هل الأمراض عقوبة؟ وما معنى: "احفظ الله يحفظك..."

السؤال:

هل الإصابة بالمرض كالعين -مثلًا- وغير ذلك يا سماحة الشيخ، هل هذا من العقوبات الدنيوية؟ وما معنى الحديث: احفظ الله يحفظك؟

الجواب:

قد يقع هذا عقوبة، وقد يقع ابتلاء وامتحان؛ ليرفع الله درجاته، قال جل وعلا: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ [الحديد:22] .. وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ [الشورى:30]، هذا كثير يقع بسبب كسب اليد، قد يفعل أشياء تسبب المصيبة، وقد تنزل المصيبة لحكمة بالغة كما يقع للأنبياء وغير الأنبياء؛ ليرفع الله درجاتهم ويعظم أجورهم ، ولهذا يقول ﷺ: عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير: إن أصابته ضراء صبر؛ فكان خيرًا له، وإن أصابته سراء شكر؛ فكان خيرًا له وفي الحديث: من يرد الله به خيرًا يصب منه اللهم صل على محمد، فالعبد يصاب بمصيبة من غير سيئة، بل ليرفع الله درجاته ويعظم أجره، إن عظم الجزاء مع عظم البلاء. نعم.

المقدم: سماحة الشيخ! لعلنا نستأنس الحقيقة بشرحكم لهذا الحديث العظيم: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك...

الشيخ: هذا حديث ابن عباس حديث عظيم، احفظ الله بطاعته والاستقامة على دينه؛ يحفظك من كل شر، احفظ الله تجده تجاهك -يعني: أمامك- إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله هذا مشروع للمؤمن أن يعتني بهذا وأن يحفظ حدود الله ومحارمه، وأن يؤدي الواجبات، وأن يحذر كل ما نهى الله عنه، وهذا من أسباب حفظ الله له، ومن أسباب توفيق الله له جل وعلا.

وكذلك ينزل حاجته بالله، يسأل الله ويستعين بالله، ويضع حاجاته بالله جل وعلا، كل هذا من أسباب التوفيق، يعني: ينزل حاجاته بالله، يسأل ربه كل حاجة، أن الله ييسر له كذا وييسر له كذا ويعطيه كذا ويرحمه من كذا، ويكفيه شر الذنوب، ويعينه على طاعة الله، ويرزقه الرزق الحلال، يطلب الله من فضله جل وعلا، ويحفظ الله بحفظ طاعته وترك معصيته. نعم.

المقدم: حفظكم الله سماحة الشيخ.

فتاوى ذات صلة