائز، في صلاة الجنازة وغيرها، في جميع العبادات، لأن الله جل وعلا يقول ذاماً لقوم أحدثوا: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ [الشورى:21]، ويقول جل وعلا: ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا [الجاثية:18]، ويقول ﷺ: من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد، ويقول عليه الصلاة والسلام: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد، فليس للناس أن يحدثوا عبادات في شرع الله ما أنزل الله بها من سلطان، لا في أمر الجنائز ولا في غير الجنائز، جميع البدع ينهى عنها، والإنسان يتقيد بالشرع، يسأل عما شرع الله يتفقه في الدين، ويسأل عما شرعه الله ويعمل بذلك، كما قال ﷺ: من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين، فالتفقه في الدين مطلوب ويعمل الإنسان بما علم من شرع الله .
أما كون التعزية مشروعة كونه يزور أخاه يعزيه في البيت أو في الطريق أو في المسجد أو في الدكان أو في المزرعة لا بأس يزوره إخوانه يعزونه بأبيه في أخيه في أمه لا بأس، أما أن يتخذ لذلك طعام -يصنع طعام لهم- أو يتخذ قراء يقرءون للميت أو أشياء أخرى تفعل من أجل الميت عند الموت أو على رأس الأسبوع أو بعد أربعين يوم، أو على رأس السنة، كل هذا لا أصل له. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم. 
فتاوى ذات صلة