الجواب:
الشيعة فرق كثيرة، وليس من السهل أن يتسع للحديث عنها الوقت القليل، وبالاختصار ففيهم الكافر الذي يعبد عليًّا ويقول: يا علي، ويعبد فاطمة والحسن وغيرهم، ومنهم من يقول: جبريل عليه الصلاة والسلام خان الأمانة، وأن النبوة عند علي وليست عند محمد، وفيهم أناس آخرون، منهم الإمامية -وهم الرافضة الاثنا عشرية- عباد علي ويقولون: إن أئمتهم أفضل من الملائكة والأنبياء، ومنهم أقسام كثيرة.
وفيهم الكافر وفيهم غير الكافر، وأسهلهم وأيسرهم من يقول: علي أفضل من الثلاثة، وهذا ليس بكافر لكن مخطئ؛ فإن عليًّا هو الرابع، والصديق وعمر وعثمان هم أفضل منه، وإذا فضله على أولئك الثلاثة فإنه قد أخطأ وخالف إجماع الصحابة، ولكن لا يكون كافرًا.
وهم طبقات وأقسام، ومن أراد ذلك فليراجع كلام الأئمة مثل "الخطوط العريضة" لمحيي الدين الخطيب، و "منهاج السنة" لشيخ الإسلام ابن تيمية، وكتب أخرى ألفت في ذلك كـ "الشيعة والسنة" لإحسان إلهي ظهير، وغير ذلك كتب كثيرة في مثل هذا الباب نوعت وبينت أغلاطهم وشرهم، نسأل الله العافية.
ومن أخبثهم الإمامية الاثنا عشرية والنصيرية ويقال لهم "الرافضة"؛ لأنهم رفضوا زيد بن على لما أبى أن يتبرأ من الشيخين أبى بكر وعمر وخالفوه ورفضوه.
فما كل من ادعى الإسلام يسلم له بأنه أصبح مسلمًا، من ادعى الإسلام ينظر في دعواه، فمن عبد الله وحده وصدق رسوله وتابع ما جاء به فإن هذا هو المسلم، وأما إذا ادعى الإسلام وهو يعبد الحسين ويعبد فاطمة ويعبد البدوي ويعبد العيدروس وغيرهم فهو ليس بمسلم، نسأل الله السلامة والعافية.
وهكذا من سب الدين أو ترك الصلاة ولو قال: إنه مسلم، ما يكون مسلمًا، أو استهزأ بالدين، أو استهزأ بالصلاة، أو بالزكاة، أو بالصيام، أو بمحمد عليه الصلاة والسلام، أو كذبه، أو قال: إنه جاهل، أو قال: إنه ما أتم الرسالة ولا بلغ البلاغ المبين، كل هؤلاء كفرة، نسأل الله العافية[1].
- مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (28/258).