حكم الاستهزاء والسخرية بأمور الدين ومعاملة أهلها

الاستهزاء والسخرية بأمور الدين من صفات الكفرة الأغبياء الضالين؛ فإنهم لعدم عقلهم وعدم فهمهم آيات الله وعدم عقلهم مقاصد الشرع يهزؤون بالصلاة ويهزؤون بالمسلمين، وبعضهم قد يفعل ذلك عنادًا ومكابرة وتضليلاً للناس؛ فلا ينبغي لذوي الإيمان أن يوادوا هؤلاء أو يتخذوهم أولياء وهم أعداء دينهم وأعداء شرعهم ومنفرون عن دينهم وعن نبيهم وعما جاء به عليه الصلاة والسلام، ولهذا قال: وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا.. [المائدة:58] يعني هذه حالهم فوجبت النفرة منهم ومعادتهم، وينبغي التنبيه دائمًا على أن الاستهزاء والسخرية بالدين من الكفر بالله ومن صفات الكفار ومن صفات المنافقين: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ۝ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ.. [التوبة:65-66] فالسخرية بالدين أو بالصلاة أو بالصيام أو بالحج أو بالجهاد أو ما أشبه ذلك معناه تنقص للدين وعيب للدين وتنقص لمن شرعه ولمن جاء به، فيكون ذلك من أصناف الردة عن الإسلام ومن وجوه الردة عن الإسلام. ولهذا ذكر العلماء من نواقض الإسلام الاستهزاء بالدين أو بشيء منه فإذا استهزأ بالصلاة وتنقصها وقال إنها عبث أو أنها لا قيمة لها ولا حاجة إليها وإنها إضاعة للوقت هذه ردة عن الإسلام، نعوذ بالله.
تفسير القرآن العظيم (ابن كثير) (من قوله: وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ..)