الصيام جنة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فيطيب لمؤسسة الشيخ عبدالعزيز بن باز الخيرية أن تضع بين يدي المستمعين الأكارم هذا الإصدار ضمن سلسلة نشر تراث سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله.

الإصدار السابع: عنوان هذه المادة: الصيام جنة، نسأل الله تعالى أن ينفع به من يسمعه، وأن يجعله صدقة جارية لسماحة شيخنا رحمه الله، والآن نترككم مع هذه المادة.

بسم الله، والحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

أما بعد:

فالمؤمن يحاسب نفسه ويجاهدها لله ويتقرب بالأعمال الصالحات مع إمساكه عن الطعام والشراب، فهو يصوم عن الطعام والشراب، ويصوم عما حرم الله عليه ويحذر، ولهذا يفرح بلقاء ربه هذا الصائم لكونه صان صيامه وحفظه، فيفرح عند لقاء ربه كما يفرح عند فطره، لما حرم الله عليه هذا الطعام والشراب فرح عند فطره لأن النفوس مجبولة على حب ما يلائمها كالطعام والشراب والنكاح ولاسيما إذا منعت منه ثم أبيح له، فهي تحب ذلك والله يحبهم منهم ذلك، أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا، والصائم له فرحتان: فرحة عند فطره فرحة طبيعية وفرحة شرعية، أيضا يفرح بما شرع الله له وما أحبه الله له، وفرحة عند لقاء ربه بما يحصل من الأجر العظيم والثواب الجزيل، فالواجب على الصائم أن يتحرى بصيامه ما يصون صومه من ترك المحارم، ويجتهد في فعل الخيرات التي تنفعه وتكون سببا لجزيل ثوابه عند الله .

والصيام في الحقيقة نعمة من نعم الله وفضل من فضل الله على الصائم يتحرى فيه الخير، يتحرى فيه الأعمال الصالحة، يصون جوارحه عما حرم الله ... شهوته عما يحرم عليه يعينه الله بهذا الصوم على كل خير، فليستعن بصومه على طاعة الله ورسوله، وليحذر أن يجرح صومه بما يغضب الله عليه.

وهذا الليل والنهار خزانتان للعباد طيلة حياته، فإما يحصل فيها شرا، وإما يحصل خيرا كما قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ [فصلت:37]، وقال جل وعلا: وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [القصص: 73]، فالليل والنهار خزانتان ومطيتان، مطيتان توصلان العبد إلى منتهى أجله، وخزانتان تحفظان ما فيهما من عمل خيرا وشرا، فجدير بالعاقل أن يخزن فيهما ما ينفعه من العمل الصالح، وجدير به أن يحذر ما يضره، فهاتان المطيتان سوف توصلناه إلى منتهى أجله، سوف توصلناه إلى الموت، إلى القبر، فجدير بك أن تكون هاتان المطيتان تحملان له الخير الكثير وأسباب السعادة، وليحرص على أن يخزن فيهما ما يستطيع من الذكر والصدقة وسائر أعمال الخير.

والصوام على طبقتين:

طبقة صاموا رمضان وأكملوا صيامه وقيامه وحفظوه، فلهم ما وعد الله به الصائمين من الجنة والكرامة والخير العظيم، ولكن قد تكون لهم أشياء في بقية السنة تساهلوا فيها.

الطبقة الثانية: صاموا الدهر كله عن محارم الله وعن معاصي الله وعن كل ما يجرح إيمانهم.

وهذه الطبقة هي الطبقة العليا التي صامت في جميع السنة عن كل ما حرم الله، واجتهدت في طاعة الله، واستقامت على دين الله، فهذه الطبقة عيدها يوم اللقاء، عيدها الجنة لأنها استقامت على دين الله في رمضان وفي غيره، وجاهدت النفوس في طاعة الله حتى لقيت آجالها، فهذه الطبقة هم أعلى الطبقتين، وهم الكمل من المؤمنين، هم خلاصة المؤمنين، فجدير بالمؤمن أن يجتهد لعله يكون من الطبقة الثانية التي حفظت وقتها في رمضان وفي غيره، وصانت جوارحها عن محارم الله واستقامت على دين الله في رمضان وفي غيره، فهذه الطبقة هي الطبقة العليا الطبقة الكاملة، هم السابقون إلى كل خير، والطبقة الأولى داخل فيها الظالم لنفسه، وداخل فيها المقتصد، وأما الطبقة الثانية فهم السابقون إلى الخيرات، وهم أعلى الطبقات الثلاثة؛ لأن الطبقات الثلاث عند التفصيل طبقة من ظلم نفسه، والثانية: طبقة مقتصدة، والثالثة: طبقة السابق للخيرات، كما قال تعالى في سورة فاطر ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ [فاطر: 32] هذه طبقات المسلمين: ظالم لنفسه بشيء من المعاصي، ومقتصد من استقام على دين الله لكن ليس له المنافسة في الخيرات والمسابقة إلى التطوعات، والطبقة الثالثة الذين سابقوا إلى الخيرات، جاهدوا أنفسهم لله فأدوا فرائض الله وابتعدوا عن محارم الله وسابقوا إلى الخيرات، فهؤلاء هم الطبقة العليا.

وينبغي للمؤمن أن يكون له حظ من الصيام في جميع السنة كالاثنين والخميس، أو صوم يوم وفطر يوم، أو صيام ثلاثة أيام من كل شهر وغير ذلك مما يفعله المؤمنون، كان النبي ﷺ ربما صام الاثنين والخميس، وربما صام ثلاثة أيام من كل شهر، وربما سرد الصيام حتى يقال لا يفطر، وربما سرد الفطر حتى يقال لا يصوم، فالمؤمن يتحرى أنواع الخير من الصوم والقراءة وأنواع الذكر والصدقات وغير هذا من وجوه الخير، هكذا ينبغي للمؤمن دائما أن يكون يتحرى العبادة بخشوع لله وطلبا لمرضاته في جميع الأحوال، هكذا المؤمنون، ولهذا شجع عباده بما أنزل الله عليهم من القرآن والسنة ليجتهدوا في العبادة حتى قال سبحانه: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ [آل عمران: 133]، وقال تعالى: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ [البقرة: 148]، وقال جل وعلا: سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ [الحديد: 21] فالمؤمن يسارع ويسابق إلى الخيرات، وهكذا النبي ﷺ كان أسرع الناس إلى كل خير، وأسبقهم إلى كل خير، يحث أمته على المسابقة إلى الخيرات والمسارعة إلى الطاعات، فالمؤمن يجتهد في أنواع الخير وأنواع الطاعات في رمضان وفي غيره. ولهذا يقول جل وعلا: كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، وفي اللفظ الآخر: كل عمل ابن آدم كفارة إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به فيدل على أن الصيام له منزلة عظيمة لأن الله جل وعلا فرضه على عباده طهرة لهم ووسيلة للتقوى وامتحانا وابتلاء حتى يعلموا فضله ورحمته وإحسانه، حيث أباح لهم تناول الطعام والشراب والنكاح وغير ذلك في جميع السنة إلا في هذا الشهر الواحد، فهذا يدلهم على عظيم إحسانه ونعمته عليهم وعلى شدة حاجتهم إلى الطعام والشراب ونحو ذلك، فإذا تركوا ذلك في شهر رمضان ابتغاء لمرضاته وحذرا من عقابه شكر الله لهم ذلك وجزاهم عليه أحسن الجزاء، فينبغي للمؤمن أن يحذر ما حرم الله عليه في صيامه كما يحذر ما حرم الله عليه في جميع السنة، إذا كان ربنا يغضب على من تعاطى محارم الله في رمضان فهكذا في غيره، يجب الحذر من جميع المعاصي والسيئات، لكن يكون في رمضان أشد حذرا وأشد عناية بهذه الفريضة التي فرضها الله عليه، والله يؤجر عباده ويثيبهم على قدر نياتهم وإخلاصهم وصدقهم وأعمالهم الطيبة، وكلما كانت النية أكمل في الإخلاص، وكلما كان العمل أكمل في العناية في مطابقة السنة ... كان ذلك أكمل في الأجر.

