دورنا نحو المتخلفين عن صلاة الجماعة وخاصة صلاة الفجر

السؤال:

البعض من جيران المصلين، وجيران المسجد لا يحضرون صلاة الجماعة، وخاصة صلاة الفجر، وقد نصحت من حولي، ولم يستجيبوا للنصيحة، وأخبرت إمام المسجد بذلك، فقال: لم يعمم علينا بالرفع عن المتخلفين عن صلاة الجماعة، فنأمل من الغيورين وضع حد لهذه المشكلة؟

الجواب:

على كل حال ينبغي المتابعة في هذا، والحرص على النصيحة مع المتخلفين، ومع الإمام بمناصحتهم، والاتصال بهم من الجماعة من الجيران؛ ليذكروهم، ويعظوهم؛ لعلهم يهتدون، ويرعوون، فيجيبون إلى هذا الواجب، ولعل الأئمة يعانون في تفقد الناس لصلاة الفجر، فإن هذا قد ينشطهم، وقد يشجعهم على الحضور، وهكذا الهيئات قد تعينهم على هذا الأمر. 

فالحاصل: أن هذا يجب فيه التعاون بين الجميع، بين الإمام، والمؤذن، والجماعة، والهيئة، إذا رأوا من جماعة، أو إنسان كسلًا في هذا الأمر في الفجر، أو في غير الفجر، في الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، إذا تفقدوا أحوال جماعتهم، وتعاونوا على البر، والتقوى؛ هدى الله بهم الكثير، بالزيارة، يجتمع اثنان، أو ثلاثة، أو أربع، يزورون من رأوه يتخلف، يزورونه، ويذكرونه، ويقولون: يا فلان اتق الله، هذا أمر يلزمك فيه أن تؤدي الواجب، وألا تفتح باب الشر، وباب الكسل، سواء كان الإمام، أو من الجماعة. 

هذا من باب التعاون على البر والتقوى، وأكثر ما يقع هذا في صلاة الفجر؛ لأن الناس يسهرون في الغالب، وإذا سهر؛ ثقل عليه أن يقوم لصلاة الفجر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فالمصيبة العظيمة السهر على التلفاز، أو على غيره، فإذا سهر؛ صعب عليه أن يقوم لصلاة الفجر، وهذه من علامات النفاق، نعوذ بالله، ونسأل الله السلامة.

ولكن مع هذا كله يجب أن يناصح من الإمام، والمؤذن، والجماعة، لا من الواحد فقط، إذا راح جماعة ينصحونه، ثلاثة أربعة، فلعله يستحي، ولعله يرتدع، أما الواحد فقد لا يبالي به، وقد يقابله بالكلام غير اللائق، وقد لا يرفع به رأسًا، لكن إذا كانوا جماعة يتكلمون عليه، أو يزورونه، أو يقابلونه في الطريق، ويتكلمون معه، هذا من باب التعاون على البر، والتقوى.

فتاوى ذات صلة