هل الإنسان مسير أم مخير في أعماله الصالحة وغير الصالحة؟

السؤال:

هذا السائل سوداني رمز لاسمه بـ (أ. أ) يعمل في الدمام يقول: هل الإنسان مسير، أم مخير في أعماله الصالحة، وغير الصالحة؟ وجهونا في ضوء هذا السؤال. 

الجواب:

الإنسان مسير ومخير، مسير لا يخرج عن قدر الله، مهما فعل؛ فهو تحت قدر الله، ومخير؛ لأن له عقلًا وفعلًا واختيارًا، أعطاه الله عقلًا، وأعطاه الله فعلًا واختيارًا، فهو يفعل باختياره، ويدع باختياره، ولهذا تعلقت به التكاليف واستحق الجزاء على أعماله، الطيب بالجزاء الحسن، والرديء بالجزاء السوء هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ [الرحمن:60]وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا [الشورى:40]، وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى [النجم:31] ويقول -جل وعلا-: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ۝ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ۝ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ۝ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ۝ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ۝ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى [الليل:5-10] ويقول -جل وعلا-: هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ [يونس:22].

والنبي سئل لما قال -عليه الصلاة والسلام- للصحابة: ما منكم من أحد إلا وقد علم مقعده من الجنة، ومقعده من النار وفي اللفظ الآخر: قد كتب مقعده من الجنة، ومقعده من النار قالوا: يا رسول الله! ففيم العمل؟ -مادامت مقاعدنا معلومة، ومادمنا مكتوبين فلم العمل؟- قال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له؛ أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة ثم قرأ قوله سبحانه: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ۝ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ۝ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ۝ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ۝ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ۝ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى [الليل:5-10] وقال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ۝ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:3] وقال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4] وقال تعالى: إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا [الأنفال:29].

فدل على أن الأسباب يترتب عليها مسبباتها، فمن اتقى الله؛ يسر الله أموره، وفرج كرباته، ورزقه من حيث لا يحتسب، ومن عصى الله، وخالف أوامره؛ فقد تعرض لغضب الله، وسخطه، وتعسير أموره، نسأل الله العافية. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا سماحة الشيخ. 

فتاوى ذات صلة