فينبغي للمؤمن أن تكون أعماله مبنية على أساس متين، على أساس الإخلاص لله والتماس مرضاته وموافقته شريعته، يرجو ثوابه ويخشى عقابه أينما كان في صلاته وصومه وصدقاته وقراءته وحجه وغير ذلك ...، في شهر الصوم يتحرى ما يرضي الله في أعماله كلها لأنه في عبادة، فينبغي أن يتحرى بذلك ما شرع الله له من صلاة وغيرها يرجو ثواب الله ويخشى عقابه ، وليحذر ما يجرح صيامه من سائر المعاصي.

شهر رمضان هو سيد الشهور وأفضل الشهور، قال الله فيه جل وعلا: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة: 185] شهر تفتح فيه أبواب الجنات، وتغلق فيه أبواب جهنم، وتصفد فيه الشياطين، وينادي فيه منادٍ يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة، كان النبي ﷺ يبشر أصحابه بهذا الشهر العظيم ويبين لهم فضله ليجتهدوا فيه بالأعمال الصالحات ليسابقوا فيه إلى الطاعات ويقول: أتاكم شهر رمضان، شهر بركة، يغشاكم الله فيه، فينزل الرحمة، ويحط الخطايا، ويستجيب الدعاء، ينظر الله إلى تنافسكم فيه فيباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرا، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله، ويقول: شهر الصيام كتب الله عليكم صيامه، وشرع الله لنا قيامه فينبغي لأهل الإيمان المنافسة في هذا الشهر الكريم بأنواع الطاعات، وأنواع الخير من العناية بالصيام وحفظه، والعناية بقيام رمضان والاجتهاد في أنواع الطاعات من ذكر وقراءة القرآن والصدقات، أو زيارة عيادة المريض واتباع الجنائز، وغير هذا من وجوه الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما في الحديث: ينظر الله إلى تنافسكم فيه، ويباهي بكم ملائكته فالمؤمنون يتنافسون، قال تعالى: وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ [المطففين: 26]، قال تعالى: سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ [الحديد: 21].

فالمؤمن يشرع له المسابقة بأنواع الخير في كل وقت، ولكن في زمن رمضان في أيام الحج في أوقات الفضائل ينبغي أن تكون مسابقته أكثر وأعظم استدراكا للزمن وحرصا على حفظ الوقت والحصول على أنواع الخير في أوقات الفضائل، وهذا هو معنى فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ [البقرة: 148]، سَابِقُوا [الحديد: 21]، وَسَارِعُوا [آل عمران: 133] المؤمن يسارع إلى الخيرات ويسابق في رمضان، وفي شهر الله المحرم، في ذي الحجة، في أيام الفضائل كلما جاء الوقت فيه فضل سابق في الخيرات، أو مكان حصل فيه منافسة في الخيرات يسارع فيها أيضا، ويستغل الأوقات والأماكن في وجوه الخير حسب طاقته، يرجو ما عند الله من المثوبة، ويخشى ما عند الله من العقوبة.

وأنتم الآن في أول هذا الشهر الكريم، هذا أول يوم من هذا الشهر الكريم، فالسنة للمؤمن أن ينافس في الخيرات ويسابق في الطاعات، وأن يجتهد ولا يحتقر شيئا من التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والاستغفار والصدقة، ولو بالقليل اتقوا النار ولو بشق تمرة. كذلك العناية بالقرآن والإكثار من تلاوته، هذا شهر الصيام، وهو شهر القرآن، فيشرع للمؤمن الإكثار من قراءة القرآن بتدبر وتعقل ليلا ونهارا.

