كيف يتطهر ويصلي من أصيب بالشلل وعجز عن الحركة؟

السؤال: السؤال الأخير الذي نعرضه لأختنا في هذه الحلقة، تقول: رأيت امرأةً كبيرةً في السن لا تستطيع القيام من فراشها أو الحركة، وهي مصابة بالشلل، سألت نفسي: كيف تتوضأ هذه وكيف تصلي؟ أردت أن أسأل سماحتكم جزاكم الله خيرًا؟ 

الجواب: عليها أن تتقي الله ما استطاعت، تتوضأ كما أمر الله، يقرب لها الماء وتتوضأ إذا كانت يداها صالحتين أو يوضئها غيرها كأبيها وأخيها أو أختها أو زوجها؛ لأن الله يقول سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16].
أما الاستجمار فينبغي إذا كانت تستطيع بيدها أن تستعمل الحجر أو اللبن أو المناديل حتى تنظف الدبر والقبل من أثر الغائط والبول ثلاث مرات أو أكثر حتى يتنقى المحل من الأذى، ويكفي ذلك عن الماء، فإذا استطاعت أن تفعل هذا بيدها يعني: تطهر محل الغائط بالمناديل حتى تنقي المحل من أثر الغائط ثلاث مرات أو أكثر، لابد من ثلاث فأكثر لا يقل عن ثلاث، وهكذا المسح للقبل ثلاث فأكثر حتى يتنقى المحل من أثر البول، وهكذا الذكر الرجل ولو أنه صحيح ولو أنه سليم ولو أنها سليمة المرأة إذا فعلت هذا يكفي عن الماء، وأما الوجه واليدان والرأس والرجلان فلابد من الوضوء إن استطاعت بنفسها وإلا وضأها غيرها من زوج أو خادم أو أم أو أخت أو نحو ذلك، فإن لم يتيسر لها أحد يوضئها تيممت إن استطاعت، تضرب التراب بيديها وتمسح بهما وجهها وكفيها بنية الطهارة، فإن لم تستطع يممها غيرها أيضًا، تسمح لغيرها تأذن لغيرها ويقوم مقامها، فيضرب التراب بيديه ويمسح بهما وجهها وكفيها بالنية عنها، إذا لم يتيسر من يوضئها.
فالحاصل أنها تتقي الله ما استطاعت في الوضوء والتيمم بنفسها أو بمن يقوم مقامها إن عجزت.
وأما الاستنجاء فيكفي الحجارة أو اللبن أو المناديل وليس من اللازم أن تستعمل الماء، فإذا استجمر الإنسان بالحجارة أو باللبن أو بالمناديل ثلاث مرات أو أكثر حتى أنقى المحل كفى ذلك ولو كان صحيحًا، فالمريض من باب أولى. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة