بيان القول في ظهور الجن للإنس

السؤال:

هل يظهر الجن لبعض الناس، ويعقد صداقات معهم، وهل الجني هو الشيطان؟

الجواب:

قد يظهر الجن لبعض الناس، والجن ثقل مستقل غير الإنس، والمشهور عند العلماء: أنهم أولاد الشيطان، كما أن آدم أولاده الأنس، فالشيطان الذي هو الجان، الذي امتنع من السجود لآدم هو أبو الجن، فمؤمنهم طيب، وكافرهم مثل كافر الإنس خبيث، فيهم الفاسق، وفيهم الكافر، وفيهم المؤمن الطيب، وفيهم العاصي، فهم أقسام مثل الإنس، وقد يتصل بعض الناس بهم، وقد يكلمهم ويكلمونه، قد يراهم بعض الناس، لكن الأغلب أنهم لا يرون، كما قال -جل وعلا-: إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ [الأعراف:27] يعني يروننا من حيث لا نراهم، وليس معنى أننا لا نراهم قد نراهم، لكن من حيث لا نراهم قد يروننا، ..... يروننا فيها ما نراهم فيها، لكن الجني قد يبدو لبعض الناس في الصحراء وفي البيوت، قد يخاطب، وقد حدثنا جماعة من العلماء أنه وقع عليه كثير من هذا؛ لأن بعض الجن حضروا مجالس العلم، وسألوا عن بعض العلم وإن كانوا لا يرون، وبعض الناس قد يراهم ويتمثلون في الصحراء وفي غير الصحراء.

لكن لا تجوز عبادتهم من دون الله، ولا الاستغاثة بهم، ولا الاستعانة بهم على إضرار المسلمين، ولا سؤالهم عن علم الغيب، بل يجب أن يحذروا.

أما دعوتهم إلى الله إذا عرفتهم، وتعليمهم ما ينفعهم، ونصيحتهم ووعظهم وتذكيرهم فلا بأس بذلك، أما الاستعانة بهم، أو الاستغاثة بهم، أو النذر لهم، أو التقرب إليهم بالذبائح خوف شرهم، كل هذا منكر، قال الله -جل وعلا-: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا [الجن:6]، يعني: زادوهم شرًا وبلاءً، والآية فيها تفسيران أحدهما: زادوهم يعني: الجن زادوا الإنس ذعرًا وخوفًا، فزاد الجن والإنس ذعرًا وخوفًا منهم.

والمعنى الثاني: زَادُوهُمْ رَهَقًا أي: زاد الإنس الجن رهقًا، يعني: طغيانًا وكفرًا وعدوانًا عليهم؛ لأنهم لما رأوا الإنس يخافونهم تكبروا عليهم وزادوا في إيذائهم.

وبكل حال فلا يجوز سؤالهم، ولا الاستغاثة بهم، ولا النذر لهم، ولا نداؤهم في طلب حاجة، أو شفاء مريض، أو ما أشبه ذلك، لكن إذا كلمهم ينصحهم، ويذكرهم، ويدعوهم إلى الله، ويعلمهم ما ينفعهم، فلا حرج في ذلك كالإنس.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة