رسالة من الشيخ البيحاني بخصوص تزكية بعض طلبة العلم

بسم الله الرحمن الرحيم[1]
عدن في 7 شوال سنة 1381هـ
حضرة صاحب الفضيلة رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز حفظكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ويسرني ما تقومون به من الأعمال الجليلة في خدمة العلم والدين وفي ظل جلالة الملك المفدى سعود الأول أعز الله ملكه، وأيده بعزيز نصره.
ومن أجل هذه الأعمال تحقيق فكرة الجامعة الإسلامية ونأمل إن شاء الله أن تكون نواة طيبة في البلد الطيب، وأنها ستؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، وسيخرج منها كثير طيب مبارك فيه.
والشيء العظيم يبدو صغيرا ثم يكبر، والأمل في الله أن يحقق للعالم الإسلامي ما يتمناه من وجود علماء صالحين أئمة يهدون بأمره يدعون إلى الحق وبه يعدلون.
وأن يكون ذلك أفضل من كونه في مهبط الوحي، ودار الإسلام الأول.
وأن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها.
وإني إذ أهنئكم بالنجاح وأشكركم على مجهودكم العظيم أتمنى لكم التوفيق دائما، وأن تذكرونا بدعواتكم الصالحة في أوقات وأماكن الإجابة، ومعهدنا العلمي الإسلامي في عدن هو - يا فضيلة الشيخ - ما يزال بين تيارات مختلفة، وأعداؤه كثير، والله يدافع عن الذين آمنوا، ويرد كيد الظالمين في نحورهم، ثم إني ألفت نظركم إلى الطلبة اليمنين الموجودين عندكم عامة، وإلى الطالب السيد مرشد محمد النهاري بصفة خاصة، والرجاء تكوين جماعة صالحة مزودة بالعلم الصحيح، والتفكير السليم؛ حتى يرفعوا علم الإسلام في جنوب الجزيرة العربية.
أولًا: بتصحيح العقيدة، وفهم الإسلام الذي شرعه الله لعباده.
ثانيًا: بمعرفة الفقه الإسلامي المكتسب من كتاب الله وسنة رسوله.
ثالثًا: الخبرة التامة بمعرفة أحوال الناس، والظروف التي يعيشون فيها من أجل استطاعتهم لمشاكل الحياتين الحاضرة والآتية، والطالب المذكور مرشد النهاري هو معروف عندنا، وعسى أن يحقق الله فيه الأمل وزيادة إذا جعلتموه محل عنايتكم.
وأنا يا فضيلة الشيخ إذا وجدت منكم الموافقة على قبول الطلاب الصالحين فربما اختار منهم الاثنين والثلاثة حينا بعد حين وأرسلهم إليكم، وأنتم بحول الله سوف تُكَوِّنون منهم النصير والظهير، ومَنْ يسد الفراغ، ومن يقوم بالواجب معنا، وبعد أن نترك هذه الدار، ونقدم على الله، وأمرنا بفضله وكرمه على حد قوله تعالى: وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالذينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [آل عمران:170]
واغتنامًا لهذه الفرصة أذكر لكم المصائب التي نجابهها والمشاكل التي بعقدها الإسلام أعداء الإسلام من الشيوعية والاشتراكيين ومختلف أنواع النزعات الإباحية واللاوجودية، والمبشرين بالمسيحية، وعملاء اليهود.
ولهم مقدرة وقوة على مهاجمتنا في جرائدهم، وأنديتهم، وبوسائلهم المتعددة، ولكن الله معنا، وكلما أرادوا ليطفئوا نور الله بأفواههم أبى الله عليهم إلا أن يتم نوره، ويرد الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا.
والحق يا فضيلة الشيخ أننا وإياهم على حد ما يقول الله: وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ [آل عمران:120].
وختاما تقبلوا تحياتنا الطيبة، وهي لكم منا ومن الإخوان والأبناء والتلاميذ المخلصين، وبلغوها لمن يتصل بكم من المحبين جميعا، وأسأل الله لنا تهيئة الفرصة للحج هذه السنة، والله يوفق الجميع لأحب الأمور إليه، وأصلحها لنا، ودمتم بخير.
 
من المخلص/ محمد بن سالم البيحاني

  1. الرسائل المتبادلة بين الشيخ ابن باز والعلماء (ص181)