هذا الشهر الكريم شهر الرحمة وشهر الجود والإحسان وشهر العتق من النار، ولهذا يقول ﷺ: إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب جهنم، وفي اللفظ الآخر: فتحت أبواب السماء، وفي اللفظ الآخر: فتحت أبواب الرحمة، وغلقت أبواب جهنم، وصفدت الشياطين هذا معناه الحث على أعمال الخير لأن الله قد فتح لها أبواب السماء وأبواب الرحمة، فينبغي لك أن تغتنم الفرصة بأعمال الخير: من كثرة الصلوات والصدقات والذكر وقراءة القرآن والتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير، وقول لا حول ولا قوة إلا بالله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تعليم الجاهل والدعوة إلى الله، إلى غير هذا من وجوه الخير. وفي اللفظ الآخر: إذا كان أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها بابا، وغلقت أبواب جهنم ولم يفتح منها بابا، وصفدت الشياطين، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة، وفي الحديث الآخر: أعطيت أمتي في رمضان خمس خصال لم تعطاها أمة قبلها: خلوف فم الصائم أطيب عند الله من المسك، وتستغفر الملائكة حتى يفطروا، ويزين الله كل يوم جنته ويقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصلوا إليك، وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصون فيه إلى ما كان يخلصون إليه في غيره -يعني يضعف سلطانهم- والخامس: أن يغفر لهم في آخر ليلة قيل: يا رسول الله هي ليلة القدر؟ قال: لا، ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله فهذه الأحاديث وما جاء في معناها كلها تدل على فضل هذا الشهر، وأنه ينبغي للمؤمن أن يغتنمه ويحرص على احتساب العمل الصالح فيه رجاء المضاعفة العظيمة والفضل الكبير، كما يجب أن يحذر السيئات لأن السيئة به ليست كالسيئة في غيره، إثمها أكبر وأعظم، فالسيئة في الحرم الشريف وفي رمضان وفي شهر ذي الحجة أعظم من السيئة في غيره، وإن كانت لا تتعدد السيئة بواحدة لكن سيئة في الحرم أو في المدينة أو في أشهر ذي الحجة أو في رمضان تكون أعظم يكون إثمها أكبر، أما الحسنات فتضاعف الحسنات، تضاعف كيفية وكمية جميعا، فالمؤمن يحرص على اغتنام الخيرات والمسارعة إلى الطاعات، والحذر من السيئات في المكان الفاضل والزمن الفاضل أكثر من غيره.

يا أهل الزكاة: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة: 60] الله سبحانه أوضح في هذه الآية أهل الزكاة المستحقين لها، فبين أنهم ثمانية أصناف، وأنه جل وعلا جعلهم من أهلها عن علم وحكمة، وهو العليم بأحوال عباده، وهو الحكيم في أقواله وأفعاله، يضع الأمور مواضعها ، فالواجب على الأغنياء صرف الزكاة في هؤلاء.

الصنف الأول والثاني: الفقراء والمساكين، الفقراء: المعدمين ما عندهم مال، والمساكين: عندهم بعض الشيء، المساكين أحسن حالا من الفقراء وكلهم فقراء، لكن المساكين يجدون بعض الكفاية، والفقراء ما عندهم شيء، هؤلاء يعطون كفايتهم وكفاية عوائلهم من الزكاة إن كان ما عندهم أسباب تقوم بحالهم، ولا رواتب تقوم بحالهم، ولا أحد ينفق عليهم، ولا صناعة تدر عليهم، ولا تجارة يعطون لأنهم فقراء مساكين، فيعطيهم من الزكاة ما يسد حاجتهم جميع السنة، وليس لهم أن يأخذوا زيادة على السنة، يأخذون من الزكاة ما يسد حاجتهم تمام السنة، هم ومن تحت أيديهم من أولاد وغيرهم من زوجات، يعني هم وعوائلهم يأخذون من الزكاة حاجتهم، ويعطيهم الأغنياء من الزكاة حاجتهم.

