ما كيفية مواجهة من يستهزئ بمظاهر التديُّن؟

السؤال: بعض من يدعي الإسلام إذا رأى شخصًا ملتزمًا بسنة نبيه ﷺ في تقصير ثوبه وإطالة لحيته والجلوس في المساجد تجده يقول: هذا دين خرافة، أو يقول كلاما يغضب الله. أرجو نصيحة هؤلاء أثابكم الله. 
ض - ش - حائل-

الجواب: الواجب على كل مسلم وعلى كل مسلمة امتثال أمر الله ورسوله، وترك ما نهى الله عنه ورسوله، والتواصي بذلك والتعاون عليه، وعدم الالتفات إلى قول الساخرين والمستهزئين، عملا بقول الله : وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [آل عمران:132] وقوله سبحانه: قُلْ أَطِيعُوا اللَّهََ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِِ إِلا الْبَلاغُ المبين  وقوله سبحانه في سورة النساء: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ [النساء:13-14] والآيات في هذا المعنى كثيرة وقول النبي ﷺ: كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قيل: يا رسول الله، ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى رواه الإمام البخاري في صحيحه.
ومن طاعة الله ورسوله المحافظة على الصلوات في أوقاتها من الرجال والنساء، وأداؤها في المساجد مع المسلمين في حق الرجال، ومن طاعة الله ورسوله أداء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت مع الاستطاعة، وبر الوالدين وصلة الرحم، وحفظ اللسان والجوارح عما حرم الله عز وجل، والتناصح، والتواصي بالحق، والتعاون على البر والتقوى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ومن طاعة الله ورسوله في حق الرجل قص الشارب، وإعفاء اللحية وتوفيرها، والحذر من إسبال الملابس تحت الكعبين؛ لأن الرسول ﷺ قال: قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين متفق على صحته وقال -عليه الصلاة والسلام: ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار خرجه الإمام البخاري في صحيحه.
ويلحق بالإزار جميع الملابس من السراويل والقميص والبشت ونحو ذلك وقال عليه الصلاة والسلام: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره، والمنان فيما أعطى، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب خرجه الإمام مسلم في صحيحه. والله ولي التوفيق[1].

  1. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز: 4/ 149)
فتاوى ذات صلة