المحاكم الشرعية في المملكة العربية السعودية تعمل بالرؤية

س: حضرة الشيخ المفتي العام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هذا مكتوب الدكتور أحمد محمد المقري مدير المجمع الفقهي الإسلامي، وهو يقر بأن حسابات تقويم أم القرى تتم مقدمًا على أساس زمن اقتران الشمس والقمر، وعلى هذا الأساس لا يمكن مشاهدة الهلال قبل حدوث الاقتران وأكثر إعلان المحاكم الشرعية السعودية يكون على هذا التقويم في رمضان والعيد، فكيف تفتي أنت من عشرين سنة بأن إعلان المحاكم الشرعية صحيح وهو موافق للشريعة؟ وكيف تؤيد هذا الإعلان الغلط دائمًا؟
بفتواك بدأ الانتشار والمحاربة في بريطانيا وأمريكا وأكثر بلاد أوربا؛ لأن الناس يعتقدون بأنك متقي وفتواك تكون صحيحة فلذلك يعملون على فتواك ويصومون رمضان ويصلون العيد على إعلان الحكومة السعودية وهو يكون متقدمًا يومًا أو يومين. وبعض آخر يصومون على الرؤية الحقيقية وهي تكون بعد يوم أو يومين، وهكذا يكون العيد في يومين أو ثلاثة أيام في بلد واحد، بل في أسرة واحدة، ويتشاجر الناس بينهم، وهذا بفتواك خاصة.
مرارًا أنا أرسلت لك المكتوب أن تحقق أولًا طريق إعلان الحكومة السعودية كيف هو؟ هل هو على الرؤية الحقيقية، أو على تقويم أم القرى الذي مقدم على أساس زمن الاقتران أو على الشهادة الكاذبة؟ ولكن إلى الآن أنت ما توجهت إلى هذا، وما رجعت عن فتواك، بل تفتي بأن إعلان الحكومة السعودية صحيح.
أيها الشيخ: طالع مكتوب أحمد محمد المقري، ولا تفتِ من الآن بأن إعلان الحكومة السعودية صحيح، وارجع عن فتواك المقدم، ويكون لكم الأجر، والسلام. 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فالاعتماد في إثبات شهر رمضان وشهر شوال وشهر ذي الحجة على الرؤية لا على الحساب؛ لقول النبي ﷺ: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين[1] ولا يجوز الاعتماد على الحساب؛ لأن ذلك مخالف لسنة النبي ﷺ الثابتة عنه في الصحيحين وغيرهما.
والمحاكم الشرعية في السعودية تعمل بالرؤية وتحكم بها، ونحن نؤيدها في ذلك طاعة لله سبحانه ولرسوله ﷺ، وهو الذي عليه المحققون من أهل العلم، ونوصيك بتقوى الله والعمل بقوله سبحانه: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا [الحشر:7]، وقوله : مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ [النساء:80]، وقوله سبحانه: قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ [النور:54].
وصلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[2].
  1. رواه مسلم في (الصيام) باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال والفطر لرؤيته برقم 1081، والنسائي في (الصيام) باب ذكر الاختلاف على عمر بن دينار برقم 2124، واللفظ له. 
  2. رسالة من الأخ: ر. ث. ق. من لندن وقد أجاب عليها سماحته بتاريخ 8/1/1416هـ، (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 15/ 65). 
فتاوى ذات صلة