الوصية بالحذر من النياحة

السؤال: لا بد لسماحة الشيخ من وصية للناس؟

الجواب: الوصية تقوى الله والحذر، الحذر من المعاصي؛ لأن النياحة معصية، وإذا كان معها لطم خد أو شق ثوب أو نتف شعر، تكون أشد في الجريمة، لا يجوز فالمسلم يتصبر والمسلمة كذلك؛ المصيبة لا بد منها، كل إنسان سيموت، فلا بد أن يكون الإنسان عنده تحمل، يحمد الله، الله يقول: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ [البقرة:155] الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [البقرة:156] قال سبحانه: أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [البقرة:157].
فلا بد من صبر، وقال ﷺ في الحديث الصحيح: وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان فالمؤمن يتحمل يصبر، ولا يجزع ولا ينوح، ولا يرفع صوته بالصياح، ولا يشق ثوباً، ولا يلطم خداً، ولا ينتف شعراً، بل يحذر ذلك كله، ويتحمل ويتوب إلى الله ويصبر، ويقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، قدر الله وما شاء فعل، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها، هكذا المؤمن مأمور، في الحديث الصحيح يقول النبي ﷺ: ما من عبد يصاب بمصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيراً منها، لا بد من التحمل والصبر. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً، سماحة الشيخ! كلنا إلى الموت قادمون بم نوصي محبينا إذا متنا حتى لا ينوحوا علينا؟
الشيخ: نعم، الرجل يوصي أهله، وهكذا المرأة توصي أهلها بأن لا ينوحوا نوصيهم كما حذرهم النبي عليه الصلاة والسلام، يقول: إياكم والنياحة عليه، الرجل يوصي أهله، والمرأة توصي أهلها، توصي زوجها، الزوج يوصي زوجته يوصي أهله، الله يقول: وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:3] .. وَالْعَصْرِ ۝ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ۝ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3] التواصي لا بد منه؛ لأن المسلم أخو المسلم، والزوج يحب لزوجته الخير، والزوجة كذلك، والأب يحب لولده الخير، والولد كذلك يحب لأبيه وأمه الخير، فالتواصي لا بد منه؛ لأن النياحة تضر الميت وتضرهم يأثمون والميت يضره ذلك، فالتواصي بترك ذلك الذي يضر الجميع أمر مطلوب، والله سبحانه يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة:2] نسأل الله للمسلمين التوفيق والهداية.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيراً. 
فتاوى ذات صلة