روح التعاون والتناصح في المساجد

وهكذا ملاحظة إخوانك أنت تصلي مع إخوانك في المساجد الذين هم أعضاء مجتمعك، وهم إخوانك الذين شرع الله لك محبتهم في الله، وتعاون معهم على البر والتقوى، فأنت تستشعر عند مجيئك إلى المسجد أنك تصلي مع إخوان لك مع جماعة المسلمين، وكل واحد من أهل المسجد يلاحظ أخاه ويعطف عليه، ويرحمه إذا وجد ما يوجب ذلك من فقره وحاجته أو مرضه أو نحو ذلك، كل واحد يعطف على أخيه، وإذا أحس من بعض إخوانه بحاجة سعى لسدها، وإذا احتاج إلى دواء سعى لسد حاجته، فالمسلمون فيما بينهم يتراحمون ويتعاطفون، ويحسن بعضهم إلى بعض، ويعين بعضهم بعضًا، ويتفقد بعضهم بعضًا، ولا سيما جماعة المسجد، ولاسيما الجيران، فيما بينهم حق عليهم في هذا أن يتعاونوا ويتفقد بعضهم بعضًا، وأن يحسن بعضهم إلى بعض، وأن يستفيدوا من الجماعة في المسجد إذا فقدوا أحدهم نظروا في أمره، هل هو مريض يعودونه يساعدونه في حاجاته في دعوة الطبيب في نقله للطبيب في الإحسان إليه إذا كان محتاجًا إلى غير ذلك، كذلك إذا رأوا من أخيهم في الجماعة منكرًا فغيروا عليه بالرفق والحكمة وأرشدوه إلى الخير والهدى، وقالوا له هذا ما يصلح رأوه ينقر الصلاة أرشدوه إلى أنه لا يجوز النقر، عليك أن تطمئن، عليك أن تخشع لله، رأوا مسبلًا في ثيابه نصحوه، وقالوا له: ارفع ثيابك رأوا منه حاجات أخرى منكرة أرشدوه وعلموه ووجهوه إلى الخير، هذه من الفوائد العظيمة في اجتماع الناس في المسجد وغيره.

والمشروع الذي ذكره فضيلة الشيخ محمد رأفت نرجو منه أن يقدمه مكتوبًا فإنه مشروع مهم، ينبغي أن يقدم مكتوبًا وهناك معاملات تدور في إيجاد الحلقات العلمية في كل مسجد له أهمية يدرس فيه الطلبة على أحد العلماء كالمساجد ذات الأهمية، وهذا مشروع حتى الآن لم يتم بروزه، ولكن إذا قدم أخونا الشيخ محمد رأفت مشروعه فهو مناسب، فأرجو من الأخ الشيخ محمد رأفت أن يقدم هذا المشروع مكتوبًا موضحًا حتى ننظر في ذلك، وحتى نسعى إن شاء الله في تحقيق ذلك.