الجواب: الوكالة غير التوكل أيها السائل. الوكالة كونه يستنيب إنسان يقوم مقامه في إدارة عمله، في بناء بيته، في إصلاح سيارته، في غير ذلك، هذا لا بأس به، وكالة تفويض منه إذن له، يأذن له يفعل كذا وكذا، أما التوكل هو الاعتماد على الغير بأنه يتصرف في الأمور بقدرته، فالله هو الذي يعتمد عليه ويتوكل عليه سبحانه وتعالى، فالتوكل يكون على الله، وأعظم التوكل أن يعتمد عليه بأنه قادر على كل شيء. لأنه مسبب الأسباب، فالاعتماد على الله والتوكل عليه سبحانه وتعالى، ثم الإنسان مع ذلك يفعل الأسباب، يعتمد على الله يعلم أنه مصرف الأمور، ومسبب الأسباب، وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ولا يعتمد على المخلوق ولا على نفسه، بل يعتمد على الله وحده، ويتوكل عليه، ومع هذا يأخذ بالأسباب، ويتعاطى الأسباب، فيزرع الأرض، يغرس الغرس، يبني ما يحتاج إليه، يوكل من يحتاج إليه حتى ينوب عنه في الغراس، في الزراعة، في البناء ليس في هذا بأس، فالوكالة شيء، والتوكل شيئاً آخر، أما كونه يتوكل على إنسان، يعني: يعتقد فيه أنه يتصرف في الكون، وأنه يدبر الأمور، وأنه له القدرة على التصرفات بدون مشيئة الله أو ما أشبه ذلك هذا لا يجوز مع المخلوق أبداً، التوكل على الله وحده سبحانه وتعالى.
الإثنين ٢١ / جمادى الآخرة / ١٤٤٦