الحكم على حديث (إن الله وكل في كل سماء ملكًا...)

السؤال:

من المستمع: عبدالله ظاهر العنزي، سؤال يقول فيه: قرأت حديثًا معناه: أن الله وكل في كل سماء بملك من الملائكة، كل ملك يرد عملًا معينًا، فهذا لا يسمح بصعود عمل فيه كبر، وآخر لا يسمح بعمل فيه حد، أو ما أشبه ذلك، ما هو توجيه سماحتكم حول هذا الحديث؟ جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

لا أعلم لهذا الحديث أصلًا، هذا الحديث لا أعلم له أصلًا في سنة الرسول ﷺ والله -جل وعلا- أخبر في كتابه العظيم أن الشرك يحبط الأعمال، وأن المشرك لا يصعد له عمل.

أما العاصي فهو تحت مشيئة الله، قد يصعد عمله، ويقبل عمله الذي أراد به وجه الله، وقد يعاقب بشيء معين رد بعض الأعمال لسيئاته، أو تعاطيه الربا، أو غير ذلك من أسباب الرد.

فالحاصل: أن هذا الحديث الذي سأل عنه السائل لا أعلم له أصلًا، وأما صعود العمل فهذا إلى الله  مثلما قال -جل وعلا-: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ [فاطر:10] فالكلام الطيب يصعد إلى الله، والعمل الصالح يرفع ذلك، فإذا قال قولًا طيبًا يريد به وجه الله؛ صعد إلى الله، وإذا عمل صالحًا صعد إلى الله إذا كان لله خالصًا، وللشريعة موافقًا.

أما إن كان العمل شركًا فإنه باطل، ولا يصعد مع الشرك عمل، قال تعالى: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:88] وقال سبحانه: وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ [الحج:31].

فالمقصود: أن الأعمال إنما تصعد، وتقبل إذا كان فيها أمران، إذا كانت مشتملة على أمرين، أحدهما: الإخلاص لله في العبادة، والأمر الثاني: الموافقة للشريعة، شريعة الرسول ﷺ لقوله ﷺ: من عمل عملًا ليس عليه أمرنا؛ فهو رد يعني فهو مردود، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة