حث الزوجين على الصبر والعشرة بالمعروف

فالحاصل أنه ينبغي لأهل الإسلام أن يحذروا أسباب الطلاق، وأن يتماسكوا، ينبغي للزوج أن يتماسك ولو أوذي، ينبغي له أن يكون صبره قويًا، وأن يتحمل حتى لا يقع الطلاق، والواجب على المرأة أن تتقي الله في الأزواج، وأن تحذر أسباب الطلاق، وأن تتحمل بعض الشيء من تغيبه عنها بعض الشيء، أو سوء خلقه بعض الشيء أو تقصيره في النفقة بعض الشيء، أو ما أشبه ذلك، فهذه الحياة دار امتحان، هذه دار الكدر، هذه دار البلايا والمحن، ما هي بدار النعيم، وليست دار الراحة والخلد، هذه دار الابتلاء والامتحان دار الأكدار على من قبلكم، وعليكم وعلى من يأتي بعد، ليست دار النعيم مهما كانت الحال، فكل يصيبه من كدرها، الملوك وغير الملوك، والأغنياء والفقراء، كل يأتيه نصيبه من كدرها وأذاها ومشاقها وأنواع أكدارها، فالواجب على الأزواج أن يتحملوا، وأن يتقوا الله في النساء؛ لأنهن أسيرات عوان عندهم، ضعيفات التصرف في الغالب، فالواجب تقوى الله فيهن، وأن يعاشروهن بالمعروف، وألا يسهروا، فالمرأة إذا سهر عنها الزوج وتركها وحدها يتغير عقلها، ويتغير مزاجها، فإذا جاءها بعد ذلك لا تستطيع السكوت عنه، فيجب عليه أن يتقي الله، وألا يسهر، فالسهر يضره، ويضر زوجته، ويمنعه من الصلاة في الجماعة في الفجر أو من الصلاة في الوقت، فيترتب على هذا شر كثير من جهة إيذائه لزوجته، وعدم معاشرتها بالمعروف، ينبغي بل يجب أن يتقي الله فيها، الله يقول: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [الفاتحة:19]، ويقول: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ [البقرة:228]، فأنت -أيها الزوج- تريد أن تأخذ كل شيء، والله ما جعل لك إلا درجة بس، وجعلكم متساويين، عليك أن تعاشر بالمعروف، وهي تعاشر بالمعروف، لك فضل عليها كما قال الله: دَرَجَةٌ [البقرة:228]، لكن أكثر الناس إلا من شاء الله يريد الحق له كلها، ولا يريد يبقى لها حق، هذا من ظلم الإنسان من ظلم الرجل، كونه يأخذ الحق له كله، ويراها صماء لا تتكلم ولا تقول شيئًا، ويغضب إذا تكلمت في شيء مع أنه مسيء ظالم لها هذا من عدم الإنصاف هذا من الظلم فهي لها حق عظيم ولك حق عظيم، والله يقول: وَعَاشِرُوهُنَّ [الفاتحة:19]، ما قال وعاشرن أزواجكن، أمر الرجال؛ لأن الخوف من الرجال الغالب المرأة ضعيفة، فالخوف من الرجال، ولهذا أمر الله الرجال قال: وَعَاشِرُوهُنَّ [الفاتحة:19]؛ لأنهن مسكينات يظلمن كثيرًا قال: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [الفاتحة:19]، وقال: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ[البقرة:228]، ثم قال: وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ [البقرة:228]، فلاحظهن وأوصى بهن، والنبي ﷺ قال: استوصوا بالنساء خيرًا، فإنهن عوان عندكم.