حكم الذكر والدعاء بصوت مرتفع دبر الصلوات

السؤال:

من الجمهورية اليمنية لواء الحديدة مركز الزهرة هذه رسالة بعث بها المستمع محمد علي حسين مكي، أخونا محمد يقول في أحد أسئلته: هناك من يقول: إن استغفار الجماعة مع الإمام بعد الصلاة بصوت مرتفع مشروع وجائز، بدليل ما كان في عهد الرسول -عليه الصلاة والسلام- إذا دخل الداخل للصلاة يعرف أنها قد قضيت برفع التسبيح من الرسول ﷺ وأصحابه، علمًا أنني لم أرتض هذا القول فما هو توجيهكم؟ جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

الصواب شرعية الذكر عقب الصلاة، أما الدعاء والاستغفار يكون بين العبد وبين ربه، لكن بعد الصلاة يذكر الله، يقول ابن عباس -رضي الله عنهما-: "كان رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة على عهد النبي ﷺ" قال ابن عباس: "كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته". 

فالسنة رفع الصوت بالذكر بعد الصلوات الخمس، كما رفعه النبي ﷺ والصحابة، حتى يتعلم الجاهل، ويتذكر الناسي، ويعلم الناس الذين حول المسجد أنها انتهت الصلاة.

أما الدعوات الخاصة بين العبد وبين ربه يدعو الله بينه وبين ربه، ولو سمع من حوله لا بأس، وكان النبي ﷺ إذا سلم استغفر ثلاثًا قال: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله  ثم قال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام هكذا أخبر ثوبان مولى رسول الله ﷺ عن رسول الله ﷺ أنه كان يفعل هذا، فلولا أنه كان يسمعه ما أخبر به، فدل على أن ثوبان سمع هذا من النبي ﷺ.

فإذا استغفر بقدر ما يسمع، ويسمع من حوله؛ فلا بأس، ولكن الذكر يرفع به أكثر لا إله إلا الله وحده لا شرك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة، وله الفضل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد أخبر ابن الزبير، وأخبر المغيرة بن شعبة أن النبي ﷺ كان يفعل هذا، يرفع صوته بهذا -عليه الصلاة والسلام.

وهكذا سبحان الله والحمد لله والله أكبر بعد الصلاة كله ذكر، أما الدعاء فإذا أسر به بينه وبين ربه لا يسمعه إلا من حوله؛ فلا بأس، هذا هو الأفضل. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة