كل ما يضر المسلمين فهو حرام

فثمن الخمر والحشيشة المسكرة الخبيثة والمخدرات وثمن الدخان والقات وكل ما يضر المسلمين كله حرام وكله داخل في قوله جل وعلا: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2]، والله سبحانه لعن الخمر وأخبر النبي ﷺ أن الله لعن الخمر وشاربها وساقيها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها، فهي ملعونة من جميع الوجوه، نعوذ بالله، فيجب الحذر منها.

والدخان من أقبح ما يتعاطاه الناس، وأضراره لا تحصى، وشره كثير، ومع ذلك يتساهل فيه الكثير من الناس فيبيعه ويأكل ثمنه، ويستعمله وهو من أخبث المحرمات، وقد قال الله : يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ[المائدة:4]، فالله ما أحل لعباده إلا الطيبات، وما أحل لهم الخبائث، وقد أجمع الأطباء وغيرهم ممن عرف الدخان أنه من الخبائث لا من الطيبات، وقد قال الله عز وجل أيضًا في وصف نبيه ﷺ: وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ[الأعراف:157]، والطيبات النافعات التي يغلب فيها النفع والاستفادة والغذاء والخبائث ما يضر ويغلب فيه الضرر، ولا ريب أن الدخان وسائر المسكرات والمخدرات من هذا النوع مما يغلب فيه الضرر والشر ويقل فيه الخير أو يعدم، فوجب أن يكون من الخبائث لا من الطيبات، ووجب أن يكون من المحرمات التي حرمها الله عز وجل ومن آثر الآخرة وآثر الحلال سهل عليه مخالفة الهوى، وسهل عليه أن يحذر هذه الأمور، وأن يبتعد عنها، وأن يحذرها غيره، لكن من سهل عليه أمر الآخرة وآثر الدنيا عليها وعظم عنده الدرهم والدينار وصار يؤثر هذه الأمور العاجلة على الآخرة قدم حظه العاجل وباء بالخيبة والخسارة.