هل يعذب المؤمن إذا مات على معصية؟

السؤال:

هذا السؤال أيضًا يقترب من السؤال السابق، ويقول فيه السائل الذي لم يذكر الاسم في هذه الرسالة: سماحة الشيخ! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وسؤالي: إذا توفي الشخص، وهذا الشخص محافظ على أداء الصلوات، وعلى الصيام، وعلى صيام التطوع في بعض الأحيان، يومي الإثنين والخميس، مع صيام ستة أيام من شوال، وحج إلى بيت الله الحرام، ولم يشرك بالله، وموحد لله، مع قراءة القرآن في بعض الأحيان، يقول: لكن هذا الإنسان لا يضمن نفسه من النميمة، ومن الصغائر، السؤال يبقى: هل هذا الشخص إذا مات هل يعذب على هذه الذنوب؟ وجهونا في ضوء هذا السؤال. 

الجواب:

الله -جل وعلا- وعد المؤمنين بالجنة، والكرامة، وتوعد العصاة بالعقوبات، والنميمة، من أقبح السيئات، النميمة من أقبح السيئات، يقول النبي ﷺ: لا يدخل الجنة نمام فهو على خطر إذا مات على النميمة، أو الغيبة، أو الزنا، أو الخمر، لكنه تحت مشيئة الله، يقول الله -جل وعلا- في كتابه العظيم: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48].

فإذا مات على أعمال صالحة، وتقوى لله، ولكن عنده ذنوب وسيئات؛ فهو أمره إلى الله -جل وعلا- إن كانت صغائر؛ غفرها الله بأعماله الصالحة، أما إن كان فيها كبائر، كالنميمة وأشباهها؛ فهو تحت مشيئة الله؛ لأن الله يقول -جل وعلا=: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا [النساء:31] ويقول النبي ﷺ: الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتنب الكبائر.

فإذا كان ما اجتنبها؛ ما تكون هذه الصلوات كفارة، فإذا كان عنده الزنا مصر عليه، أو الخمر مصر عليه؛ ما يكفر بالصلاة ونحوها، يبقى عليه خطره، وهو تحت المشيئة.

وهكذا إذا مات على عقوق الوالدين، قطيعة الرحم، الربا، وما أشبه ذلك من الكبائر -نسأل الله العافية- يكون تحت مشيئة الله على خطر، قد يدخل النار، ويعذب على قدر المعاصي التي مات عليها من الكبائر، وقد يعفو الله عنه بأسباب كثيرة من أعمال صالحة، من شفاعة بعض الشفعاء من المؤمنين.. إلى غير ذلك. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا سماحة الشيخ. 

فتاوى ذات صلة