شياطين الإنس أعظم خطراً من شياطين الجن

وله مداخل كثيرة على الأفراد والجماعات والذكور والإناث والملوك والأمراء والعلماء وغيرهم، له دخول على كل أحد هو وذريته وأتباعه من شياطين الإنس أيضًا، فإن هناك شياطين من الإنس يتبعونه أيضًا ويساعدونه على باطله، وهم دعاة للنار معه، نسأل الله العافية، كما قال الله جل وعلا: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ [الأنعام:112]، فهم شياطين من الإنس والجن، وقدم ذكر الإنس لعظم شرهم وعظم خطرهم على بني آدم؛ لأنهم يتصلون بهم، ويشافهونهم، ويشرحون لهم مذاهبهم الباطلة وأهدافهم الخبيثة، ويدعون إليها، فخطرهم عظيم، وبلاء كبير، وكيدهم شديد.

فيجب على المؤمن أن يحذر شياطين الإنس كما يحذر شياطين الجن أيضًا بل أشد، فدعاة الإنس إلى النار كثيرة من الملاحدة وأنواع الكفرة من اليهود والنصارى والمجوس والبوذيين والوثنيين، وهكذا من خرج عن الصراط المستقيم من أنواع الكفرة وأنواع الفسقة فصاروا دعاة إلى النار، فيجب الحذر من هؤلاء الذين تابعوا الشيطان وصاروا من جملة الكافرين، وهكذا من خلط عملًا صالحًا وآخر سيئًا وصار مع المجرمين في أعمال كثيرة وزين له الشيطان أن ينتهي إلى أشياء كثيرة مما تخالف أمر الله، فيجب الحذر من فساق المسلمين فلا يطاعون في المعصية، ويجب الحذر من الكفار ومن شياطين الجن والإنس جميعًا، فلا يطاعون في الكفر ولا في المعصية جميعًا، وهذا يدلنا جميعًا على عظم الخطر، وأن هذه الدار دار الخطر دار الابتلاء والامتحان، فأنت -يا عبد الله- مبتلى بالشيطان ونواب الشيطان وذرية الشيطان وشياطين الإنس المنوعين الكثيرين من بني جلدتك ومن غيرهم، فأنت مبتلى بهذه الأمور الكثيرة، وأنت على خطر في هذه الدار والمحفوظ من حفظه الله.