حكم زيارة الأقارب وصلة الرحم والفرق بينهما

السؤال:

آخر سؤال لأختنا يقول: لي مدة طويلة لم أزر فيها أقاربي؛ لأن أبي يمنعنا أنا وإخوتي من الخروج من البيت إلا لطلب العلم، فهل علي إثم في مقاطعتهم تلك المدة؟ وكيف السبيل إلى زيارتهم إذا كان أبي يمنعنا من ذلك، وأنا لا أدري ما هو السبب؟ جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

الزيارة ليست واجبة، صلة الرحم هي الواجبة، قطيعة الرحم محرمة، أما الزيارة ما هي بلازمة إذا منعك والدك لا بأس، تسترضيه بالطرق الطيبة.

المقدم: هذه سائلة سماحة الشيخ.

الشيخ: أو السائلة كذلك، فالمقصود سواء كانت سائلة، أو سائل إنما الزيارة غير واجبة، إذا حصل صلة الرحم بالمكاتبة بالهاتف بالتلفون بالمراسلة بغير الكتابة مع الأصدقاء والأحباب، تسأل عن حالهم كيف أنتم؟ عساكم طيبين؛ كفى، ولو ما زرتهم، والحمد لله، والزيارة قد يمنع منها موانع ومشاغل، قد يكون الإنسان مسافرًا مدة طويلة، ووالدك قد يكون له عذر شرعي يخاف عليك من الزيارة، من أشياء.

فالحاصل أن الوالد له مقاصد -إن شاء الله- طيبة، فلا تعجلي، وإذا دعت الحاجة للزيارة، فشاوريه بالأسلوب الحسن، أو بواسطة أمك، أو إخوانك أو أعمامك حتى يرضى، وحتى تكون الزيارة على طريقة مأمونة، ليس فيها خطر؛ لأن الزيارات تختلف، إذا كانت الزيارة للأخت أو الأخ أو العم لا بأس، أما الزيارة لبني العم، أو بني الخال، لا، هذا فيه خطر؛ لأنهم ليسوا محارم.

فالحاصل أن عليك الاستئذان من والدك، وعدم التعجل، والدعاء للأقارب بالتوفيق والهداية والسؤال عنهم، والوصية لهم بالسلام مع الأصدقاء والأحباب، أو بالتلفون كل ذلك طيب، يحصل به المقصود والحمد لله.

وإذا كانوا فقراء، فمن الصلة صلتهم ومواساتهم، والإحسان إليهم، وإذا ظلموا من الصلة الشفاعة في رد الظلم عنهم، ونصر المظلوم، وإذا دعت الحاجة إلى قضاء دينهم؛ فمن الصلة المساعدة في قضاء الدين، إذا كان القريب قادرًا إلى غير هذا من وجوه الخير.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة