إثبات عذاب القبر ونعيمه

السؤال:

لهن قضية حول عذاب القبر ونعيمه سماحة الشيخ: سؤالهن على قدر ما استطعن أن يكتبن، يقلن:

عندما يدفن الميت هل ترجع روحه إليه في القبر؟ وإذا كان الأمر كذلك، فإلى متى يبقى الميت في العذاب؟

أم تصعد روحه إلى السماء العليا؟ وهل تبقى أم يستمر العذاب حتى يوم الحساب؟ أفيدونا؛ لأن الذين ماتوا منذ زمان بعيد منذ قرون مضت هل يبقون في العذاب، أم ينتظر حتى يوم الحساب؟

نريد أن توضحوا لنا هذا الأمر، جزاكم الله خيرًا.

الجواب:

القبر إما روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار، كما جاءت به الأحاديث عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- فالمؤمن ينعم في قبره، المؤمن في نعيم في قبره، وروحه في نعيم في الجنة، تنقل إلى الجنة، أرواح المؤمنين تكون في الجنة في شكل طائر يرد الجنة، ويأكل من ثمارها، تكون هذه الأرواح بشكل طائر ترد الجنة، وتأكل من ثمارها.

ويردها الله إلى الجسد إذا شاء عند السؤال، وفي الأوقات الأخرى التي يشاؤها الله -جل وعلا-.

وهو في نعيم أبدًا، وهو في نعيم وجسده ما دام باقيًا، فهو في نعيم، يناله نصيب من النعيم، كما يشاء الله سبحانه، والكافر في عذاب روحه في عذاب، وينال جسده نصيبه من العذاب.

أما المدة وكيف يعذب؟ هذا إلى الله سبحانه، ولا نعلمها نحن، المدة الله أعلم بها.

لكن نعلم أن المؤمن في نعيم، وروحه في نعيم، والكافر في عذاب، أما تفصيل ذلك فيما يتعلق بالعذاب فلم يبلغنا فيه ما يدل على التفصيل إلا أنهم في عذاب، روحه في عذاب، وجسده يناله نصيب من العذاب، نسأل الله العافية.

أما العاصي فهو تحت المشيئة، قد يعاقب في قبره، قد يعذب، وقد يعفى عنه، قد يعذب وقتًا دون وقت، فأمره إلى الله -جل وعلا- وقد أخبر النبي ﷺ أنه مر على قبرين، فإذا هما يعذبان، أحدهما يعذب بالنميمة، والثاني يعذب لعدم تنزهه من البول.

فالعاصي على خطر إذا مات على المعاصي، ولم يتب، وهو متوعد بالعذاب، لكن قد يعفى عنه لأسباب أعمال صالحة كثيرة، أو بأسباب أخرى، وإذا عُذب، فالله أعلم سبحانه بكيفية العذاب واستمراره وانقطاعه، هذا إلى الله هو الذي يعلم كل شيء -جل وعلا- نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم. 

فتاوى ذات صلة