حكم وخطر تمثيل شخصيات الأنبياء والصحابة

السؤال:

ما نظر سماحتكم في بعض البرامج التلفزيونية يقدمون تمثيليات دينية، يمثلون بالصحابة، والتابعين، والأئمة؟

الجواب:

قد سبق في هذا الجواب غير مرة، سبق أن تمثيل الصحابة والأنبياء لا يجوز، وقد درس هذا في هيئة كبار العلماء، ومجلس التأسيس للرابطة، وغير ذلك، واتفق الإخوان في ذلك على أنه لا يجوز تمثيل الصحابة، ولا تمثيل الأنبياء في أي مكان؛ لأن هذا يفضي إلى شرور كثيرة، وقد يفضي إلى الكذب عليه، وقد يفضي إلى تمثيله  بصورة غير مناسبة، ولا تليق بهم، وقد يفضي إلى الاستهزاء بهم، والسخرية بهم، فلا يجوز هذا الأمر لا في الأنبياء، ولا في الصحابة. 

أما في غيرهم فهو محل نظر، قد يجوز في بعض الأشياء إذا كان يقصد من ورائه خيرًا ومصلحة عامة للمسلمين، وقد لا يجوز؛ لأنه كذب وزور.

فالحاصلأن التمثيل محل نظر، ومحل تفصيل، قد يجوز بعض الناس يستجيزه، ويرى أنه لا بأس به إذا كان في مصلحة عامة، وكان يمثل الإنسان شخصًا مصلحًا وشخصًا أمارًا بالمعروف، نهاء عن المنكر؛ ليتكلم على لسانه بالأمر والنهي ونحو ذلك حتى كأنه هو.

ويحتج بعض الناس على ذلك بقصة مجيء جبرائيل في صور شتى، فإنه جاء بصورة أعرابي، وجاء في صورة عروة بن مسعود، وجاء بصورة دحية بن خليفة الكلبي، وجاء في صور أخرى لأسباب اقتضتها حكمة الله  فهذا التمثيل محل نظر، ومحل تفصيل، يحتاج إلى عناية، وإلى دراسة جوانبه.

وأما التصوير؛ كأنه يصور صورة إنسان، يصور صورة عمر، أو صورة فلان، هذا لا يجوز التصوير، وإنما الكلام في التمثيل الذي ما يصور، بل يقف يتكلم باسم عمر، أو باسم فلان، أو باسم فلان، أما الصور فلا تجوز أبدًا كونه يصور صورة فلان أو فلان أو فلان على أنه يتكلم بكذا التصوير، لا يجوز، لكن كونه يقف إنسان، ويقول: هذا عمر يتكلم، أو هذا مالك، أو هذا الشافعي، أو هذا أحمد، أو هذا الأوزاعي، أو هذا محمد بن عبدالوهاب، أو هذا عبدالعزيز يتكلم، يعني: ينوب عنه من غير صورة، هذا هو محل النظر، هل يجوز هذا، أو لا يجوز هذا؟!

أما ... جبرائيل فهو بأمر الله لا يقاس عليه فيما نعتقد، فجبرائيل جاء بالحق، مكلف من عند الله بصور اقتضت حكمة الله أن يكون فيها ليستفيد الناس من ذلك، وليشاهدوا الشخص الذي يسأل، ويتكلم، فيكون أعظم في الفائدة لهم، وهذا شيء خاص لا أرى أنه يقاس عليه غيره فيما يتعلق بجبرائيل، ومجيئه إلى النبي ﷺ. 

فتاوى ذات صلة