النهي عن التشبه بالحيوانات في الصلاة

السؤال:

أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من إحدى الأخوات المستمعات تقول المرسلة أمل من السودان، أختنا تقول: قرأت في كتاب زاد المعاد للإمام ابن قيم الجوزية عن رسول الله ﷺ أنه نهى عن التشبه بالحيوانات في الصلوات: فنهى عن بروك كبروك الجمل، والتفات كالتفات الثعلب، وافتراش كافتراش السبع، وإقعاء كإقعاء الكلب، ونقر كنقر الغراب، ورفع الأيدي وقت السلام كأذناب الخيل الشمس، فهل هذا الحديث صحيح؟ أرجو توضيح هذه الحركات؛ لكي أتجنبها؛ لأني أحب أن أستن بكل شيء، وأن أتحرى السنة الصحيحة، جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

باسم الله، والحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد. 

فما ذكره ابن القيم -رحمه الله- صحيح، والمشروع للمؤمن أن يحذر هذه الأشياء التي يشابه فيها السباع، فينبغي له أن يتأدب بالآداب الشرعية، وأن يصلي كما صلى النبي ﷺ النبي يقول: صلوا كما رأيتموني أصلي فالمؤمن يتشبه بالرسول ﷺ ويتأسى به، ولا يتشبه بالبهائم، ولا بالسباع.

بروك البعير كونه يبرك على يديه، السنة أن الإنسان عند السجود ينزل على ركبتيه، هذه السنة، ثم يديه بعد ذلك، إلا إذا كان عاجزًا لكبر سن، أو مرض؛ فلا بأس أن يقدم يديه.

كذلك كونه ينقر الصلاة لا ينقرها، بل يطمئن، ولا يعجل في ركوعه، ولا سجوده، يطمئن في السجود، وبين السجدتين، وفي الركوع، وهكذا إذا رفع من الركوع يعتدل، ويطمئن، ولا يعجل، ولا ينقر الصلاة، بل يطمئن.

وهكذا لا يفترش ذراعيه كافتراش السبع إذا سجد، يرفع ذراعيه، ويعتمد على كفيه في الأرض.

وهكذا لا يقعي كإقعاء الكلب إذا جلس، والإقعاء في هذا المنهي عنه كونه ينصب ساقيه، وفخذيه وهو جالس، ويعتمد على يديه كإقعاء الكلب، بل السنة أن يفترش رجله اليسرى، وينصب اليمنى، يجلس عليها -على رجله اليسرى- ويجعل يديه على فخذيه، أو على ركبتيه، هذا السنة، أما أن ينصب فخذيه وساقيه، ويعتمد على يديه على الأرض، كالكلب المقعي، أو كالسبع المقعي هذا هو المكروه المنهي عنه.

وهكذا الإيماء بالأيدي، كان يومون بأيديهم عند السلام؛ فأمرهم النبي ﷺ أن يسكنوا في الصلاة، وألا يوموا بأيديهم، يكفي السلام والالتفاف من دون إيماء باليدين، هكذا السنة، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم. 

فتاوى ذات صلة