81 من حديث: (أن عليًّا رضي الله عنه قال: فدعا النبي صلى الله عليه و سلم بردائه..)

بَاب الأَرْدِيَةِ

وَقَالَ أَنَسٌ: «جَبَذَ أَعْرَابِيٌّ رِدَاءَ النَّبِيِّ ﷺ».

5793 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُاللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ، أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ، أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَلِيًّا قَالَ: «فَدَعَا النَّبِيُّ ﷺ بِرِدَائِهِ ثُمَّ انْطَلَقَ يَمْشِي، وَاتَّبَعْتُهُ أَنَا وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، حَتَّى جَاءَ البَيْتَ الَّذِي فِيهِ حَمْزَةُ، فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنُوا لَهُمْ».

الشيخ: قصة ..... يوم بدر نعم. أيش قال على: فجبذه الأعرابي.

الطالب: قوْلُهُ: (وَقَالَ أَنَسٌ: جَبَذَ أَعْرَابِيٌّ رِدَاءَ النَّبِيِّ ﷺ) بِجِيمٍ وَمُوَحَّدَةٍ وَمُعْجَمَةٍ، وَهَذَا طَرَفٌ مِنْ حَدِيثٍ وَصَلَهُ الْمُؤَلِّفُ بَعْدَ أَبْوَابٍ فِي بَاب البرود والحبرة، ثمَّ ذَكَرَ طَرَفًا مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ.

الشيخ: يكفي يكفي نعم. وكان العرب يغلب عليهم لبس الأردية والأزر، وربما لبسوا القمص، والرداء معروف ما يوضع على الكتفين، والأزر معروفة ما تشد على النصف الأسفل، والناس يعرفونها بالإحرام في الحج والعمرة، والغالب على الناس اليوم هو القمص، ولاسيما في هذه المملكة، وكلا الأمرين بحمد الله جائز، الإزار والرداء والقميص والسراويل وما يلبس فوق الصدر من الفنايل وغيرها مما يسمى فنيلة الآن، كل هذه ملابس معروفة.

بَاب لُبْسِ القَمِيصِ

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ يُوسُفَ: اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا [يوسف:93]

5794 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يَلْبَسُ المُحْرِمُ مِنَ الثِّيَابِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: لاَ يَلْبَسُ المُحْرِمُ القَمِيصَ، وَلاَ السَّرَاوِيلَ، وَلاَ البُرْنُسَ، وَلاَ الخُفَّيْنِ، إِلَّا أَنْ لاَ يَجِدَ النَّعْلَيْنِ، فَلْيَلْبَسْ مَا هُوَ أَسْفَلُ مِنَ الكَعْبَيْنِ.

5795 - حَدَّثَنَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِاللَّهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «أَتَى النَّبِيُّ ﷺ عَبْدَاللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ بَعْدَ مَا أُدْخِلَ قَبْرَهُ، فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ، وَوُضِعَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَنَفَثَ عَلَيْهِ مِنْ رِيقِهِ، وَأَلْبَسَهُ قَمِيصَهُ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ».

الشيخ: وهذا فيه مسائل: منها -كما تقدم- التأليف، تأليف القوم، والحرص على جمع القلوب، وعدم الفرقة والاختلاف، ومنها رجاء أن ينفعه الله بذلك، فإنه كان يرجو أو يغفر له حتى قال: لو أعلم أني لو زدت على السبعين لغفر؛ لزدت.

ومنها تأليف قلب ابنه عبدالله بن عبدالله، ومنها العناية بالرعية والكبار الذين يحصل بالعناية بهم مصالح كثيرة، فولي الأمر وأولو العلم والأعيان الذين يقتدى بهم إذا اهتموا بهذه الأمور كان هذا له آثار جيدة في شعوبهم وفيمن يقلدهم وفيمن يتأسى بهم في احترام الناس والعناية بأسباب ألفة القلوب وتقاربها؛ لأن هذا رجل معروف بالنفاق ظهر عليه آثار النفاق في مواضع كثيرة، ولكنه رئيس في قومه وكبير في قومه، ولا تزال الأنصار تعرف له شأنه، بل كادوا أن يرأسوه عليهم، فكان ﷺ يلاحظ هذا الأمر، وتألفهم للثبات على الإسلام، ويراعي هذا الشيء الذي فيهم في تعظيم الرؤساء؛ ولهذا لما أعطاه الله يوم حنين ما أعطاه من المال قسم في ذلك أموال جزيلة بين الرؤساء للتأليف، وصرح بهذا عليه الصلاة والسلام أنه فعل هذا ليتألفهم على الإسلام ويقوّي قلوبهم على الإيمان، وإذا كان هذا في عهده ﷺ فهكذا بعد ذلك في كل عهد وكل عصر، فالناس في حاجة إلى التأليف، وإلى جمع القلوب، وإلى مراعاة أحوال الرؤساء والكبار الذين يغضب لغضبهم أمم، ويرضى لرضاهم أمم، فمن الحكمة والسياسة الشرعية أن يراعى هؤلاء ولو كان فيهم ما فيهم من النقص والخلل.

5796 - حَدَّثَنَا صَدَقَةُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُاللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ، جَاءَ ابْنُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطِنِي قَمِيصَكَ أُكَفِّنْهُ فِيهِ وَصَلِّ عَلَيْهِ، وَاسْتَغْفِرْ لَهُ. فَأَعْطَاهُ قَمِيصَهُ، وَقَالَ: إِذَا فَرَغْتَ مِنْهُ فَآذِنَّا فَلَمَّا فَرَغَ آذَنَهُ بِهِ، فَجَاءَ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَجَذَبَهُ عُمَرُ فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ نَهَاكَ اللَّهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى المُنَافِقِينَ، فَقَالَ: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ [التوبة:80] فَنَزَلَتْ: وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ [التوبة:84] فَتَرَكَ الصَّلاَةَ عَلَيْهِمْ.

الشيخ: يعني بعد ذلك، نزلت هذه بعد الصلاة. وهذا يدل على أن حتى ابنه لم ييأس، ولهذا جاء إلى النبي ﷺ لم ييأس؛ لأن أباه كان يتظاهر بالإسلام، حتى ذكر بعض أهل العلم -ولم يحضرني الآن من خرّجه أظن البخاري ذكره في بعض المواضع من صحيحه- أن عبدالله بن أبي كان يقوم بعد كل جمعة من شدة نفاقه يقوم بعد الجمعة ويخطب الناس ويقول: احمدوا الله الذي منّ عليكم بهذا النبي واتبعوه وعظّموه وسيروا خلفه فقد أنعم الله عليكم، وقد وقد، يعني من هذا الكلام الذي يروّج به نفاقه ويستر ما قد يبدو منه، حتى اشتبه أمره على ابنه عبدالله وهو من أصلح الناس، عبدالله ولده، فكان لما توفي جاء إلى النبي يطلب منه أن يعطيه قميصه وأن يصلي عليه وأن يستغفر له، كل هذا يرجو أن هذا الذي ظهر منه ينفعه، مما هو ظاهر الإسلام، والله المستعان.

...............

بَاب جَيْبِ القَمِيصِ مِنْ عِنْدِ الصَّدْرِ وَغَيْرِهِ

5797 - حَدَّثَنَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ الحَسَنِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: مَثَلَ البَخِيلِ وَالمُتَصَدِّقِ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ، قَدِ اضْطُرَّتْ أَيْدِيهِمَا إِلَى ثُدِيِّهِمَا وَتَرَاقِيهِمَا، فَجَعَلَ المُتَصَدِّقُ كُلَّمَا تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ انْبَسَطَتْ عَنْهُ، حَتَّى تَغْشَى أَنَامِلَهُ وَتَعْفُوَ أَثَرَهُ، وَجَعَلَ البَخِيلُ كُلَّمَا هَمَّ بِصَدَقَةٍ قَلَصَتْ، وَأَخَذَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ بِمَكَانِهَا قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَأَنَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا فِي جَيْبِهِ، فَلَوْ رَأَيْتَهُ يُوَسِّعُهَا وَلاَ تَتَوَسَّعُ تَابَعَهُ ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَأَبُو الزِّنَادِ، عَنْ الأَعْرَجِ: فِي الجُبَّتَيْنِ وَقَالَ حَنْظَلَةُ: سَمِعْتُ طَاوُسًا: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: جُبَّتَانِ وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ الأَعْرَجِ: جُبَّتَانِ.

الشيخ: وهذا مَثَلٌ عظيم فيما يحصل للبخيل والسخي، ضرب مثلاً لهما بالجنتين، أو جبتين من حديد قد اضطرت أيديهما إلى ثديهما وإلى تراقيهما، فهي ضيقة، ثم ضرب مثل للسخي والبخيل بعد هذا فقال: فالسخي كلما أراد أن يتصدق انفسحت هذه الجبة وارتخت حتى تعفي أنامله وتعفي أثره، وهذا إشارة إلى ما يقع في قلبه من الانشراح والسرور والمحبة للصدقة والإنفاق، كلما هم بالنفقة انشرح صدره، وطابت نفسه بالإنفاق، وأحب ذلك، فكنى عن هذا بارتخاء هذه الجبة وانحسارها قليلاً قليلاً حتى تغشى أنامله وهي مرتفعة أول وتعفي أثره؛ لأنها انحدرت إلى الأرض، أما ذاك البخيل كلما أراد أن يتصدق انقبضت نفسه وضاق صدره، فشبه ذلك بهذه الجبة التي كلما أراد أن يوسعها ضاقت وأخذت كل حلقة مكانها، لصقت كل حلقة في مكانها ما تتسع، فهو يوسعها فلا تتسع، فجعل النبي يحرك أعلاها بأصبعيه ليوسعها فلا تتسع، فهكذا البخيل كلما هم بصدقة أو بإنفاق أو بمساعدة ضاق صدره ولم ينشرح وانقبض حتى تفوته الفضائل وحتى يبقى في حرجه وبخله، نسأل الله السلامة والعافية، وهذه أمور لها أسبابها ومضى فيها قدرها ....... يسأل ربه أن يعينه، وأن يشرح صدره للحق، وأن يوفقه للإنفاق في سبيله، وأن يعيذه من صفات البخلاء وأخلاقهم، والله المستعان: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [التغابن:16] في آيتين من كتاب الله: وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ فمن وقاه الله شح نفسه وبخلها وحرصها أفلح، وليس من شرط ذلك أن يكون ينفق الملايين والآلاف، كُلٌّ بحَسَبِه، حتى الذي ينفق الدرهم والدرهمين والتمرة والتمرتين، كُلٌّ بحَسَبِه.

أيش قال على الباب؟

الطالب: قَوْلُهُ: (بَابُ جَيْبِ الْقَمِيصِ مِنْ عِنْدِ الصَّدْرِ وَغَيْرِهِ) الْجَيْبُ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَسُكُونِ التَّحْتَانِيَّةِ بَعْدَهَا مُوَحَّدَةٌ هُوَ مَا يُقْطَعُ مِنَ الثَّوْبِ لِيَخْرُجَ مِنْهُ الرَّأْسُ أَوِ الْيَدُ أَوْ غَيْرُ ذَلِكَ وَاعْتَرَضَهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ فَقَالَ: الْجَيْبُ الَّذِي يُحِيطُ بِالْعُنُقِ، جَيْبُ الثَّوْبِ، أَيْ جُعِلَ فِيهِ ثَقْبٌ.

الشيخ: يعني..... من الصدر، وهذا جهل بأحوال الناس، الاعتراض هذا جهل بأحوال الناس.

وَأَوْرَدَهُ الْبُخَارِيُّ عَلَى أَنَّهُ مَا يُجْعَلُ فِي الصَّدْرِ لِيُوضَعَ فِيهِ الشَّيْءُ، وَبِذَلِكَ فَسَّرَهُ أَبُو عُبَيْدٍ؛ لَكِنْ لَيْسَ هُوَ الْمُرَادُ هُنَا، وَإِنَّمَا الْجَيْبُ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ فِي الْحَدِيثِ هُوَ الْأَوَّلُ، كَذَا قَالَ، وَكَأَنَّهُ يَعْنِي مَا وَقَعَ فِي الْحَدِيثِ مِنْ قَوْلِهِ: "وَيَقُولُ بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا فِي جَيْبِهِ" فَإِنَّ الظَّاهِرَ أَنَّهُ كَانَ لَابِسَ قَمِيصٍ، وَكَانَ فِي طَوْقِهِ فَتْحَةٌ إِلَى صَدْرِهِ، وَلَا مَانِعَ مِنْ حَمْلِهِ عَلَى الْمَعْنَى الْآخَرِ؛ بَلِ اسْتدلَّ بِهِ ابن بَطَّالٍ عَلَى أَنَّ الْجَيْبَ فِي ثِيَابِ السَّلَفِ كَانَ عِنْدَ الصَّدْرِ، قَالَ: وَهُوَ الَّذِي تَصْنَعُهُ النِّسَاءُ بِالْأَنْدَلُسِ، وَمَوْضِعُ الدَّلَالَةِ مِنْهُ أَنَّ الْبَخِيلَ إِذَا أَرَادَ إِخْرَاجَ يَدِهِ أَمْسَكَتْ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي ضَاقَ عَلَيْهَا وَهُوَ الثَّدْيُ وَالتَّرَاقِي وَذَلِكَ فِي الصَّدْرِ، قَالَ: فَبَانَ أَنَّ جَيْبَهُ كَانَ فِي صَدْرِهِ؛ لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ فِي يَدِهِ لَمْ تَضْطَرَّ يَدَاهُ إِلَى ثَدْيَيْهِ وَتَرَاقِيهِ.

الشيخ: وأيضًا لو كان المراد الجيب الذي عند الرأس ما.....؛ لأن الجيب الذي عند الرأس ما يكفي؛ لأن هناك كتفين تحتاج إلى دخول وخروج فلا يتسع إلا بجيب الصدر، وإلا لو كان الجيب حول العنق ما يتسع إلا أن يوسعه كثيرًا حتى يصل إلى أطراف منكبيه، الحاصل أن الشق في الصدر أو من الخلف أو من جانب كذا أو من جانب كذا هو الذي يحصل به المقصود، وكان السلف يعملونه من الصدر، من جهة الصدر حتى يجعل فيه ما يجعل من الحاجات يجعله محلاً للفلوس أو المصحف أو الكتاب وما يحتاج إلى حمله في جيبه.

.................

س:....................

الشيخ: غالب الناس اليوم يجعلون الجيوب من الخلف لأسباب ذكروها، والأمر في هذا سهل، إذا كانت العورات محفوظة، لكن كونه من المقدم أوْلى؛ لأنه أسهل في حفظه وضبطه.

س:....................

الشيخ: هو جيبه جيب متصل بالحلقة التي عند العنق، ما يسمى هذا جيبًا إلا لهذا الجيب، وهو من الجوب وهو الشق: وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ [الفجر:9] يعني شقوا الصخر، جاب البلاد يجوبها إذا مشى فيها وسار فيها وساح فيها، فالجوب الشق، يسمى الجيب جيبًا؛ لأنه يشق حتى يدخل الرأس والمنكبان عند لبس الثوب وعند خلعه.

بَاب مَنْ لَبِسَ جُبَّةً ضَيِّقَةَ الكُمَّيْنِ فِي السَّفَرِ

5798 - حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُالوَاحِدِ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الضُّحَى، قَالَ: حَدَّثَنِي مَسْرُوقٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي المُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، قَالَ: «انْطَلَقَ النَّبِيُّ ﷺ لِحَاجَتِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ، فَتَلَقَّيْتُهُ بِمَاءٍ، فَتَوَضَّأَ، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَأْمِيَّةٌ، فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَغَسَلَ وَجْهَهُ، فَذَهَبَ يُخْرِجُ يَدَيْهِ مِنْ كُمَّيْهِ، فَكَانَا ضَيِّقَيْنِ، فَأَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنْ تَحْتِ الجُبَّةِ فَغَسَلَهُمَا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَعَلَى خُفَّيْهِ».

الشيخ: وقوله: (في السفر) لا مفهوم له، فهي جبة تلبس في السفر والحضر. وهذه جبة شامية مجلوبة من الشام، فيه جواز ما يجب من بلاد الكفرة إذا كان ليس في شيء يخصهم بل يلبسه العرب والعجم والمسلم والكافر، وفيه جواز لبس الضيق إذا دعت الحاجة إليه، وإن كان الواسع أفضل منه حتى لا يتأثر، ولكن إذا دعت الحاجة إلى لبس الضيق فلا بأس، ولهذا لبس النبي ﷺ جبة، وهذا في غزوة تبوك، فلما ضاقت جذب يديه هكذا أدخلها وأخرجها من أسفل ثم غسلهما.

س:...... في السفر من عادة النبي ﷺ لبس الضيق؟

الشيخ: الظاهر لا مفهوم له.

بَاب لُبْسِ جُبَّةِ الصُّوفِ فِي الغَزْوِ

5799 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ المُغِيرَةِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي سَفَرٍ، فَقَالَ: أَمَعَكَ مَاءٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، فَمَشَى حَتَّى تَوَارَى عَنِّي فِي سَوَادِ اللَّيْلِ، ثُمَّ جَاءَ، فَأَفْرَغْتُ عَلَيْهِ الإِدَاوَةَ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُخْرِجَ ذِرَاعَيْهِ مِنْهَا، حَتَّى أَخْرَجَهُمَا مِنْ أَسْفَلِ الجُبَّةِ، فَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ أَهْوَيْتُ لِأَنْزِعَ خُفَّيْهِ، فَقَالَ: دَعْهُمَا، فَإِنِّي أَدْخَلْتُهُمَا طَاهِرَتَيْنِ فَمَسَحَ عَلَيْهِمَا.

الشيخ: وكان هذا في غزوة تبوك كما تقدم، كان في آخر الليل عند طلوع الفجر، وقد ذكر مسلم هذا الحديث وأوضح أنه تأخر في الوضوء ﷺ، وكان قد أبعد عن الجيش على عادته، يبعد ليقضي حاجته، فأبطأ عليهم فقدموا عبدالرحمن بن عوف وصلى بهم صلاة الفجر، فجاء النبي ﷺ والمغيرة وقد صلى عبدالرحمن ركعة فأراد أن يستأخر فأشار إليه النبي أن يكمل، فصف النبي ﷺ والمغيرة مع الناس وصلوا الركعة الأخيرة، فلما سلم عبدالرحمن قام النبي ﷺ والمغيرة فقضيا الركعة التي فاتتهما، وقال للناس بعدما سلم ورأى منهم أن تأثروا بهذا، قال: أحسنتم، وهذا يدل على أن الإمام إذا تأخر عن العادة المعروفة يصلي الناس ولا يُحبسون، يقدمون مَن يرون من خيارهم ويصلي بهم، وأنه لا ينبغي للإمام أن يتأثر أو يتكدّر أو يقول لهم شيئًا، فالرسول ﷺ ما قال لهم، قال: أصبتم، وأقرهم، هكذا كان خلقه العظيم عليه الصلاة والسلام، وبعض الأئمة لضعف بصيرته وقلة علمه يغضب إذا رآهم تقدموا وصلوا وهو قد تأخر وحبسهم؛ فهذا من الجهل، فإذا تأخر عن العادة المعتادة يقدمون من يصلي بهم ولا بأس، كذلك في قصة الصديق لما تأخر النبي ﷺ عند بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم، وكان قد أمر الصديق أن يصلي بالناس كما في الراوية المعروفة، فلما اجتمع الناس جاء بلال إلى الصديق وقال له: تحب أن تصلي بالناس؟ قال: نعم إن شئت! فأقام بلال وتقدّم الصدِّيق وكبَّر، فجاء النبي ﷺ وقد تقدم الصدِّيق وشق الصفوف وصفق الناس فالتفت الصدِّيق، وكان لا يلتفت فرآه فأشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يستمر ويصلي بالناس، فرفع يديه وحمد الله ثم تأخر، وتقدم وصلى بالناس الحديث المشهور، ولم ينكر عليه النبي ﷺ تَقَدُّمه بل أشار إليه أن يستمر، المقصود أن هذا هو السُّنة أن الإمام إذا تأخَّر يقدِّم الناس مَنْ يصلي بهم، وإذا أتى فلا ينبغي له أن يتأثر بهذا، وله الخيار إن شاء تقدم وصلى بهم إذا كانوا في أول الأمر، وإن شاء صلى مع الناس، أما إن كان قد صلى ركعة أو أكثر فالسُّنة للإمام ألا يتقدم بل يصلي مع الناس؛ لأن تقدمه قد يؤثر على الناس وقد يلبِّس بعض الأمور، فالسنة له ألا يتقدم بل يصلي خلف النائب، ويدع النائب هذا يكمل، كما فعل النبي ﷺ في قصة عبدالرحمن بن عوف.

س: الالتفات للحاجة ما يبطل الصلاة؟

الشيخ: لا ما يبطل، الالتفات للحاجة لا بأس.

س: إذا جاء الإمام وقد صلوا فهل يجوز له أن يأمرهم أن يعيدوا الصلاة مرة أخرى؟

الشيخ: ما يجوز له، ما يجوز له أن ....... فكيف يأمرهم بالإعادة، لكن ينبغي لهم ألا يتقدموا إلا عند مضي العادة التي يأتي فيها.

س:....................

الشيخ: هذا يفيد الجواز، لكن الواسعة أوْلى؛ لأنها لا تؤذي لابسه ولا تبين حجم الأعضاء، ولاسيما في النساء، فإن هذا آكد في النساء، أنها لا تلبس إلا ملابس واسطة: لا تبين حجم عورتها، ولا تكون واسعة يظهر منها أعضاؤها. تكون وسطًا، والرجل كذلك؛ لكن المرأة أشد في هذا.

س:....................

الشيخ: ما يضر، يسد فرجة، إذا سد فرجة المشي هذا ما يضر؛  لأنه من مصلحة الصلاة.

بَاب القَبَاءِ وَفَرُّوجِ حَرِيرٍ

وَهُوَ القَبَاءُ، وَيُقَالُ: هُوَ الَّذِي لَهُ شَقٌّ مِنْ خَلْفِهِ.

5800 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ المِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَقْبِيَةً وَلَمْ يُعْطِ مَخْرَمَةَ شَيْئًا، فَقَالَ مَخْرَمَةُ: يَا بُنَيِّ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، فَقَالَ: ادْخُلْ فَادْعُهُ لِي، قَالَ: فَدَعَوْتُهُ لَهُ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ وَعَلَيْهِ قَبَاءٌ مِنْهَا، فَقَالَ: خَبَأْتُ هَذَا لَكَ قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: رَضِيَ مَخْرَمَةُ.

الشيخ: وهذا من حرصه ﷺ وعنايته بالكبار والرؤساء والأعيان، عرف أنه ما جاء إلا لهذا الأمر؛ من القرائن والدلائل التي تدل على ذلك، ولهذا بدأ به ﷺ خرج بالقباء معه قد لبسه يقول له: هذا خبأته لك، يعني: ما نسيتك، فهذا يدل على العناية العظيمة مع شُغله العظيم وهو رئيس الأمة ويتلقى الوحي من الله وينظر في تشريع الناس، ومع هذا يلاحظ هذه الأمور عليه الصلاة والسلام، يلاحظ هذه الأمور التي فيها التأليف وفيها مراعاة خواطر الرؤساء والكبار، ولاسيما من قد يتأثر ويتسرّع في الكلام من رؤساء البادية وأشباه البادية.

5801 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّهُ قَالَ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَرُّوجُ حَرِيرٍ فَلَبِسَهُ، ثُمَّ صَلَّى فِيهِ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَنَزَعَهُ نَزْعًا شَدِيدًا، كَالكَارِهِ لَهُ، ثُمَّ قَالَ: لاَ يَنْبَغِي هَذَا لِلْمُتَّقِينَ تَابَعَهُ عَبْدُاللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، عَنِ اللَّيْثِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: «فَرُّوجٌ حَرِيرٌ».

الشيخ: ولهذا نسخ الحرير للرجال.. أيش قال على قباء؟

الطالب: قَوْلُهُ: (بَابُ الْقَبَاءِ) بِفَتْحِ الْقَافِ وَبِالْمُوَحَّدَةِ مَمْدُودٌ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَقِيلَ: عَرَبِيٌّ وَاشْتِقَاقُهُ مِنَ الْقَبْوِ وَهُوَ الضَّمُّ، قَوْلُهُ: "وَفَرُّوجِ حَرِيرٍ" بِفَتْحِ الْفَاءِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ الْمَضْمُومَةِ وَآخِرُهُ جِيمٌ، قَوْلُهُ: "وَهُوَ الْقَبَاءُ" قُلْتُ: وَوَقَعَ كَذَلِكَ مُفَسَّرًا فِي بَعْضِ طُرُقِ الْحَدِيثِ كَمَا سَأُبَيِّنُهُ، قَوْلُهُ: "وَيُقَالُ هُوَ الَّذِي لَهُ شِقٌّ مِنْ خَلْفِهِ" أَيْ فَهُوَ قَبَاءٌ مَخْصُوصٌ، وَبِهَذَا جَزَمَ أَبُو عُبَيْدٍ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ أَصْحَابِ الْغَرِيبِ نَظَرًا لِاشْتِقَاقِهِ، وَقَالَ ابن فَارِسٍ: هُوَ قَمِيصُ الصَّبِيِّ الصَّغِيرِ، وَقَالَ الْقُرْطُبِيُّ: الْقَبَاءُ وَالْفَرُّوجُ كِلَاهُمَا ثَوْبٌ ضَيِّقُ الْكُمَّيْنِ وَالْوَسَطِ مَشْقُوقٌ مِنْ خَلْفٍ يُلْبَسُ فِي السَّفَرِ وَالْحَرْبِ؛ لِأَنَّهُ أَعْوَنُ عَلَى الْحَرَكَةِ، وَذَكَرَ فِيهِ حَدِيثَيْنِ.

