رسالة إلى وزير التجارة في تحريم ذبائح الوثنيين والملاحدة

من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، إلى حضرة الأخ المكرم/ معالي وزير التجارة وفقه الله.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يا محب: لقد علمت منذ أيام بواسطة كثير من الإخوان، أنه يوجد في أسواق المدينة ضمن لحوم الدجاج الواردة من البلاد الخارجية إلى المملكة، نوع مكتوب عليه (البلاد البلغارية، والبلاد اليوغوسلافية).
وغير خاف على معاليكم أن بلغاريا ويوغسلافيا كلاهما بلاد اشتراكية، والاشتراكيون ذبائحهم محرمة، من جنس ذبح المجوس وعبدة الأوثان، بل ذبائحهم أشد حرمة؛ لكونهم أعظم كفرًا؛ بسبب إلحادهم وإنكارهم الباري عز وجل ورسوله، إلى غير ذلك من أنواع كفرهم، ولو سموا الله عند الذبح، أو ذبحوا كما يذبح المسلمون، فإن ذلك كله لا يخرج ذبيحتهم من كونها محرمة بإجماع أهل العلم.
فأرجو من معاليكم: تعميد الجهات المختصة بمنع توريد ذبائحهم؛ حماية للمسلمين من أكل الحرام، وإنما أباح الله للمسلمين من ذبح الكفر ذبيحة أهل الكتاب -وهم: اليهود والنصارى- إذا لم نعلم أنهم ذبحوها ذبحًا يحرمها؛ كالخنق وما في حكمه؛ لقول الله سبحانه: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ الآية [المائدة: 5].
وطعامهم هو: الذبائح، كما قاله ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من أهل العلم.
وأسأل الله أن يوفق معاليكم لكل خير، وأن يسدد خطاكم، ويحمي بجهودكم شريعته؛ إنه جواد كريم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 نائب رئيس الجامعة الإسلامية[1]
  1. خطاب موجه من سماحته إلى وزير التجارة رقم: 1999، وتاريخ 29/11/1388هـ. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 23/ 30).