واجب من دعي إلى فعل الواجبات وترك المنهيات

السؤال:

يقول: دعوت أحد الأصدقاء للصلاة، فقال لي: عندما يهديني الله سأصلي، فدخلنا في مناقشة، فقال: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [القصص:56] واستمرينا في جدال حول هذا الموضوع، ما هو توجيه سماحتكم لنا في مثل هذا الحال؟ جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

الواجب على من دعي إلى أداء الواجب أن يقول: سمعًا وطاعة، وأن يتقي الله، وأن يبادر إلى الاستجابة، ولا يقل: إذا هداني الله، الله أمرك بهذا وأرشدك إلى هذا، فقال: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى [البقرة:238] قال: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ [البقرة:43] فالواجب عليك إذا دعاك أخوك إلى الصلاة أن تقول: سمعًا وطاعة، وأن تبادر إلى الصلاة في المسجد مع إخوانك المسلمين. 

وهكذا إذا دعاك إلى أداء الزكاة، أو صوم رمضان، أو ترك بدع، أو ترك شرب مسكر، أو ما أشبه ذلك، لا تقل: إذا الله هداني، لا قل: سمعًا وطاعة، جزاك الله خيرًا، وعليك الامتثال؛ لأن الله أمرك بهذا، وأمره هو أن ينكر عليك، ويعلمك، قال الله سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ [التوبة:71] وذم الله من استكبر، فقال -جل وعلا- ذامًا لمن استكبر عن الحق: وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ [البقرة:206] نسأل الله العافية.

فالواجب عليك إذا قال لك أخوك: صل، أو دع صحبة الأشرار، أو دع الربا، أو دع الفواحش، أو أد الزكاة، أو ما أشبه ذلك أن تقول: جزاك الله خيرًا، إن شاء الله، أسأل الله أن يعينني، أسأل الله أن يهديني، جزاك الله خيرًا، أثابك الله، تشكره، تدعو له، وتبادر إلى الحق، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم. 

فتاوى ذات صلة