ما صحة عدم أكل الأرض جسد من يقوم الليل؟

السؤال:

سؤاله الثاني يقول: رأيت والدي في منتصف الليل يصلي صلاة الليل ثمان ركعات، فسألته عن فائدة الصلاة في الليل، فقال: إن الإنسان الذي يصلي في الليل لا تأكل الأرض جسده بعد وفاته، فهل هذا صحيح؟ وهل يبقى الإنسان في قبره إذا كان يصلي صلاة الليل والناس نيام؟ وهل الروح تبقى في الجسد بعد الوفاة أم تصعد إلى خالقها؟

الجواب:

صلاة الليل قربة عظيمة، وسنة مؤكدة، قال الله -جل وعلا- في وصف عباد الرحمن: وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا[الفرقان:64] وقال سبحانه في وصف المتقين: كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ۝ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ[الذاريات:18] قال الله لنبيه -عليه الصلاة والسلام-: يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ۝ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ۝ نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ۝ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا[المزمل:4] وقال سبحانه: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ[السجدة:16] والآيات في هذا كثيرة تدل على فضل قيام الليل، والنبي ﷺ كان يتهجد بالليل كثيرًا -عليه الصلاة والسلام-، ويقول: أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام التهجد بالليل من أفضل القربات، ومن أعظم الطاعات، وكان ﷺ في الأغلب يصلي إحدى عشرة ركعة، يسلم من كل ثنتين، ويوتر بواحدة -عليه الصلاة والسلام-، وربما أوتر بأقل من هذا، ربما أوتر بتسع، وربما أوتر بسبع، وربما أوتر بخمس، ولكن الأغلب أنه كان يصلي إحدى عشرة، وربما صلى ثلاث عشرة -عليه الصلاة والسلام- في الليل، يطيل في قراءته وركوعه وسجوده -عليه الصلاة والسلام-.

أما كونه لا تأكل الأرض جسمه إذا كان يصلي من الليل فهذا لا أعلم له أصلًا، لا أعلم في الأدلة الشرعية ما يدل على ذلك.

وأما الروح -روح المؤمن- فإنها تعلق في شجر الجنة، تكون في الجنة.....، الله الجنة -جل وعلا-، وتعلق في أشجارها كالطائر، شبه طائر تعلق في أشجار الجنة وثمارها، كما صح به الخبر عن رسول الله ﷺ أنه قال: روح المؤمن طائر، يعلق في شجر الجنة.

وأما أرواح الشهداء فأخبر النبي ﷺ أنها تكون في أجواف طير خضر، تسرح في الجنة حيث شاءت، ثم تعود إلى قناديل معلقة تحت العرش.

فأرواح المؤمنين في الجنة مكرمة، لكن أرواح الشهداء لها شأن، ويعيد الله الأرواح إلى أجسادها إذا شاء كما يعيدها عند السؤال، حين يموت الإنسان، ويوضع في قبره يأتيه الملك فيسأله عن ربه وعن دينه وعن نبيه، ويعيد الله له روحه فيسمع السؤال، ويجيب إن كان صالحًا، ويتردد ولا يستطيع الإجابة إذا كان كافرًا أو منافقًا، نسأل الله السلامة.

أما أرواح الكفار ففي النار، نسأل الله العافية، أرواحهم في النار، قد قال الله -جل وعلا- في آل فرعون: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ[غافر:46].

واختلف أهل العلم في مستقرها، فقيل: في نفس النار، وقيل: في قبور أصحابها، وقيل في غير ذلك.

ولكنها بكل حال معذبة نعوذ بالله، وتعرض على النار ومصيرها إلى النار نسأل الله العافية، نعم.

المقدم: أثابكم الله.

فتاوى ذات صلة