الشيخ: يكفي، نعم. كنت أظنه سابقًا من جنس العباءة، أنه يشبه العباءة، وأنه مشقوق من أمامه، وفيه شق من خلفه ...... أسفل.. كنت أظن هذا ولا أدري أين مر بي هذا، ما أدري في كلام من: في اللسان أو تاج العروس، كنت أظنه هكذا أن القباء مفتوح من الأمام ...... وهو الذي يسمونه الناس أخيرًا في عصرنا ...... والدجرة، وتلبس في وقت الشتاء للدفء وبعضهم ....... شُف القباء.

بَاب البَرَانِسِ

5802 - وَقَالَ لِي مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، سَمِعْتُ أَبِي قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أَنَسٍ، بُرْنُسًا أَصْفَرَ مِنْ خَزٍّ.

5803 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يَلْبَسُ المُحْرِمُ مِنَ الثِّيَابِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: لاَ تَلْبَسُوا القُمُصَ، وَلاَ العَمَائِمَ، وَلاَ السَّرَاوِيلاَتِ، وَلاَ البَرَانِسَ، وَلاَ الخِفَافَ، إِلَّا أَحَدٌ لاَ يَجِدُ النَّعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ، وَلاَ تَلْبَسُوا مِنَ الثِّيَابِ شَيْئًا مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ وَلاَ الوَرْسُ.

الشيخ: والبرنس الآن معروف في البلاد المغربية، يلبسونه له رأس متصل به، له رأس كالقبعة على الرأس، وهو متصل من قفا في القميص، والواصل متصل به من خلف، إذا لبس هذا القميص جعل هذا الرأس على رأسه، متصلًّا، يسمونها البرانس، يلبسونها المغاربة.

بَاب السَّرَاوِيلِ

5804 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: مَنْ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا فَلْيَلْبَسْ سَرَاوِيلَ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ.

5805 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ، قَالَ: قَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَأْمُرُنَا أَنْ نَلْبَسَ إِذَا أَحْرَمْنَا؟ قَالَ: لاَ تَلْبَسُوا القَمِيصَ، وَالسَّرَاوِيلَ، وَالعَمَائِمَ، وَالبَرَانِسَ، وَالخِفَافَ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ نَعْلاَنِ فَلْيَلْبَسِ الخُفَّيْنِ أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ، وَلاَ تَلْبَسُوا شَيْئًا مِنَ الثِّيَابِ مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ وَلاَ وَرْسٌ.

بَاب فِي العَمَائِمِ

5806 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِاللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: لاَ يَلْبَسُ المُحْرِمُ القَمِيصَ، وَلاَ العِمَامَةَ، وَلاَ السَّرَاوِيلَ، وَلاَ البُرْنُسَ، وَلاَ ثَوْبًا مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ وَلاَ وَرْسٌ، وَلاَ الخُفَّيْنِ إِلَّا لِمَنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْهُمَا فَلْيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ.

الطالب: ........

س:.............

الشيخ: يشتري الإزار، المحرم مأمور بالإزار، إلا إذا عجز عن الرداء يلبس السراويل.

س: ولو استدان؟

الشيخ: لا ما هو بلازم يستدين: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ، إذا ما حصل إلا بالاستدانة يلبس السراويل وبس، الإزار أجمل وأستر للعبد أستر من السراويل؛ لأن السراويل قد تبين حجم العورة، وقد يكون ضيقًا كالمكشوف، لكن الإزار فيه ستر أكمل، ولهذا من عادة العرب الأزر أكثر من السراويل.

بَاب التَّقَنُّعِ

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «خَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ وَعَلَيْهِ عِصَابَةٌ دَسْمَاءُ» وَقَالَ أَنَسٌ: «عَصَبَ النَّبِيُّ ﷺ عَلَى رَأْسِهِ حَاشِيَةَ بُرْدٍ».

5807 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: هَاجَرَ نَاسٌ إِلَى الحَبَشَةِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وَتَجَهَّزَ أَبُو بَكْرٍ مُهَاجِرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: عَلَى رِسْلِكَ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُؤْذَنَ لِي فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَوَتَرْجُوهُ بِأَبِي أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ فَحَبَسَ أَبُو بَكْرٍ نَفْسَهُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ لِصُحْبَتِهِ، وَعَلَفَ رَاحِلَتَيْنِ كَانَتَا عِنْدَهُ وَرَقَ السَّمُرِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ. قَالَ عُرْوَةُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: فَبَيْنَا نَحْنُ يَوْمًا جُلُوسٌ فِي بَيْتِنَا فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، فَقَالَ قَائِلٌ لِأَبِي بَكْرٍ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مُقْبِلًا مُتَقَنِّعًا، فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِدًا لَكَ أَبِي وَأُمِّي، وَاللَّهِ إِنْ جَاءَ بِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ إِلَّا لِأَمْرٍ، فَجَاءَ النَّبِيُّ ﷺ فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ، فَقَالَ حِينَ دَخَلَ لِأَبِي بَكْرٍ: أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ قَالَ: إِنَّمَا هُمْ أَهْلُكَ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَإِنِّي قَدْ أُذِنَ لِي فِي الخُرُوجِ قَالَ: فَالصُّحْبَةُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فَخُذْ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِحْدَى رَاحِلَتَيَّ هَاتَيْنِ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: بِالثَّمَنِ قَالَتْ: فَجَهَّزْنَاهُمَا أَحَثَّ الجِهَازِ، وَضَعْنَا لَهُمَا سُفْرَةً فِي جِرَابٍ، فَقَطَعَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ قِطْعَةً مِنْ نِطَاقِهَا، فَأَوْكَأَتْ بِهِ الجِرَابَ، وَلِذَلِكَ كَانَتْ تُسَمَّى ذَاتَ النِّطَاقِ. ثُمَّ لَحِقَ النَّبِيُّ ﷺ وَأَبُو بَكْرٍ بِغَارٍ فِي جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ ثَوْرٌ، فَمَكُثَ فِيهِ ثَلاَثَ لَيَالٍ، يَبِيتُ عِنْدَهُمَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَهُوَ غُلاَمٌ شَابٌّ لَقِنٌ ثَقِفٌ، فَيَرْحَلُ مِنْ عِنْدِهِمَا سَحَرًا، فَيُصْبِحُ مَعَ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ كَبَائِتٍ، فَلاَ يَسْمَعُ أَمْرًا يُكَادَانِ بِهِ إِلَّا وَعَاهُ، حَتَّى يَأْتِيَهُمَا بِخَبَرِ ذَلِكَ حِينَ يَخْتَلِطُ الظَّلاَمُ، وَيَرْعَى عَلَيْهِمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ مِنْحَةً مِنْ غَنَمٍ، فَيُرِيحُهَا عَلَيْهِمَا حِينَ تَذْهَبُ سَاعَةٌ مِنَ العِشَاءِ، فَيَبِيتَانِ فِي رِسْلِهِمَا حَتَّى يَنْعِقَ بِهَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ بِغَلَسٍ، يَفْعَلُ ذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ مِنْ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلاَثِ.

الشيخ: هذا من عناية الله، الغار عندهم وقريب منهم، ومع هذا عماهم الله فلم يعرفوا، ولم يروا، سبحانه الله ما أعظم شأنه.

س: عامر بن فهيرة؟

الشيخ: مولى للصدِّيق.

س: أسلم.

الشيخ: نعم، مِنْ خِيرة الصحابة.

س:....................

الشيخ: الظاهر أنه مسلم في ذلك الوقت.

بَاب المِغْفَرِ

5808 - حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ المِغْفَرُ.

الشيخ: وهذا كله بمعنى التَّقَنُّعِ، فإن التَّقَنُّع: وضع ثوب على الرأس أو البشت على الرأس، يقال له: تقنع: وضع شيئًا على رأسه من ردائه أو على رأسه أو جلال أو عباءة أو غير ذلك.

س:... الشماغ؟

الشيخ: يمكن يصدُق عليه ذلك؛ لأن المؤلف ذكر العمامة والعصابة.

س:....................

الشيخ: أيش قال الشارح ؟

الطالب: قَوْلُهُ: (بَابُ التَّقَنُّعِ) بِقَافٍ وَنُونٍ ثَقِيلَةٍ، وَهُوَ تَغْطِيَةُ الرَّأْسِ وَأَكْثَرِ الْوَجْهِ بِرِدَاءٍ أَوْ غَيْرِهِ، قَوْله: "وَقَالَ ابن عَبَّاسٍ: خَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ وَعَلَيْهِ عِصَابَةٌ دَسْمَاءُ" هَذَا طَرَفٌ مِنْ حَدِيثٍ مُسْنَدٍ عِنْدَهُ فِي مَوَاضِعَ مِنْهَا فِي مَنَاقِبِ الْأَنْصَارِ فِي بَابِ: اقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَمِنْ طَرِيق عِكْرِمَة سَمِعت ابن عَبَّاسٍ يَقُولُ: خَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ وَعَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ مُتَعَطِّفًا بِهَا عَلَى مَنْكِبَيْهِ وَعَلَيْهِ عِصَابَةٌ دَسْمَاءُ، الْحَدِيثَ. وَالدَّسْمَاءُ بِمُهْمَلَتَيْنِ وَالْمَدِّ: ضِدُّ النَّظِيفَةِ، وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ لَوْنَهَا فِي الْأَصْلِ، وَيُؤَيِّدُهُ أَنَّهُ وَقَعَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: عِصَابَةٌ سَوْدَاءُ، قَوْلُهُ: "وَقَالَ أَنَسٌ: عَصَبَ النَّبِيِّ ﷺ عَلَى رَأْسِهِ حَاشِيَةَ بُرْدٍ" هُوَ أَيْضًا طَرَفٌ مِنْ حَدِيثٍ أَخْرَجَهُ فِي الْبَابِ الْمَذْكُورِ مِنْ طَرِيقِ هِشَامِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَنَسٍ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: فَخَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ وَقَدْ عَصَبَ عَلَى رَأْسِهِ حَاشِيَةَ بُرْدٍ، ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيثَ عَائِشَةَ فِي شَأْنِ الْهِجْرَةِ بِطُولِهِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ أَتَمَّ مِنْهُ، وَتَقَدَّمَ شَرْحُهُ مُسْتَوْفًى وَالْغَرَضُ مِنْهُ، قَوْلُهُ: "قَالَ قَائِلٌ لِأَبِي بَكْرٍ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مُقْبِلًا مُتَقَنِّعًا فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا" وَقَوْلُهُ فِيهِ: فِدًا لَكَ، فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ: فدا له، وَقَوْلُهُ: إِنْ جَاءَ بِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ.

الشيخ: يكفي، العيني موجود، قال شيء في التقنع؟ قوله: بعض الوجه، هذا محل نظر، كون التقنع يغطي الرأس مع بعض الوجه.

الطالب: قال: وهو تغطية الرأس، وأكثر الوجه برداء أو غيره.

الشيخ: هذه زيادة.. حتى لا يعرف يعني جبهته وعينيه.. أنفه حتى لا يعرف أو بعض أنفه، إذا ثبت هذا الشرط في التقنع ما يصدق على الغترة ونحوها، لكن العمامة قد يصدق عليها؛ لأنها تأخذ الجبهة، لكن الجبهة ما تكون أكثر الوجه، العمامة في الغالب تكون هنا فلا يصدُق عليها ما قالوا من أكثر الوجه؛ لأنها إذا أديرت ما تُجعل على الأنف والعينين، تكون فوقهما.

.............

بَاب البُرُودِ وَالحِبَرَةِ وَالشَّمْلَةِ

وَقَالَ خَبَّابٌ: «شَكَوْنَا إِلَى النَّبِيِّ ﷺ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ».

5809 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: «كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الحَاشِيَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَبَذَهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ البُرْدِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ثُمَّ ضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ».

الشيخ: كان معروفًا بالحلم والتواضع والصبر والتحمل، عليه الصلاة والسلام، أيش قال عليه الشارح؟

الطالب: قَوْلُهُ: (بَابُ الْبُرُودِ) جَمْعُ بُرْدَةٍ بِضَمِّ الْمُوَحَّدَةِ وَسُكُونِ الرَّاءِ بَعْدَهَا مُهْمَلَةٌ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: كِسَاءٌ أَسْوَدُ مُرَبَّعٌ فِيهِ صُوَرٌ تَلْبَسُهُ الْأَعْرَابُ.

س: فيه صور؟

الشيخ: يعني من صور غير ذوات الأرواح كصور الشجر أو غيرها من صور الجماد.

الطالب: قَوْلُهُ: وَالْحِبَرُ بِكَسْرِ الْمُهْمَلَةِ وَفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ بَعْدَهَا رَاءٌ: جَمْعُ حَبَرَةٍ، يَأْتِي شَرْحُهَا فِي خَامِسِ أَحَادِيثِ الْبَابِ، قَوْلُهُ: وَالشَّمْلَةُ بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ الْمِيمِ: مَا يُشْتَمَلُ بِهِ مِنَ الْأَكْسِيَةِ أَيْ يُلْتَحَفُ، وَذَكَرَ فِيهِ سِتَّةَ أَحَادِيثَ: الْحَدِيثُ الْأَوَّلُ: قَوْلُهُ: "وَقَالَ خَبَّابٌ" بِخَاءٍ مُعْجَمَةٍ وَمُوَحَّدَتَيْنِ الْأُولَى ثَقِيلَةٌ.

الشيخ: بعده بعده حديث الأعرابي، الثاني.

الطالب: الثَّانِي: حَدِيثُ أَنَسٍ فِي قِصَّةِ الْأَعْرَابِيِّ وَالْغَرَضُ مِنْهُ قَوْلُهُ: حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ الْبُرْدِ، وَسَيَأْتِي شَرْحُهُ فِي كِتَابِ الْأَدَبِ.

الشيخ: قال شيئًا العيني؟

الطالب: نعم، قوله: (وعليه برد) وفي رواية الأوزاعي: وعليه رداء. قوله: (نجراني) نسبة إلى نجران بفتح النون وسكون الجيم وبالراء والنون، وهي بلدة من اليمن. قوله: (فأدركه أعرابي) زاد همام من أهل البادية. قوله: (فجبذه) أي: فجذبه وهما بمعنى واحد لغتان مشهورتان. قوله: (في صحفة عاتق) وفي رواية مسلم: عنق، وكذا في رواية الأوزاعي، وصفح الشيء وصفحته جهته وجانبه. قوله: (أثرت بها) كذا في رواية الكشميهني وفي رواية غيره: أثرت فيها، وفي رواية همام: حتى انشق البرد وذهبت حاشيته في عنقه، وزاد: أن ذلك وقع من الأعرابي لما وصل النبي ﷺ إلى حجرته، والتوفيق بين الروايتين بأنه لقيه خارج المسجد فأدركه لما كاد يدخل، فكلمه وأمسك بثوبه لما دخل المسجد، فلما كاد يدخل الحجرة خشي أن يفوته فجبذه. قوله: (مر لي) وفي رواية الأوزاعي: أعطني. قوله: (ثم ضحك) وفي رواية الأوزاعي: فتبسم، وفي رواية همام (فأمر له بشيء).

وفيه: بيان حلمه، ﷺ، وصبره على الأذى في النفس والمال، والتجاوز عن جفاء مَن يريد تألُّفه على الإسلام، وليتأسى به الولاة من بعده في خُلُقه الجميل من الصفح والإغضاء والدفع بالتي هي أحسن.

الشيخ: نعم، لا شك أن هذا غاية في الحلم والتواضع، اللهم صل عليه وسلم.

الطالب: وقنّعه تقنيعًا: رضَّاه، والمرأة: ألبسها القناع، ورأسه بالثوب: غشّاه به، والديك: رد برائله إلى رأسه. ورجل مقنَّع كمعظَّم: عليه بيضة الحديد. وتقنّعت المرأة: لبست القناع، وفلان: تغشّى بثوب.

الشيخ: ما تعرض لشرط الوجه.

5810 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِالرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ بِبُرْدَةٍ، قَالَ سَهْلٌ: هَلْ تَدْرِي مَا البُرْدَةُ؟ قَالَ: نَعَمْ، هِيَ الشَّمْلَةُ مَنْسُوجٌ فِي حَاشِيَتِهَا، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي نَسَجْتُ هَذِهِ بِيَدِي أَكْسُوكَهَا، فَأَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مُحْتَاجًا إِلَيْهَا، فَخَرَجَ إِلَيْنَا وَإِنَّهَا لَإِزَارُهُ، فَجَسَّهَا رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اكْسُنِيهَا، قَالَ: نَعَمْ فَجَلَسَ مَا شَاءَ اللَّهُ فِي المَجْلِسِ، ثُمَّ رَجَعَ فَطَوَاهَا، ثُمَّ أَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ القَوْمُ: مَا أَحْسَنْتَ، سَأَلْتَهَا إِيَّاهُ، وَقَدْ عَرَفْتَ أَنَّهُ لاَ يَرُدُّ سَائِلًا، فَقَالَ الرَّجُلُ: وَاللَّهِ مَا سَأَلْتُهَا إِلَّا لِتَكُونَ كَفَنِي يَوْمَ أَمُوتُ. قَالَ سَهْلٌ: فَكَانَتْ كَفَنَهُ.

5811 - حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي زُمْرَةٌ هِيَ سَبْعُونَ أَلْفًا، تُضِيءُ وُجُوهُهُمْ إِضَاءَةَ القَمَرِ فَقَامَ عُكَاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ الأَسَدِيُّ، يَرْفَعُ نَمِرَةً عَلَيْهِ، قَالَ: ادْعُ اللَّهَ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: سَبَقَكَ عُكَاشَةُ.

الشيخ: الله يجعلنا وإياكم منهم، وفي اللفظ الآخر: إضاءة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أضوأ كوكب دري في السماء وفي لفظ: على أشد ضوء كوكب دري في السماء إضاءة أيش قال عليه الشارح؟

الطالب: الرَّابِعُ: حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي السَّبْعِينَ أَلْفًا الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَسَيَأْتِي شَرْحُهُ فِي كِتَابِ الرِّقَاقِ، وَالْغَرَضُ مِنْهُ هُنَا قَوْلُهُ فِيهِ: يَرْفَعُ نَمِرَةً عَلَيْهِ، وَالنَّمِرَةُ بِفَتْحِ النُّونِ وَكَسْرِ الْمِيمِ هِيَ الشَّمْلَةُ الَّتِي فِيهَا خُطُوطٌ مُلَوَّنَةٌ كَأَنَّهَا أُخِذَتْ مِنْ جِلْدِ النَّمِرِ؛ لِاشْتِرَاكِهِمَا فِي التَّلَوُّنِ.

الشيخ: أيش قال العيني؟

الطالب: ما زاد شيئًا.

الشيخ: نعم.

س: ما في رواية أن النبي ﷺ قال لعكاشة: أنت منهم؟

الشيخ: بلى جاء هذا وهذا، اللهم اجعله منهم، ولعلها من تصرُّف الرواة، والله أعلم، يعني أن دعاءه في هذا مستجاب، فتصرف الرواة، والله أعلم، محتمل أنه قال: أنت منهم، وأن الوحي جاء بهذا، وفي اللفظ الآخر قال: اللهم اجعله منهم، محتمل أن إحداهما بالمعنى رواها الراوي بالمعنى.

س: الذين وجوههم كالشمس من هم؟

الشيخ: ما أتذكر، الذي أعرف في الرواية هذه إضاءة القمر ليلة البدر، أما الشمس ما أتذكر.

5812 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَيُّ الثِّيَابِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ أَنْ يَلْبَسَهَا؟ قَالَ: الحِبَرَةُ.

الشيخ: مثل ما تقدم، ثياب تأتي من اليمن فيها خطوط، وهي ملابس جميلة.

5813 - حَدَّثَنِي عَبْدُاللَّهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «كَانَ أَحَبُّ الثِّيَابِ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ أَنْ يَلْبَسَهَا الحِبَرَةَ».

5814 - حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ ﷺ أَخْبَرَتْهُ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ حِينَ تُوُفِّيَ سُجِّيَ بِبُرْدٍ حِبَرَةٍ».

بَاب الأَكْسِيَةِ وَالخَمَائِصِ

5815 - حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ، وَعَبْدَاللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالاَ: لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ، طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ وَهُوَ كَذَلِكَ: لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى اليَهُودِ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا.

5817 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي خَمِيصَةٍ لَهُ لَهَا أَعْلاَمٌ، فَنَظَرَ إِلَى أَعْلاَمِهَا نَظْرَةً، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: اذْهَبُوا بِخَمِيصَتِي هَذِهِ إِلَى أَبِي جَهْمٍ، فَإِنَّهَا أَلْهَتْنِي آنِفًا عَنْ صَلاَتِي، وَأْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّةِ أَبِي جَهْمِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ غَانِمٍ، مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ.

5818 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: أَخْرَجَتْ إِلَيْنَا عَائِشَةُ كِسَاءً وَإِزَارًا غَلِيظًا، فَقَالَتْ: «قُبِضَ رُوحُ النَّبِيِّ ﷺ فِي هَذَيْنِ».

س:...............

الشيخ: يدل على أن الأمر فيها واسع، وأنه ﷺ كره لبسها؛ لأن أمره أهم من أمر فلان، ولا يدل على التحريم.. ولكن الإنسان مأمور بأن يتقي هذا الشيء الذي يشغله.

س:...............

الشيخ: الله أعلم، ما تعرض له الشارح؟ لكن ما قال له لا تستعملها في الصلاة، المقصود يفيد التوسع في هذا، والأمر في هذا واسع، ما تعرض لشيء؟

الطالب: يقول: قد تقدم شرحه.. في أوائل كتاب الصلاة.

الشيخ: هو محله هناك.

بَاب اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ

5819 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُالوَهَّابِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُاللَّهِ، عَنْ خُبَيْبٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «نَهَى النَّبِيُّ ﷺ عَنِ المُلاَمَسَةِ وَالمُنَابَذَةِ، وَعَنْ صَلاَتَيْنِ: بَعْدَ الفَجْرِ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ العَصْرِ حَتَّى تَغِيبَ، وَأَنْ يَحْتَبِيَ بِالثَّوْبِ الوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ، وَأَنْ يَشْتَمِلَ الصَّمَّاءَ».

5820 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ، قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْ لِبْسَتَيْنِ وَعَنْ بَيْعَتَيْنِ، نَهَى عَنِ المُلاَمَسَةِ وَالمُنَابَذَةِ فِي البَيْعِ» وَالمُلاَمَسَةُ: لَمْسُ الرَّجُلِ ثَوْبَ الآخَرِ بِيَدِهِ بِاللَّيْلِ أَوْ بِالنَّهَارِ وَلاَ يُقَلِّبُهُ إِلَّا بِذَلِكَ. وَالمُنَابَذَةُ: أَنْ يَنْبِذَ الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ بِثَوْبِهِ، وَيَنْبِذَ الآخَرُ ثَوْبَهُ، وَيَكُونَ ذَلِكَ بَيْعَهُمَا عَنْ غَيْرِ نَظَرٍ وَلاَ تَرَاضٍ، وَاللِّبْسَتَيْنِ: اشْتِمَالُ الصَّمَّاءِ، وَالصَّمَّاءُ: أَنْ يَجْعَلَ ثَوْبَهُ عَلَى أَحَدِ عَاتِقَيْهِ، فَيَبْدُو أَحَدُ شِقَّيْهِ لَيْسَ عَلَيْهِ ثَوْبٌ. وَاللِّبْسَةُ الأُخْرَى: احْتِبَاؤُهُ بِثَوْبِهِ وَهُوَ جَالِسٌ، لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ.

بَاب الِاحْتِبَاءِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ

5821 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْ لِبْسَتَيْنِ: أَنْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ فِي الثَّوْبِ الوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ، وَأَنْ يَشْتَمِلَ بِالثَّوْبِ الوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى أَحَدِ شِقَّيْهِ، وَعَنِ المُلاَمَسَةِ وَالمُنَابَذَةِ».

5822 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَخْلَدٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ : أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ: نَهَى عَنِ اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ، وَأَنْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ.

بَاب الخَمِيصَةِ السَّوْدَاءِ

5823 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ سَعِيدِ بْنِ فُلاَنٍ هُوَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ العَاصِ، عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ: أُتِيَ النَّبِيُّ ﷺ بِثِيَابٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ صَغِيرَةٌ، فَقَالَ: مَنْ تَرَوْنَ أَنْ نَكْسُوَ هَذِهِ فَسَكَتَ القَوْمُ، قَالَ: ائْتُونِي بِأُمِّ خَالِدٍ فَأُتِيَ بِهَا تُحْمَلُ، فَأَخَذَ الخَمِيصَةَ بِيَدِهِ فَأَلْبَسَهَا، وَقَالَ: أَبْلِي وَأَخْلِقِي وَكَانَ فِيهَا عَلَمٌ أَخْضَرُ أَوْ أَصْفَرُ، فَقَالَ: يَا أُمَّ خَالِدٍ، هَذَا سَنَاهْ وَسَنَاهْ بِالحَبَشِيَّةِ.

الشيخ: يعني حسن، وهذا من لطفه ﷺ وتواضعه وتعطفه على الصغير، اللهم صل عليه وسلم. ومثل: ما فعل: النغير يا أبا عمير.

