الجواب: إذا أمكن من يعيش في بلاد لا تطبق الشريعة.. إذا أمكنه أن يهاجر إلى بلاد تطبق الشريعة، وجب عليه الهجرة إذا استطاع ذلك، فإن لم يستطع فلا حرج عليه في الإقامة، ويتقي الله ما استطاع ويرشد إلى الخير وينصح العباد، ويدعو إلى تحكيم الشريعة حسب طاقته، وهو مأجور في هذه الحالة، وإذا كان هناك قدرة على إلزام بحق ومنع باطل لكونه رئيساً أو شيخ قبيلة أو أمير قرية في هذا يستطيع في هذه الأشياء، إذا علم الله منه الصدق أعانه، فهو يفعل ما يستطيع من تحكيم الشريعة حسب طاقته، كونه شيخ قبيلة يحكم الشريعة فيهم إذا كان يعلم، عنده معلومات، كونه أمير قرية يستطيع يحكم فيهم الشريعة فيما يتنازعون فيه عنده وما أشبه ذلك، فالمقصود أنه يجتهد ويتقي الله ما استطاع، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، ويدعو الله لولاة الأمور بالهداية، أن الله يهديهم ويوفقهم أو يأتي بغيرهم ممن يحكم الشريعة هكذا، أما إن قدر أنه يهاجر وينتقل إلى بلاد تحكم الشريعة فهذا واجب عليه، إلا إذا كان يعني عالماً عنده معلومات وبصيرة وهدى، ويرى أن إقامته في هذه البلد فيها دعوة إلى الله وفيها توجيه الناس إلى الخير وفيها إرشادهم إلى توحيد الله وإنقاذهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور، هذا له أجره في ذلك من أجل الدعوة، من أجل التوجيه إلى الخير، من أجل إنقاذ الناس مما هم فيه من الباطل، فهو على خير عظيم، ولا تلزمه الهجرة في هذه الحال؛ لأنه يظهر دينه ولأن عنده معلومات في دينه لا يخشى على نفسه من شبهاتهم فلا بأس. نعم.
الإثنين ٢١ / جمادى الآخرة / ١٤٤٦