الصنف الثالث: العاملين عليها: وهم الذين يعينهم ولي الأمر السلطان، أو أمير البلد حتى يجنوها من أهلها ويوزعوها، هؤلاء هم العمال الذين يعينهم ولي الأمر في جبايتها ...، فلولي الأمر أن يعطيهم منها، وله أن يعطيهم من بيت المال.

الصنف الرابع: المؤلفة قلوبهم: وهم الكفار الذين يرجى إسلامهم، أو المسلمون دينهم ضعيف يعطون ما يقوي إيمانهم، أو يستجلب بهم إسلام نظرائهم، أو لكف شرهم، هؤلاء هم المؤلفة قلوبهم الذين يخشى شره، أو ضعيف الإيمان وأعطى ما يقوي إيمانه، أو يرجى به إسلام نظيره أو دفع شره، ولاسيما الرؤساء -رؤساء العشائر- والكبراء، فيعطون من الزكاة ما يؤلف قلوبهم ويقربهم من الإسلام ويقوي إيمانهم ويكف شرهم ولو كانوا كفارا، إذا كان إعطاؤهم من الزكاة يكف شرهم، أو يرجى منه إسلامهم ودخولهم في الدين .

الصنف الخامس: وفي الرقاب: وهم الأرقاء الذين يشترون أنفسهم من سادتهم يسمون المكاتبين، يشتري نفسه من سيده بمال منجم أقساط، يسمى مكاتب، يعطى من الزكاة ما يفك رقبته، هذا مكاتب يعطى من الزكاة ما يشتري به نفسه، ما يقضي به دينه، وهكذا إذا كان رقيقا وأعتق، اشتراه من الزكاة وأعتقه، لا بأس أن يشتري صاحب الزكاة من الرقيق ويعتق، وهكذا الأسرى السجناء في الدين العاجزين عن سد ديونهم يعطون من الزكاة، وهكذا من يأسره العدو ويطلب عليه غرامة وليس عنده شيء يعطى العدو ما يفكه به، والسجين من جنس الرقيق يعطى ما يطلق به سجنه، إن كان عاجزا فقيرا يعطى حتى يخلص من السجن، أو سجنه الكفار وطلبوا منه ضريبة وهو عاجز -يعطى الضريبة التي ضربها الكفار- حتى يطلق سراحه، كلهم داخلون في قوله وَفِي الرِّقَابِ [التوبة: 60].

زكاة الفطر:

