الجواب:
ليس لهذا أصل، الخروج للقبور صلاة العيد إنما هي عادة لبعض الناس، فإذا زاروا القبور يوم العيد، أو يوم الجمعة، أو في أي يوم ما في يوم مخصوص، تخصيص يوم العيد، أو تخصيص الجمعة، أو تخصيص يوم آخر لا، ليس له أصل، ولكن السنة أن يزوروا القبور دائمًا بين وقت وآخر على حسب التيسير، إذا كان وقتهم يسمح في يوم الجمعة، في يوم العيد، في أوقات أخرى؛ يفعلون، أما أن يظنوا أن لهذا اليوم خصوصية؛ فلا، لكن السنة أن يزوروا القبور عندما يتيسر ذلك؛ لقوله ﷺ: زوروا القبور؛ فإنها تذكركم الآخرة.
وكان يزورها -عليه الصلاة والسلام- ويدعو لأهلها، فلا فرق بين يوم العيد، أو الجمعة، أو الخميس، أو غير ذلك، ليس لهذا وقت معروف فيما نعلم، ولكن المؤمن يتحرى الأوقات التي يحصل له فيها فرصة؛ لأن الإنسان قد تشغله المشاغل، فإذا تيسر له فرصة في الجمعة، أو في يوم العيد، أو في غير ذلك؛ فعل ذلك، زار القبور، وسلم عليها.
وكان النبي ﷺ يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا -إن شاء الله- بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين هذا تعليمه لأصحابه -عليه الصلاة والسلام- سواء كانت في الليل، أو في النهار، إذا زرتهم في الليل، أو في النهار، في أول النهار، في وسط النهار، في آخر النهار، في الليل، في أوله، في وسطه، في آخره حسب التيسير، نعم.
أما النساء لا، ليس لهن زيارة القبور، والرسول ﷺ لعن زائرات القبور، لكن يصلين على الميت في المساجد، في المصلى، لا بأس، يصلين مع الرجال على الموتى لا بأس، أما زيارة القبور فقد زجرهن عن ذلك -عليه الصلاة والسلام- ولعن زائرات القبور.
والحكمة في ذلك -والله أعلم- لأنهن قليلات الصبر، ولأنهن فتنة، كما قال ﷺ: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
فالواجب عليهن طاعة الله ورسوله، وعدم الزيارة للقبور، لكن الدعاء مطلوب من الجميع، من الرجال والنساء، الدعاء لأموات المسلمين، الدعاء لأقاربهم، وأمواتهم: اللهم اغفر لهم، اللهم ارحمهم، اللهم أنجهم من النار، اللهم ارفع درجاتهم في الجنة.. إلى غير هذا من الدعوات الطيبة، اللهم كفر سيئاتهم، اللهم تقبل حسناتهم، اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم، الدعاء مطلوب في البيت.. في الطريق.. عند القبر.. كله طيب عند الزيارة. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا سماحة الشيخ.