5824 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: "لَمَّا وَلَدَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ، قَالَتْ لِي: يَا أَنَسُ، انْظُرْ هَذَا الغُلاَمَ، فَلاَ يُصِيبَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَغْدُوَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ يُحَنِّكُهُ، فَغَدَوْتُ بِهِ، فَإِذَا هُوَ فِي حَائِطٍ، وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ حُرَيْثِيَّةٌ، وَهُوَ يَسِمُ الظَّهْرَ الَّذِي قَدِمَ عَلَيْهِ فِي الفَتْحِ".

الشيخ: تقدم هذا الحديث، وتقدم أنه يدل على تواضعه عليه الصلاة والسلام، وأن الرئيس والكبير ينبغي له أن يكون قدوة لأتباعه في العمل والتواضع، ويسر كل واحد من أصحابه أن يأمره بأن يتولى الوسم، لكن باشر ذلك بنفسه عليه الصلاة والسلام ليكون قدوة لغيره في التواضع ومباشرة الأعمال بيده، يسم إبله، يسم غنمه، يقضي حاجة بيته، يقضي حاجة أهله، يتولى إكرام الضيف بنفسه إلى غير ذلك، كل هذه من سنته عليه الصلاة والسلام التي جعل الناس يتأسون به في ذلك لمن وفقه الله.

س:.................

الشيخ: أيش قال على حريثية؟

الطالب: قَوْلُهُ: وَعَلَيْهِ خميصة حريثية، بِمُهْملَة وَرَاء ومثلثة مصغر وَآخِرُهُ هَاءُ تَأْنِيثٍ، قَالَ عِيَاضٌ: كَذَا لِرُوَاةِ الْبُخَارِيِّ وَهِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلَى حُرَيْثٍ رَجُلٍ مِنْ قُضَاعَةَ، وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَبِي السَّكَنِ: خَيْبَرِيَّةٌ.

الشيخ: الصواب ابن السكن، معروف، أبي علي ابن السكن المعروف صاحب الصحيح، أيش عندكم؟

الطالب: عند ابن السكن.

الشيخ: ابن السكن أحسن كنيته أبو علي.

الطالب: بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَالْمُوَحَّدَةِ نِسْبَةً إِلَى خَيْبَرَ الْبَلَدِ الْمَعْرُوفِ، قَالَ: وَاخْتَلَفَ رُوَاةُ مُسْلِمٍ فَقِيلَ: كَالْأَوَّلِ، وَلِبَعْضِهِمْ: مِثْلَهُ لَكِنْ بِوَاوٍ بَدَلَ الرَّاءِ، وَلَا مَعْنَى لَهَا، وَلِبَعْضِهِمْ: جَوْنِيَّةٌ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَسُكُونِ الْوَاوِ بَعْدَهَا نُونٌ نِسْبَةً إِلَى بَنِي الْجَوْنِ أَوْ إِلَى لَوْنِهَا مِنَ السَّوَادِ أَوِ الْحُمْرَةِ أَوِ الْبَيَاضِ، فَإِنَّ الْعَرَبَ تُسَمِّي كُلَّ لَوْنٍ مِنْ هَذِهِ جَوْنًا.

الشيخ: المقصود أنها منسوبة إلى حريث ....... أو إلى خيبر، خيبرية على الرواية الأخرى، شف كلامه على الأول خميصة السوداء أم خالد.

الطالب: قَوْلُهُ: بَابُ الْخَمِيصَةِ السَّوْدَاءِ، تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ الْخَمِيصَةِ فِي أَوَائِلِ كِتَابِ الصَّلَاةِ، قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْخَمَائِصُ ثِيَابُ خَزٍّ أَوْ صُوفٍ مُعَلَّمَةٍ وَهِيَ سُودٌ كَانَتْ مِنْ لِبَاسِ النَّاسِ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ كِسَاءٌ مُرَبَّعٌ لَهُ عَلَمَانِ، وَقِيلَ: هِيَ كِسَاءٌ رَقِيقٌ مِنْ أَيِّ لَوْنٍ كَانَ، وَقِيلَ: لَا تُسَمَّى خَمِيصَةً حَتَّى تَكُونَ سَوْدَاءَ مُعَلَّمَةً، وَذَكَرَ فِيهِ حَدِيثَيْنِ: الْحَدِيثُ الْأَوَّلُ: قَوْلُهُ: "عَنْ أَبِيه سعيد بن فلَان بن سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ" كَذَا قَالَ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ فَأُبْهِمَ وَالِدُ سَعِيدٍ، وَأَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْمُسْتَخْرَجِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي خَيْثَمَةَ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْن،ٍ وَهُوَ أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ عَنْ أَبِيهِ، وَسَيَأْتِي بَعْدَ أَبْوَابٍ فِي بَابِ مَا يُدْعَى لِمَنْ لَبِسَ ثَوْبًا جَدِيدًا عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ عَنْ إِسْحَاقَ وَفِيهِ سِيَاقُ نَسَبِ إِسْحَاقَ إِلَى الْعَاصِ مِثْلُ هَذَا، وَفِيهِ التَّصْرِيحُ بِالتَّحْدِيثِ مِنْ أَبِيهِ وَبِتَحْدِيثِ أُمِّ خَالِد أَيْضًا، وَكَذَا أخرجه ابن سَعْدٍ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ وَأَبِي الْوَلِيدِ جَمِيعًا عَنْ إِسْحَاقَ، قَوْلُهُ: "عَنْ أُمِّ خَالِدِ بِنْتِ خَالِدٍ" هِيَ أَمَةُ، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالْمِيمِ مُخَفَّفًا، كُنِّيَتْ بِوَلَدِهَا خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وَكَانَ الزُّبَيْرُ تَزَوَّجَهَا فَكَانَ لَهَا مِنْهُ خَالِدٌ وَعَمْرو ابْنا الزبير، وَذكر ابن سَعْدٍ أَنَّهَا وُلِدَتْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَقَدِمَتْ مَعَ أَبِيهَا بَعْدَ خَيْبَرَ، وَهِيَ تَعْقِلُ، وَأَخْرَجَ مِنْ طَرِيقِ أَبِي الْأَسْوَدِ الْمَدَنِيِّ عَنْهَا قَالَتْ: كُنْتُ مِمَّنْ أَقْرَأَ النَّبِيَّ ﷺ مِنَ النَّجَاشِيِّ السَّلَامَ، وَأَبُوهَا خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ أَسْلَمَ قَدِيمًا ثَالِثَ ثَلَاثَةٍ أَوْ رَابِعَ أَرْبَعَةٍ، وَاسْتُشْهِدَ بِالشَّامِ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ أَوْ عُمَرَ.

س: عندنا اسمه أمة؟

الشيخ: أيش اللي عندك؟

الطالب: هي أمة.

الشيخ: اسمها أمة، وكنيتها أم خالد.

الطالب: يعني اسم علم هذا.

الشيخ: نعم.

الطالب: قَوْلُهُ: "أُتِيَ النَّبِيُّ ﷺ بِثِيَابٍ" لَمْ أَقِفْ عَلَى تَعْيِينِ اسْمِ الْجِهَةِ الَّتِي حَضَرَتْ مِنْهَا الثِّيَابُ الْمَذْكُورَةُ، قَوْلُهُ: "فَقَالَ مَنْ تَرَوْنَ أَنْ نَكْسُوَ هَذِهِ فَسَكَتَ الْقَوْمُ" لَمْ أَقِفْ عَلَى تَعْيِينِ أَسْمَائِهِمْ، قَوْلُهُ: "فَأُتِيَ بِهَا تُحْمَلُ" كَذَا فِيهِ، وَفِيهِ الْتِفَاتٌ أَوْ تَجْرِيدٌ، وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْوَلِيدِ: فَأُتِيَ بِيَ النَّبِيُّ ﷺ، وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى صِغَرِ سِنِّهَا إِذْ ذَاكَ، وَلَكِنْ لَا يَمْنَعُ ذَلِكَ أَنْ تَكُونَ حِينَئِذٍ مُمَيِّزَةً، وَوَقَعَ فِي أَوَّلِ رِوَايَةِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ الْمَاضِيَةِ فِي هِجْرَةِ الْحَبَشَةِ: قَدِمْتُ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَأَنَا جُوَيْرِيَةٌ، وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ: أَتَيْتُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَعَ أَبِي وَعَلَيَّ قَمِيصٌ أَصْفَرُ وَلَا مُعَارَضَةَ بَيْنَهُمَا؛ لِأَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حِينَ طَلَبَهَا أَتَتْهُ مَعَ أَبِيهَا، قَوْلُهُ: "فَأَلْبَسَهَا" فِي رِوَايَةِ أَبِي الْوَلِيدِ: "فَأَلْبَسَنِيهَا" عَلَى مِنْوَالِ مَا تَقَدَّمَ، قَوْلُهُ: "قَالَ أَبْلِي وَأَخْلِقِي" فِي رِوَايَةِ أَبِي الْوَلِيدِ: وَقَالَ بِزِيَادَةِ وَاوٍ قَبْلَ قَالَ، وَقَوْلُهُ: "أَبْلِي" بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الْمُوَحَّدَةِ وَكَسْرِ اللَّامِ أَمْرٌ بِالْإِبْلَاءِ، وَكَذَا قَوْلُهُ: "أَخْلِقِي" بِالْمُعْجَمَةِ وَالْقَافِ أَمْرٌ بِالْإِخْلَاقِ، وَهُمَا بِمَعْنًى وَالْعَرَبُ تُطْلِقُ ذَلِكَ وَتُرِيدُ الدُّعَاءَ بِطُولِ الْبَقَاءِ لِلْمُخَاطَبِ بِذَلِكَ، أَيْ أَنَّهَا تَطُولُ حَيَاتُهَا حَتَّى يَبْلَى الثَّوْبُ وَيَخْلَقَ، قَالَ الْخَلِيلُ: أَبْلِ وَأَخْلِقْ، مَعْنَاهُ عِشْ وَخَرِّقْ ثِيَابَكَ وَارْقَعْهَا وَأَخْلَقْتُ الثَّوْبَ أَخْرَجْتُ بَالِيَهُ وَلَفَّقْتُهُ، وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَبِي زَيْدٍ الْمَرْوَزِيِّ عَنْ الْفَرَبْرِيِّ وَأَخْلِفِي بِالْفَاءِ، وَهِيَ أَوْجَهُ مِنَ الَّتِي بِالْقَافِ؛ لِأَنَّ الْأُولَى تَسْتَلْزِمُ التَّأْكِيدَ؛ إِذِ الْإِبْلَاءُ وَالْإِخْلَاقُ بِمَعْنًى، لَكِنْ جَازَ الْعَطْفُ لِتَغَايُرِ اللَّفْظَيْنِ، وَالثَّانِيَةُ تُفِيدُ مَعْنًى زَائِدًا، وَهُوَ أَنَّهَا إِذَا أَبْلَتْهُ أَخْلَفَتْ غَيْرَهُ، وَعَلَى مَا قَالَ الْخَلِيلُ لَا تَكُونُ الَّتِي بِالْقَافِ لِلتَّأْكِيدِ؛ لَكِنِ الَّتِي بِالْفَاءِ أَيْضًا أَوْلَى، وَيُؤَيِّدُهَا مَا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِذَا لَبِسَ أَحَدُهُمْ ثَوْبًا جَدِيدًا قِيلَ لَهُ: تُبْلِي وَيُخْلِفُ اللَّهُ، وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْوَلِيدِ: أَبْلِي وَأَخْلِقِي، مَرَّتَيْنِ.

الشيخ: يكفي يكفي نعم، على كل هذه الروايات كلها أنها قطعة ثوب، ليست يعني قُمُص، ولهذا قال فيما تقدم: ثوب مربع رداء مربع، يعني يُجعل على الثياب فوق الثياب، يلبس فوق الثياب كالرداء، ولعله شيء يخص النساء فيه ميزة يميزها عن الرجل.

بَاب ثِيَابِ الخُضْرِ

5825 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُالوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ: أَنَّ رِفَاعَةَ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ، فَتَزَوَّجَهَا عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ الزَّبِيرِ القُرَظِيُّ، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَعَلَيْهَا خِمَارٌ أَخْضَرُ، فَشَكَتْ إِلَيْهَا وَأَرَتْهَا خُضْرَةً بِجِلْدِهَا، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَالنِّسَاءُ يَنْصُرُ بَعْضُهُنَّ بَعْضًا، قَالَتْ عَائِشَةُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ مَا يَلْقَى المُؤْمِنَاتُ؟ لَجِلْدُهَا أَشَدُّ خُضْرَةً مِنْ ثَوْبِهَا. قَالَ: وَسَمِعَ أَنَّهَا قَدْ أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَجَاءَ وَمَعَهُ ابْنَانِ لَهُ مِنْ غَيْرِهَا، قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا لِي إِلَيْهِ مِنْ ذَنْبٍ، إِلَّا أَنَّ مَا مَعَهُ لَيْسَ بِأَغْنَى عَنِّي مِنْ هَذِهِ، وَأَخَذَتْ هُدْبَةً مِنْ ثَوْبِهَا، فَقَالَ: كَذَبَتْ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَأَنْفُضُهَا نَفْضَ الأَدِيمِ، وَلَكِنَّهَا نَاشِزٌ، تُرِيدُ رِفَاعَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "فَإِنْ كَانَ ذَلِكِ لَمْ تَحِلِّي لَهُ، أَوْ: لَمْ تَصْلُحِي لَهُ حَتَّى يَذُوقَ مِنْ عُسَيْلَتِكِ" قَالَ: وَأَبْصَرَ مَعَهُ ابْنَيْنِ لَهُ، فَقَالَ: بَنُوكَ هَؤُلاَءِ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: هَذَا الَّذِي تَزْعُمِينَ مَا تَزْعُمِينَ، فَوَاللَّهِ لَهُمْ أَشْبَهُ بِهِ مِنَ الغُرَابِ بِالْغُرَابِ.

الشيخ: وفيه أنه ﷺ لا يعلم الغيب، ولم ينزل فيها شيء، ولهذا قال: حتى تذوقي عسيلته، يعني لا تحلي للأول، الذي طلق الأول الطلاق الثلاث حتى يجامعها الثاني، ويكنى بالعسيلة عن الجماع، لما في الجماع من الحلاة واللذة، وتقدم أنه جاء في رواية مسلم أنه طلقها آخر الثلاث فحَرُمت عليه حتى تنكح زوجًا غيره، وكان لهم بنون من غيرها، كان له ابنان من غيرها، وهي تقول: إنه لا يستطيع أن يجامع، وأنا معه مثل هدبة الثوب، وهذا محتمل يعني يكون أصيب بمرض وعلة بعدما ولد له من الزوجة الأولى، وقد تكون كاذبة كما قال زوجها، المقصود أن الرسول ﷺ ما قال: كذبت وإلا كذبتِ؛ لأنه لم ينزل عليه في هذا شيء، وإنما بيّن لهم الحكم الشرعي، وبيّن لها أنها لا تحل لزوجها الأول حتى يجامعها الثاني، فدل ذلك على أنه يحكم بظاهر الشريعة عليه الصلاة والسلام، ولا ينتظر الوحي، ولهذا قال في حديث أم سلمة المعروف: وإنما أقضي لكم على نحو ما أسمع، فمن قطعت له من حق أخيه شيئًا فإنما أقطع له قطعة من النار وهو يحكم بمقتضى الأدلة والبيّنات والأيمان، كما قال ﷺ: البيّنة على المدعي، واليمين على من أنكر شاهداك أو يمينه فهو يقضي بظاهر الشريعة، ولا ينتظر أن يأتي الوحي بأن هذا مصيب وهذا مخطئ أو هذا كاذب وهذا صادق، حتى يمشي الناس على الحكم الشرعي؛ لأن الوحي ينقطع بيده، ولو كان الحكم يُبنى على الوحي لما حصل للناس التأسي والاقتداء، ولكن من رحمة الله أنه يحكم بين الناس بمقتضى الأدلة الشرعية والأحكام الشرعية، لا بمقتضى ما ينزل من الوحي، واستفاد من هذا أهل العلم أن المرأة لا تصدُق في مثل هذا، وأن الحاكم لا يَعْجَل بل ينظر في الأمور ويعظ ويذكّر فلعل المدعية كاذبة ولعل المدعي كاذب، ولعل الآخر صادق، فالحاصل أنه ﷺ لم يصدقها ولم يكذبها، وإنما وعظها، وذكّرها، وبيّن لها الحكم الشرعي، وبيّن أن أولاده أشبه به من الغراب بالغراب، يعني أنه ليس بكاذب في أنهم أولاده، لكن يحتمل أن البلاء عرض له بعد ذلك، وأنه أصيب حتى صار ذكره يرتخي ويضعف ويتقلّص وصار مثل هدبة الثوب؛ لمرض أصابه بعد ذلك، والله المستعان.

س: إذا كان الزوج الثاني عنِّينًا؟

الشيخ: لا تحل للأول حتى يطأها الثاني أو يطلقها ويتزوجها آخر، المقصود حتى تنكح زوجًا آخر، كما قال الله، نكاحًا فيه جماع.

س: قوله: إنه ينفضها كنفض الأديم؟

الشيخ: .... يدَّعي دعوى، وما صدَّقته.