تفسر قوله تعالى: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ...}

السؤال:

يسأل تفسير بعض الآيات الكريمة: منها قول الحق -تبارك وتعالى-: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ۝ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ ۝ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ[الشعراء:224-226].

الجواب:

على ظاهر الآية، غالب الشعراء هكذا، يقولون ما لا يفعلون، وفي كل وادٍ يهيمون، تراه يتكلم هنا أو هنا أو هنا بغير حقيقة، بل أشياء يتخيلها، ثم يتكلم فيها، أو يكذب لحاجات في نفسه أو لأسباب أخرى، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ[الشعراء:227] استثناهم الله -جل وعلا- فهم الذين أشعارهم طيبة ومفيدة، كـحسان بن ثابت شاعر الرسول ﷺ، كعب بن مالك، وعبدالله بن رواحة وغيرهم من شعراء المؤمنين، ثم من بعدهم في عهد التابعين وعهد أتباع التابعين إلى يومنا هذا.

فالمؤمنون أشعارهم مفيدة ونافعة، مثلما قال النبي ﷺ: إن من الشعر حكمة والنبي ﷺ أمر حسان أن يهجو قريش، أن يهجو الكفار، وقال: إنه أشد عليهم من وقع النبل وقال: اللهم أيده بروح القدس يعني: جبرائيل.

فالشعر الذي يصدر من المؤمن في نصر الحق وتأييده، وفي ذم الباطل وتفنيده، أمر مطلوب، وصاحبه مشكور ومأجور، وهؤلاء هم المراد في قوله سبحانه: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ[الشعراء:227] استثناهم الله من الشعراء المذمومين، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.

فتاوى ذات صلة