تفسر آيات من أول سورة يس

السؤال:

قال الله تعالى: يس ۝ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ۝ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ [يس:1-3]، فسروا لنا هذه الآية، جزاكم الله خيرًا؟

الجواب:

(يس): هذه من جملة الحروف المقطعة التي ابتدأ الله بها سبحانه جملة من السور مثل: (الم - الر- المص- حم - عسق) هذه حروف مقطعة، الصواب فيها عند أهل العلم أنها لا يعرف معناها بالتعيين، ولله فيها الحكمة البالغة .

وقال بعضهم: إن الله جعلها مفتاحًا للسور، كما جعل (الحمد لله) مفتاحًا للفاتحة، ومفتاحًا لسورة سبأ ولسورة فاطر، وجعل (سبحان) مفتاحًا لسورة بني إسرائيل، هو الحكيم العليم، جل وعلا.

أما قوله: (والقرآن الحكيم) فهذا قسم من الله، حلف، بالقرآن كما في سورة ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ [ص:1].

يقسم سبحانه أن محمد من المرسلين -عليه الصلاة والسلام- (إنك لمن المرسلين) يقسم، ويحلف -جل وعلا- أن نبيه محمد ﷺ من المرسلين، كما قال -جل وعلا-: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ [آل عمران:144]، وقال سبحانه في سورة محمد: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ [الفتح:29] فهو رسول الله، كما أخبر الله في كتابه، وأقسم عليه وهو رسول الله بإجماع المسلمين، بإجماع أهل العلم والإيمان من أهل السنة والجماعة، هو رسول الله حقًا، من كذب بذلك؛ فهو كافر، ومن قال: إنه رسول للعرب دون العجم؛ فهو كافر، هو رسول الله إلى جميع الثقلين الجن والإنس، كما قال تعالى: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا [الأعراف:158]، قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا [سبأ:28]. 

فهو رسول الله إلى العرب والعجم والذكور والإناث والحكام والمحكومين والملوك والرؤساء والجن والإنس، هو رسول الله إلى الجميع -عليه الصلاة والسلام- من أجاب دعوته، واتبع شريعته؛ فاز بالسعادة والجنة والكرامة، ومن حاد عن سبيله، واتبع غير هداه باء بالخيبة والندامة وصار من أهل النار يوم القيامة، نسأل الله العافية، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة