تغير منظر زوجها في نظرها وكادت أن تهجر بيتها خوفا منه

السؤال:

أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من إحدى الأخوات المستمعات من رأس تنورة تقول: أرجو عرض سؤالي الآتي على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله، تقول في رسالتها -وهي مطولة بعض الشيء-: لقد تزوجت برجل من مدة ست وعشرين سنة وأنجبت منه ابنين وأربع بنات، وقد مكثنا عشر سنوات على خير ما يرام، وبعدها بدأت ألاحظ على زوجي تغيرًا في عينه، مما جعلني أخاف من ذلك وأكره هذا المنظر ولا أطيقه، وإذا دخل علي في البيت أرى كأن في عينيه نارًا، مما يجعلني لا أطيق الاجتماع به ولا السير معه ولا أجلس معه من أجل الخوف الذي يساورني إذا رأيته؛ لأنه في حالة غير طبيعية مما أشاهده في عيونه، وقد أخذني أخي إلى جدة ليعالجني هناك، خشية أن يكون بي مرض وأنا ليس بي مرض، وقد ذهبت إلى أهلي أربع مرات من أجل ذلك ويردونني عليه، وبعد ذلك أخذت إحدى البنات وذهبت إلى الرياض واستأجرت بيتًا وسكنت فيه، ثم جاء أهلي وأخذوني وردوني إلى بيت زوجي في المنطقة الشرقية، وقد اتهمت أيضًا بفقدان الذاكرة وأنا ليس بي شيء بحمد الله، وقال أخي: إن عندي انفصامًا في الشخصية وإني مجنونة، فأرجو من مكارم أخلاقكم أن تتفضلوا بتوجيهي كيف أتصرف حتى أعود إلى حياتي الزوجية كما كنت؟ جزاكم الله خيرًا.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فالذي أراه في مثل هذا عرض الحالة على من تظنين أن عنده خبرة بهذا المرض النفسي الذي حدث لك لعله يجد علاجًا لهذا، هذا مرض نفسي يعرض على أطباء من علاج النفس، علاج الأمراض النفسية لعله يجد لك علاجا.
ومما يعالج به مثل هذا:

العناية بالقرآن الكريم من نفث يديك عند النوم، تنفثي في يديك عند النوم تقرأين (قل هو الله أحد) والمعوذتين ثلاث مرات عند النوم، وتمسحين بذلك على ما أقبل من جسدك على الرأس والوجه وما أقبل من الجسد ثلاث مرات عند النوم.
كان النبي ﷺ يستعمل هذا إذا اشتكى شيئًا عليه الصلاة والسلام، مع التعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، صباحًا ومساء ثلاث مرات.

وكذلك باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، صباحًا ومساء.

وقراءة آية الكرسي عند النوم، كل ذلك من أسباب العافية والسلامة.

وهكذا قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة.

وقراءة قل هو الله أحد والمعوذتين بعد كل صلاة، مع تكرار السور الثلاث بعد المغرب والفجر ثلاث مرات.

كل هذا من العلاج لهذا المرض إن شاء الله؛ لأنه قد يكون هناك شيء إما عين وإما غير ذلك من أعمال سيئة من بعض خصومك أنت وزوجك.

فالمقصود: أن هذا قد يكون هناك عمل غير صورة زوجك في نظرك وفي مقابلتك له من عمل بعض المفسدين أو عين، وهي النظرة يسمونها النظرة قد هذا وقد يكون هذا، فإذا فعلت ما ذكر من القراءة والتعوذات فلا بأس ونرجو لك الشفاء، وإن عرضت نفسك بعض أطباء النفس من رجال أو نساء أخبرتيهم بالواقع فربما يكون عندهم شيء من العلاج، نسأل الله لك الشفاء والعافية.
أما ما يتعلق بالنزاع والخصومة هذا لدى المحكمة إذا كان هناك نزاع غير هذا المرض فهذا عند المحكمة. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، يبدو أن النزاع أو الخلاف بسبب هذه الحالة؟
الشيخ: هذا الظاهر وما حصل لها من التغير في نظرها بالنسبة إلى زوجها، قد يكون هذا شيئًا واقعا، وقد يكون شيء في عينها فقط، والله أعلم سبحانه وتعالى. نعم.
المقدم: سماحة الشيخ! نفترض أن الزوج يستمع إلينا الآن هل من كلمة للزوج والمرأة في هذه الحالة الحديثة عليه؟
الشيخ: نوصي الزوج بالعناية بها بالأساليب الحسنة والكلام الطيب والخطاب المناسب، والدعاء كل منهم يدعو الله أن يزيل ما حصل، هي تدعو ربها أن الله يشفيها مما أصابها والزوج كذلك يدعو الله أن يشفيه مما وقع ويشفيها مما وقع، يسأل ربه أن الله يشفيه مما وقع إن كان هناك شيء.. ، ويسأل ربه لها أيضًا أن الله يشفيها ويعافيها مما أصابها.
الدعاء سلاح المؤمن، والله يقول سبحانه: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60] فنوصي كل منهما بسؤال الله العافية والشفاء مما حصل، وأن الله يعيد الحالة إلى حالتها الأولى الحسنة، هو القادر على كل شيء . نعم.
المقدم: سماحة الشيخ! المريض قد لا يحسن معالجة نفسه، هل تنصحونها بأن يقرأ عليها بعض الناس أو يصف لها بعض الوصفات المناسبة؟
الشيخ: لا، هي تقرأ إذا كانت تقرأ أو يقرأ لها زوجها أو يقرأ لها أخوها أو أبوها أو امرأة صالحة تقرأ تنفث عليها، طيب. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة