الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص

الحق أن الإيمان يزيد وينقص خلافًا للخوارج والمعتزلة؛ فإن الخوارج يقولون: لا يزيد ولا ينقص؛ ولهذا من عصى كفر عندهم، وعند المعتزلة من عصى صار إلى النار، وصار في منزلة بين المنزلتين في الدنيا. أما أهل السنة والجماعة: فإن الإيمان يزيد وينقص كما دلت عليه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في مواضع كثيرة، فإذا اجتهد في طاعة الله زاد إيمانه، وإذا أتى بعض المعاصي أو ترك بعض الواجبات نقص إيمانه، والحب في الله والبغض في الله من الإيمان: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان؛ أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه فالحب والبغض من الإيمان؛ حب المؤمنين حب الرسل حب ما شرع الله من الإيمان، كراهة الكفار وبغض الكفار وبغض ما نهى الله من الإيمان، هذا قول أهل السنة والجماعة خلافًا لأهل الباطل، وهكذا الأقوال والأعمال كلها من الإيمان، أقوال العبد وأعماله الشرعية؛ فالإيمان: قول وعمل، قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح، يزيد وينقص، فإذا اتقى الله وجاهد في سبيل الله وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر وأحب في الله وأبغض في الله زاد إيمانه، وإذا فعل بعض المعاصي وتقاعس عن الجهاد أو ما أشبه ذلك نقص إيمانه، وهكذا.
صحيح البخاري شرح وتعليق (02 من حديث: (بني الإسلام على خمس)