حكم مجالسة من يقعون في أعراض المسلمين

السؤال:

أيضًا تسأل أختنا وتقول: إني لا أحب الغيبة، لكن أحيانًا أكون في مجتمع من النساء يتكلمن في الغيبة، وبدون شعور مني أجد نفسي أشارك معهم، وعندما أراجع نفسي أندم ندمًا شديدًا على كلامي في أعراض إخواني المسلمين، وأستغفر الله، وأقول: لا أعود إلى الغيبة مرة أخرى، لكن أجد نفسي مرة أخرى أقع في الغيبة، ماذا أفعل كي أتخلص من هذه العادة السيئة التي انتشرت في المجتمع؟ وهي فيها من الوعيد والذم ما فيها؟

أرجو أن تنصحوني، وتوجهوني وتدعو لي ولجميع المسلمين أن يسلمنا الله من الغيبة، وماذا أقول لمن يغتاب الناس؟ بارك الله فيكم.

الجواب:

نوصيك بعدم حضور المجالس التي فيها الغيبة، والاعتذار، وإذا قدر أنك حضرت فأنكري عليهم ولا تغتابي، قولي: يا عباد الله! هذا لا يجوز، هذا محرم، الله يقول سبحانه: وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا[الحجرات:12] والرسول ﷺ نهى عن ذلك، وأخبر أن الغيبة ذكرك أخاك بما يكره، قيل: يا رسول الله! فإن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول: فقد اغتبته، وإذا لم يكن فيه فقد بهته.

وفي الحديث عنه ﷺ أنه قال: رأيت ليلة أسري بي قومًا لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم، فقلت: يا جبرائيل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يأكلوا لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم يعني: هو من الغيبة، وهذا وعيد شديد.

وإذا وقعت في ذلك فعليك التوبة إلى الله، واستسماح من وقعت فيه إن أمكن، تقولي: أبحني، سامحني، وقعت في عرضك، فإن لم يتيسر ذلك فأكثري من الاستغفار، والزمي التوبة، واذكري من اغتبت بالكلام الطيب الذي تعرفين عنه، اذكريه بالأخلاق الطيبة التي تعرفينه عنه، والأعمال الطيبة يعني: بدل ما ذكرتيه بالغيبة، والأشياء المكروهة؛ اذكريه في المجالس التي اغتبتيه فيها بالشيء الطيب الذي تعلمينه عنه، والأخلاق الطيبة التي تعرفينها عنه.

فيكون هذا بهذا، مع التوبة والندم، والإقلاع والحذر، وهذه وصيتي لك ولجميع المسلمين، الوصية لجميع المسلمين: الحذر من الغيبة، والحذر من سائر المعاصي، وعدم مجالسة أهل الغيبة، وأهل المعاصي؛ لأن المجالسة لهم تجر المجالس إلى أعمالهم.

فالمشروع للمؤمن ألا يجالس إلا من يعينه على الخير، وينفعه في دينه ودنياه، أما مجالسة من يجرك إلى الشر، ويدعوك إلى الشر؛ فلا تجوز، فالواجب الحذر دائمًا من مجالسة أهل المعاصي الظاهرة وأهل البدع، ومجالسة كل من يدعوك إلى باطل، وإلى ما يغضب الله عليك. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة