الجمعة ٢٥ / جمادى الأولى / ١٤٤٥
السؤال: عرفنا من فضيلة العلماء معنى الحضارة الحقيقي، ومقوماتها؛ فما هو أقرب طريق، وأسرعه للنهوض بوضع المسلمين البئيس على حد تعبيره؟
الجواب: أقرب طريق، وأيسره، وأنفعه هو التعاون على البر والتقوى، ونشر العلم النافع بين الناس في المعاهد، والمدارس، وإصلاح مناهج التعليم، وتقريب الأخيار من المدرسين، وإبعاد الأشرار، كل هذا من إعداد القوة، وكل هذا من العمل الصالح. العمل الصالح: نشر العلم النافع بين الناس، ونشر المناهج النافعة، ونشر المدارس النافعة، والمعاهد النافعة، والكليات النافعة، وتقريب الأخيار من المدرسين، وغيرهم، وإبعاد الأشرار، والصدق في ذلك من ولاة الأمور، ومن العلماء، ومن أعيان المسلمين، ومن الطلبة. فإذا جاء الصدق في هذا كله جاء الخير العظيم سريعًا، وإذا تخلف هذه الأمور، ولم يرفع بها رأسًا استمر البلاء، والله يقول -جل وعلا-: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ [الشورى:30] فمصيبتنا من كسب أيدينا! فإذا أصلحنا ما أفسدنا إذا أصلحنا مناهجنا، ومدارسنا، ومعاهدنا، وتعاونا على البر والتقوى مع كبرائنا، وعلمائنا، وقضاتنا، وسائر من له شأن، إذا حصل هذا جاء الخير الكثير، وجاءت السعادة، وجاء النصر المؤزر، بإذن الله .
.. أو أكثر، وأنتم لا تدرون هل الجمعة صحيحة؟ أم لا؟ وهل سابقة أو مسبوقة؟ وهل توافرت فيه الشروط؟ فينبغي أن تكمل ظهرًا زيادة، وهذا غلط ومنكر لا يجوز هذا، وقد بين أهل العلم ذلك وأوضحوا ذلك، فالأصل صحة الجمعة، ولم تفعل إلا لحاجة، فالأصل صحتها وعدم وجوب الظهر عليه، والله سبحانه إنما أوجب خمس صلوات في اليوم والليلة، فإذا أوجبت على نفسك صلاة الظهر مع الجمعة فقد أوجبت ستًا، والله ما أوجب ستًا إنما أوجب خمسًا سبحانه وتعالى بالنص والإجماع، فإذا اعتقد أن عليك صلاة ظهر ثابتة فهذا مخالف للنصوص ومخالف لإجماع أهل العلم، فالواجب ترك ذلك، والحذر من ذلك، والواجب على أهل العلم أينما كانوا أن ينظروا في أمور المسلمين، وأن يتحروا الحق، وأن يعالجوا الأمور بالعلاج الشرعي، وأن يتذكروا ما أوجب الله عليهم من بيان الحق وإظهاره للناس حتى يكونوا على بينة وعلى بصيرة. وقد كتب إلي بعض الإخوان في أفريقيا وذكر في تنزانيا وذكر أن هذا موجود عندهم وأن بعض أهل العلم أفتاهم بهذا هناك للاحتياط خشية أن تكون الجمعة غير صحيحة فبينت له أن هذا غلط، وأن هذا من وساوس الشيطان، وأن الواجب على ولاة الأمور أن يأخذوا على أيدي هؤلاء، وأن يتفاهموا مع أهل العلم في هذه الأشياء حتى لا يعود أولئك إلى أن يصلوا جمعة ثم ظهرًا، وعلى كل حال فأهل العلم إذا تناصحوا وتذاكروا في الأمور التي تقع عندهم في أي بلد في أفريقيا وفي غيرها إذا تناصحوا وتفاهموا فيما بينهم وقصدوا وجه الله ظهر لهم الحق وزالت الجهالة ووافقوا للطريق السوي، أما الغفلة والإعراض أو الشحناء أو كل واحد يقول: العلم عندي، فهذا يفضي إلى شر كثير.