زكاة الفطر هي زكاة البدن، وهي زكاة سنوية تجب على الصغير والكبير والذكر والأنثى والحر والمملوك، يقول ابن عمر رضي الله عنهما: "فرض رسول الله ﷺ على الذكر والأنثى والصغير والكبير والحر والمملوك من المسلمين، وأمر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى صلاة العيد، وهي صاع من طعام من قوت البلد" صاع من قوت البلد يؤديها الرجل عن نفسه وعن زوجته وعن أولاده الصغار والكبار ولو أطفال الصغير والكبير، وعن مماليكه العبيد يؤدى عنهم، أما الحمل ما يجب على الحمل، لكن إن أدى عن الحمل فهو مستحب، إن زكى عن الحمل فهو مستحب وإلا فلا يجب، أما الذي موجود حين عيد الفطر فإنه يزكى عنه، ولو كان في الرضاع يزكى عنه صاع واحد عن الصغير والكبير والذكر والأنثى والحر والمملوك تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة، ويجب أن تقدم قبل العيد بيوم أو يومين، لا بأس أن يقدمها يوم الثامن والعشرين والتاسع والعشرين ويوم الثلاثين إن تم الشهر يقدمها لا بأس، والأفضل قبل خروج الناس إلى الصلاة ليلة العيد أو صباح العيد قبل خروج الناس إلى الصلاة، يدفعها للفقراء المعروفين بالحاجة، يتوخى ويتحرى المعروفين بالحاجة ويعطيهم إياها صاعا من قوت البلد: تمر، أو رز، أو شعير، أو ذرة، أو دخن، أو غير هذا من قوت البلد الذي يتعيشونه، صاع من قوت البلد، قال أبو سعيد : "كنا نعطيها في زمن النبي ﷺ صاعا من طعام، أو صاعا من تمر، أو صاعا من شعير، أو صاعا من أقط، أو صاعا من زبيب" هذا هو السنة سواء كان بر أو غيره واحد، وهو بالمكاييل يوزن قريب ثلاثة كيلو احتياطا، ثلاثة كيلو إلا قليل صاع، فإذا أدى ثلاثة كيلو احتياطا كاملة كان ذلك أكمل وأبرأ للذمة وأحوط، وبالصاع معروف، صاع النبي ﷺ أربع حفنات، صاع النبي ﷺ أربع حفنات باليدين المعتدلتين المملؤتين أربع مرات، هذا صاع النبي ﷺ، وإذا أخرج ثلاثة كيلو تقريبا كان ذلك صاعا وافيا من قوت البلد عن الذكر والأنثى والصغير والكبير، عن زوجته وعن أولاده الصغار، وعن مماليكه إذا كان عنده مماليك، أما المستأجرون -العمال المستأجرون- يزكون عن أنفسهم، وإن زكى عنهم بإذنهم فلا بأس، لكن إذا عنده أجراء وعمال وزكى عنهم بإذنهم ووافقوا فلا بأس، أما المملوك يزكي عنه مثل ما يزكي عن أولاده وعن زوجته وعن نفسه، وينبغي أن يتحرى الشيء الطيب لأن الله يقول جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ [البقرة: 267] يتحرى الشيء الطيب لا الرديء، ويكون قبل الصلاة كما في الحديث: إن الله فرض زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، فإن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات يفوتها أجر زكاة الفريضة، فالسنة للمؤمن أن يتحرى إخراجها قبل صلاة العيد حتى يكون ذلك أقرب إلى قبولها، وخلف الله له .

يا أهل الإيمان:

الله سبحانه بين في القرآن العظيم صفات المؤمنين، وأخلاق المؤمنين، وصفات أهل الجنة ومن يستحقها، كما بين صفات أهل النار، وأعمال أهل النار، حتى يأخذ المؤمن بأسباب النجاة، وحتى يحذر أسباب الهلاك، في كتاب الله فيه الهدى والنور، قال تعالى: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا [الإسراء: 9]، ويقول جل وعلا: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ [فصلت: 44]، ويقول سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [يونس: 57] فهذا كتاب الله فيه الشفاء وفيه الرحمة والهداية، قال تعالى: وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ [النحل: 89].

فالواجب على المسلمين التدبر لهذا الكتاب والعمل بما فيه من فعل الأوامر وترك النواهي، وجهاد النفس والحذر من الإصرار على المعاصي، فالمتقون هم الذين اتقوا الله وأطاعوا أمره هم المتقون، قال تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ [الحجر: 45]، إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ [الطور: 17]، وقال هنا: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [آل عمران: 133] أعد الله الجنة للمتقين، وهم الذين اتقوا الله، واتقوا غضبه، واتقوا عقابه بطاعة أوامره وترك نواهيه، هؤلاء هم المتقون الذين عظموا أمر الله ونهيه، واستقاموا على دينه، وترك معاصيه، واجتهدوا في طاعته، هم المتقون، وهم المؤمنون، وهم الأبرار، وهم أصحاب اليمين، وهم السابقون إلى الخيرات.

