الذكر وعظيم فضله

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

فقد سمعنا جميعًا هذه الندوة المباركة التي تولاها أصحاب الفضيلة: الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين، والشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن ريان، والشيخ سليمان...... في موضوع الذكر، وقد أحسنوا وأجادوا وأفادوا، جزاهم الله خيرًا، وضاعف مثوبتهم، وزادنا وإياكم وإياهم علمًا وهدى وتوفيقًا.

ولا ريب أن موضوع الذكر موضوع عظيم، والمسلم في أشد الحاجة إليه في جميع أوقاته، وقد أوضح المشايخ أنواع الذكر وكثيرًا مما ورد في ذلك، وقد أخبرت عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي ﷺ يذكر الله على كل أحيانه"، تقول رضي الله عنها: "كان النبي ﷺ يذكر الله على كل أحيانه"، هذا يدل على عنايته بالذكر عليه الصلاة والسلام واستمراره فيه وإنه يذكر الله جل وعلا في جميع الأوقات، فينبغي للمؤمن أن يعمر أوقاته بذكر الله عز وجل، وليحذر الغفلة، فالغفلة خطرها عظيم وعواقبها وخيمة، يقول الله : وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ [الزخرف:36]، ومن يعش: يعني يعرض ويغفل عن ذكر الرحمن، فالغفلة تقسي القلب، وأبعد القلوب من الله القلب القاسي، أما ذكر الله عز وجل فهو يلين القلب وينوره ويذكره بالحق ويحذره من النار ومن كل باطل، فالذكر فيه الخير العظيم، وفيه العاقبة الحميدة، والغفلة فيها ضد ذلك، الغفلة عواقبها وخيمة من قسوة القلوب واستيلاء الشيطان على الإنسان وعلى قلبه، والوقوع في أنواع المحارم والباطل، وتثاقله عن الخير وعما ينفعه في الدنيا والآخرة.