رسالة إلى الشيخ عبدالرحمن الفريان حول بعض الكتب

بسم الله الرحمن الرحيم[1]
من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى حضرة المكرم فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله بن فريان وفقه الله لكل خير، آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعده: يا محب؛ كتابكم الكريم المؤرخ في 22/2/1388هـ، وصل وصلكم الله بهداه وسرني منه علم صحتكم الحمد لله على ذلك كما سرني نقلكم محل دار الوعظ والإرشاد إلى دار تحفيظ القرآن، وهذا رأي مبارك - إن شاء الله - سدد الله خطاكم، ونفع بمساعيكم.
أما كتب الدار فقد وجدنا لدينا كشفا ببعضها قد عُرِض على دار الإفتاء، وأخذت بعض ما فيه، ووضع على ذلك علامة، وقد راجعناه ووضعنا علامة على ما نرغب فيه من الكتب من رقم 1 إلى رقم 10 وهو إليكم بطيه نرجو إرسال ما تحت الأرقام العشرة، والإفادة بقيمة ذلك؛ حتى نقيدها لدينا لدار الثقافة.
أما ما سوى ذلك فالذي أرى أن تضموه إلى الكتب التي لديكم، ويعلن عنه في بعض الصحف وبين الطلبة، ويباع في من يزيد وإن رأيتم تأجيل ذلك إلى شهر رجب حتى يتراجع الطلبة إلى الرياض فلا بأس، والذي ترونه فيه البركة -إن شاء الله.
أما الإلمام فقد أرسلنا لكم كتابا من جهته بتاريخ 16/2/1388هـ ولم يأتنا منكم جواب، ومضمونه إخباركم بأن المجلد الإفرنجي يسام بثلاثة، والورق بريالين، وإذا أمكن وجود من يشتري لديكم بهذا المبلغ أو أكثر منه فأرجو بيعه عليه، وإن لم يتيسر ذلك فأفيدونا.
أما الجزء الثاني فلم نر طبعه على حساب الدار؛ خوفا من عدم بيعه بنفقته، ولكن إذا رأى الشيخ إسماعيل أن يطبعه على حسابه، ثم يباع مع الجزء الأول، ويقسم الثمن بينه وبين الدار فهذا مناسب - إن شاء الله - فأرجو أخذ رأي الشيخ إسماعيل في ذلك جزيتم خيرًا.
أما الكتب التي في الدار للناس فأرجو إرسالها إليهم وإخبارهم بأجرة الذي يحملها حتى يسلموها له.
وإن كانت كتب الشيخ محمد باشميل موجودة لديكم فأرسلوها إليه بواسطة الشيخ عبدالملك، وأخبروه بالكَرْوة[2] وهو يسلمها لحاملها.
وإذا رأيتم أن يكتب الكتاب للشيخ عبدالملك؛ خشية أن يكون الشيخ باشميل غائبا فلا بأس، أرجو الحرص في هذا غاية، وإن رأيتم تعطوننا كشفا بجميع الكتب الباقية من كتب الدار فلا بأس ولو باستئجار من ينقلها، وإذا أمكن طبع الموجود لديكم في دار الإفتاء أو غيرها ثم إرسال نسخة من ذلك إلينا بعد التأشير على ما بيع منها فذلك أحسن وأسرع من الكتابة الخطية، ضاعف الله لكم الأجر.
أما الأجزاء الباقية من الفتح أعني التي تم طبعها وإلى حين التاريخ لم تصل، وهي التاسع والعاشر والحادي عشر فقد أبرقنا للشيخ محب الدين الخطيب، وأكدنا عليه في إرسالها إلى جدة من طريق بيروت أو السودان بعد مراعاة الأقل أجرة، ونرجو أن تصل قريبا، وإلا هو الآن فيما يغلب على الظن يعمل في طبع الجزء الثاني عشر؛ لأنه قد أخبرنا من مدة أشهر أن الجزء الحادي عشر على وشك التمام نسأل الله أن يسهل إتمامه على خير حال، وينفع به المسلمين.
أما الأمير خالد بن تركي فإليكم كتابا لسموه في الموضوع أرجو أن ينفع الله بذلك، وأرجو إبلاغ سلامي الوالدة، والأبناء، وخواص المشايخ والإخوان، كما منا العائلة، والمشايخ والإخوان كلهم بخير وعافية. 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
21/3/1388هـ.
 

  1. الرسائل المتبادلة بين الشيخ ابن باز والعلماء (ص467)
  2. الكروة: يعني بها القيمة. (م)