فجدير بكل مؤمن أن يحاسب نفسه حتى يكون منهم، حتى يدع محارم الله، وحتى يستقيم على أمر الله، فيكون من المتقين، ومن صفاتهم العظيمة أنهم ينفقون في السراء والضراء، من صفات المتقين أنهم يتصدقون وينفقون في السراء والضراء، في الشدة والرخاء ينفقون على أهليهم وعلى من تلزمهم نفقته، ينفقون في وجوه البر، وفي الجهاد في سبيل الله، وفي مساعدة الفقراء والمساكين، لأن هذه من صفاتهم ينفقون في السراء والضراء، في السراء الرخاء، في الضراء الشدة، فهم نفقاتهم مستمرة على أقاربهم، على أرحامهم، وعلى الفقراء والمساكين، وللجهاد في سبيل الله، وفي وجوه الخير في جميع الأحوال، ومع هذا يكظمون الغيظ، إذا تعدى عليهم كظموا الغيظ و ... وصبروا وعفوا، من كرم أخلاقهم كظم الغيظ والعفو عمن تعدى عليهم، لأنهم يريدون وجه الله والدار الآخرة، فهم يعاملون باللطف والحكمة وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [البقرة: 237]، فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ [الشورى: 40]، وكظم الغيظ الصبر وعدم الانتقام يرجو ما عند الله، ومن انتقم وأخذ حقه إذا أخذ القصاص فلا بأس، لكن من صفة الأبرار وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ [الشورى: 37]، أما من انتصر وأخذ حقه فلا بأس وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ [الشورى: 41] لكن من صفات الأخيار والكرماء كظم الغيظ والعفو إذا كان العفو في محله، أما إذا كان العفو قد يزيد الظالم شرا، قد يزيد العاصي شرا فلا يفعل، ينتقم منه ويعامل بالقصاص إذا كان العفو يخشى أنه يزيده شرا، أما إذا كان العفو في محله يزيده خيرا ويزيده عرفانا، فهو ممدوح وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [البقرة: 237]، قال تعالى: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ [آل عمران: 134]، وقال النبي ﷺ: ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، والله يحب المحسنين دل على أن كظم الغيظ والعفو في محله، والنفقة في السراء والضراء كل هذا من أعمال المحسنين، ومن صفاتهم أنهم إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ [آل عمران:135] متى فعلوا معصية وظلموا أنفسهم بشيء من المعاصي بادروا بالتوبة والإقلاع ولم يصروا، هذه من أعمال المتقين، متى وقعت منهم فاحشة وهي المعصية الكبيرة كالزنا والسرقة وشرب المسكر أو ظلموا أنفسهم بشيء من المعاصي ولو كانت غير كبيرة بادروا بالتوبة ولم يصروا، هكذا المؤمن إذا فعل المعصية بادر بالتوبة ولم يصر عليها، بل يبادر ويستغفر ويتوب رجاء ما عند الله من المثوبة، قال تعالى: أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ [آل عمران: 136]، هذا جزاء من عفا وأصلح وأنفق في السراء والضراء، وكظم الغيظ وعفا عن الناس، وتاب إلى الله ولم يصر على المعاصي، جزاؤه المغفرة وجزاؤه الجنة.

سؤال وجواب:

س: والدتي أجرت عملية في القلب قبل رمضان بأسبوع تقريبا وحالتها الصحية لا تسمح لها بالصيام، وفي عشرين رمضان صامت، فما الحل في الأيام السابقة؟

ج: عليها أن تقضي، المريض مثل ما قال الله جل وعلا: وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة: 185] ثم المريض يشق عليه الصوم فيفطر ويقضي، والحمد لله.

س: حان وقت صلاة الفجر ونحن في الطائرة، فما الحل وقد أديت صلاة الفجر وأنا جالس على الكرسي، فهل صلاتي صحيحة؟

ج: نعم يصلوا في الطائرة إذا حضر الوقت في الطائرة يصلوا في الطائرة على كراسيهم يستقبلوا القبلة ويدور مع الطائرة إلى القبلة إلا إذا كانت الطائرة تنزل قبل خروج الوقت وأخرها فلا بأس، أما إذا كان في الفجر والطائرة لا تنزل قبل طلوع الشمس يصلي في الطائرة، يصلي في الباخرة، في السيارة إذا كان ما تيسر النزول فلا حرج، لكن يستقبل القبلة، يدور مع الطائرة والسيارة والباخرة إلى جهة القبلة، كان النبي ﷺ يصلي على بعيره إلا إذا جاءت الفريضة نزل أناخ بعيره وصلى في الأرض، لكن إذا دعت الحاجة إلى الصلاة في الباخرة، في الطائرة، في السيارة لضيق الوقت وعدم تيسر وقوف السيارة فإنه يصلي على حسب حاله، قاعدا مستقبل القبلة ويدور مع السيارة والطائرة.

