الاحتفال بالمولد النبوي بدعة وليس له أصل

السؤال: يسأل أخونا أيضًا ويقول: ما رأيكم في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، ولقد تكرر في قول الناس: إن بعض العلماء أجازوه ويقومون به، أفيدونا عن هذا جزاكم الله خيرًا؟

الجواب: الاحتفال بالمولد ليس له أصل بل هو من البدع التي أحدثها الناس في القرن الرابع وما بعده، والمشهور أن أول من أحدثه الطائفة المشهورة الذين يقال لهم الفاطميون وهم حكام المغرب ومصر في المائة الرابعة والخامسة أحدثوه في المائة الرابعة باسم الـعلي و الحسن و الحسين و فاطمة وباسم النبي ﷺ واسم حاكمهم، ثم انتشر بعدهم، ولم يكن هذا في القرون المفضلة ولا في عهد النبي ﷺ، فلهذا ذكر المحققون من أهل العلم أنه بدعة، لقول النبيﷺ: من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد ولقوله ﷺ: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد يعني: فهو مردود.

ولا عبرة بمن يفعله اليوم وكثرتهم؛ لأنهم توارثوا هذا عن أسلافهم، والقاعدة التي درج عليها العامة والكفرة قبل النبي ﷺ إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ [الزخرف:23]، فليس في اتباع الآباء حجة إذا كان عملهم ليس على أساس متين ليس على دليل، كما أن أعمال الكفار ليست حجة، ولهذا أنكر الله عليهم ذلك وأمرهم باتباع النبي ﷺ، ولم يجعل لهم عذرًا في اتباع أسلافهم بل عابهم على ذلك، فأنت أيها المؤمن كذلك، ليس لك أن تتبع أباك ولا جدك ولا أهل بلدك إلا فيما شرعه الله، أما ما نهى الله عنه فليس لك أن تتبعهم ولو كثروا، فلو أن أهل بلدك صاروا يشربون الخمر فليس لك أن تفعله معهم ولو كانوا يزنون كذلك، ولو كانوا يعقون والديهم فليس لك أن تفعل مثلهم، فهكذا إذا فعلوا البدع فليس لك أن تتبعهم بل تدعو لهم بالهداية، تنصحهم توجههم إلى الخير، ولا تفعل معهم ما حرم الله من البدعة، كما أنك لا يسوغ لك أن تفعل معهم الزنا أو الخمر أو العقوق أو الربا أو ما أشبه ذلك. نعم.

فتاوى ذات صلة