حكم تلقين الميت الشهادتين

السؤال:

بعد هذا رسالة بتوقيع جمع من الأخوات المسلمات، يقلن في رسالتهن: أخوات مسلمات يتابعن البرنامج، ويعجبن به، أخواتنا لهن جمع من الأسئلة سماحة الشيخ لو تكرمت في أحد أسئلتهن يقلن: هل يشترط تلقين المتوفى الشهادتين؟ وإذا لم يكن أحد عند المتوفى، هل يلفظ الشهادتين؛ لأننا سمعنا أن المتوفى قد يشغل عنها؟

وجهونا حول هذا الأمر، جزاكم الله خيرًا.

الجواب:

أنتن مشكورات على العناية بهذا البرنامج، ومعرفة قدره، ولا شك أنه برنامج مفيد عظيم، وأنا أوصي جميع إخواني في الله وأخواتي في الله بالعناية بهذا البرنامج، والاستماع له، والاستفادة منه، فهو برنامج مفيد بحق، ويقوم عليه جماعة من خيرة أهل العلم، فأنا أوصي جميع إخواني وأخواتي في الله بالاستماع لهذا البرنامج، والاستفادة منه.

وأما ما يتعلق بالتلقين فهو مستحب؛ لقوله ﷺ: لقنوا موتاكم لا إله إلا الله فيستحب تلقين الميت أن يقال له: اذكر الله أو الجالس يقول: لا إله إلا الله حتى يتأسى به المريض، فيقول مثل قوله، ولو مات ولم يلقن فلا شيء مادام مات على التوحيد، فالحمد لله لا يضره ذلك، إذا مات على التوحيد، ولو ما لقنه أحد ولو ما قال شيء عند الموت، فهو على توحيده وعلى عقيدته التي مات عليها، يرجى له الخير العظيم.

لكن إذا قال: لا إله إلا الله، أو أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله عند الموت، فهذه بشارة خير، وهذا فيه فضل عظيم، في الحديث يقول ﷺ: من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة يعني: مع الإيمان والتقوى.

أما لو قال: لا إله إلا الله، وهو مصر على المعاصي؛ فهذا تحت مشيئة الله على خطر، إن شاء الله غفر له، وإن شاء عذبه على معاصيه التي مات عليها، لم يتب؛ لقول الله سبحانه في كتابه العظيم في سورة النساء: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48] فعلق ما دون الشرك بالمشيئة، قال: وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ، يعني: دون الشرك لِمَنْ يَشَاءُ، فدل ذلك على أن الذي يموت على المعاصي: كالزنا أو السرقة أو الخمر أو العقوق للوالدين أو أحدهما، حكمه أنه معلق حكمه معلق بمشيئة الله، إن شاء الله سبحانه غفر له، وعفا عنه، وإن شاء سبحانه عذبه على قدر المعاصي التي مات عليها، إذا كان لم يتب قبل الموت، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم. 

فتاوى ذات صلة