س: إذا تعسر استقبال القبلة؟

ج: يجتهد فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن: 16] يجتهد حتى يدور معها.

س: هل المصلين الذين يصلون في مركز مكة والفنادق القريبة من الحرم لشدة الزحام، هل يحسب لهم أجر المصلي في الحرم؟

ج: إذا كان يشاهدون بعض المصلين لا بأس، إذا رأوا الجماعة مثلا وإلا يصلي وحده.

س: ما الحكم فيمن يأكل ويشرب أثناء الأذان، وذلك بناء على فتوى قد سمعها من قبل تقول بأنه لا مانع من الأكل والشرب أثناء الأذان؟

ج: لا بأس، لكن كونه يحتاط ويتقدم حتى إذا أذن فإذا هو قد فرغ يكون أحسن وأحوط، لأن الأذان قد يتأخر، قد يتساهل بعض المؤذنين فكون الإنسان يحتاط حتى إذا جاء الأذان إذا هو قد انتهى، هذا هو الأحوط للمؤمن، والعمل بقول الرسول ﷺ: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.

س: نحن في جمعية خيرية نقوم باستلام الزكوات ولكن لا نوزعها إلا بعد مرور فترة، السؤال: هل يجوز تأخيرها لأكثر من عام وذلك لأجل مصلحة نراها؟

ج: لا، الواجب البدار بها، أنتم وكلاء، الواجب البدار بها للفقراء والمحاويج.

س: رجل محرم في الطائرة فتخطى الميقات وهو نائم، فماذا عليه؟

ج: إذا أحرم بعد ذلك عليه دم، أما إذا رجع وأحرم من الميقات فلا شيء عليه، أما إذا تساهل وأحرم بعدما جاوز الميقات سواء تأخر ذلك عمدا أو ناسيا أو نائما عليه دم جبرا للنقص الذي حصل بإحرامه بعدما جاوز الميقات.

س: لدي والدة كانت تفطر في رمضان في سنوات متقدمة بسبب العادة الشهرية، ولكنها لم تقضِ الأيام التي كانت تفطر فيها بسبب جهلها وعدم معرفتها بالقضاء، فماذا تفعل فيما مر في السنوات؟

ج: عليها القضاء والتوبة، التوبة إلى الله والندم والعزم ألا تعود وكثرة الاستغفار، وعليها القضاء وإطعام مسكين عن كل يوم نصف صاع، عن كل يوم زيادة تجمعها وتعطيها بعض الفقراء عن جميع السنوات ... عن كل يوم تجمعها وتعطيها بعض الفقراء عن كل سنة.

س: ما حكم صرف الزكاة قبل ذلك، أي في يوم ثمانية وعشرين أو سبعة وعشرين؟

ج: .. إذا صرفها قبل العيد بيوم أو يومين لا بأس، قال ابن عمر: كانوا يؤدونها قبل العيد بيوم أو يومين ، والنبي ﷺ كانت تجمع عنده قبل العيد بيوم أو يومين، جعل عليها في بعض السنين أبا هريرة.

س: هل تؤدى زكاة الفطر عن الخادمة غير المسلمة؟

ج: لا، التي ما هي مسلمة ما عليها زكاة، لكن إذا كانت مسلمة فإن شاء أخرج عنها وإن شاءت أخرجت عن نفسها، إن كانت مستأجرة تخرج عن نفسها، وإن سمح وأخرج عنها بإذنها فلا بأس.