حكم من يؤدي بعض أركان الإسلام دون بعض

السؤال:

من المستمع إدريس علي، عامل في أبها، رسالة وضمنها جمعًا من الأسئلة، في أحدها يسأل سماحتكم شيخ عبد العزيز، فيقول: ما رأيكم في المسلم الذي يؤدي بعض أركان الإسلام، ويترك البعض الآخر، كأن يزكي ولا يصوم، أو يصوم ولا يصلي، وهكذا؟ 

الجواب:

أما ترك الصلاة فكفر أكبر في أصح قولي العلماء، ترك الصلاة كفر أكبر -والعياذ بالله- ردة عن الإسلام. 

أما الزكاة والصوم والحج فليس بردة، بل كبيرة من كبائر الذنوب، ولا يكفر بذلك إلا إذا جحد الوجوب مثلًا جحد وجوب الصلاة أو الصوم أو الزكاة أو الحج، مع الاستطاعة؛ كفر بإجماع المسلمين. 

أما إذا كان لا، لا يجحد الوجوب، فهذا يختص بالصلاة، يكفر إذا تركها، ولولم يجحد وجوبها في أصح قولي العلماء.

أما الزكاة فلا يكفر إذا كان يؤمن بوجوبها، لكن يتساهل ويبخل بها، هذا متوعد بالنار، وجاء في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ أنه يعذب يوم القيامة بالمال الذي بخل بزكاته، يعذب به يوم القيامة من نقود تحمى عليه، وهكذا الإبل والبقر والغنم، يبطح لها بقاع قرقر تمر عليه تطؤه بأخفافها وتعضه بأفواهها وتطؤه الإبل البقر والغنم بأظلافها تنطحه بقرونها، كلما مرت عليه أخراها عادت عليه أولاها -نسأل الله العافية- في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، ثم يرى سبيله إما إلى الجنة، وإما إلى النار، فقوله ﷺ: ثم يرى سبيله إما إلى الجنة، وإما إلى النار يدل على عدم الكفر، يدل على أنه قد يدخل الجنة، قد يعفى عنه ويدخل الجنة، فدل على أنه ليس بكافر إذا كان تركها بخلاً لا جحدًا للوجوب.

وهكذا صوم رمضان إذا ترك الصوم تساهلًا، ولم يجحد وجوبه، وهكذا الحج، أما من جحد وجوب الزكاة أو جحد وجوب الصيام، مثل صيام رمضان أو جحد وجوب الحج مع الاستطاعة هذا يكفر؛ لأنه مكذب لله ولرسوله، نسأل الله العافية، فهذا يكفر عند الجميع؛ لأنه بجحده الوجوب قد كذب الله ورسوله، نسأل الله العافية، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم. 

فتاوى ذات صلة