مشروعية الدعاء والصدقة عن الوالدين

السؤال:

هذا سائل يقول في هذا السؤال: سماحة الشيخ، لي والد متوفى -رحمه الله- وأريد أن أتصدق عنه، وأخص ذلك بالصدقة فأيهما أفضل وصول الصدقة أو الدعاء؟ وما هو الدعاء الوارد من الكتاب والسنة بالنسبة للدعاء للوالدين؟

الجواب:

السنة للمؤمن أن يدعو لوالديه، وأن يترحم عليهما، ويستغفر لهما، ويتصدق عنهما، كما قال الله -جل وعلا-: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ۝ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [الإسراء:23-24] كما دعا إبراهيم: رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ [إبراهيم:41] فهذا مشروع للمؤمن، وهكذا نوح دعا لمن دخل بيته وللمؤمنين والمؤمنات.

المقصود: أن الدعاء مطلوب، فالمؤمن يدعو لوالديه، ويستغفر لهما، ويطلب لهما من الله الجنة والمغفرة، ويتصدق عنهما، ومن هذا قوله ﷺ لما سأله سائل، قال: «يا رسول الله، هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به؟ قال النبي ﷺ: نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما يعني: وصية وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وقال آخر: «يا رسول الله، من أبر؟ -في لفظ: من أحق بحسن صحبتي؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أبوك، ثم الأقرب فالأقرب وقال رجل: «يا رسول الله، إن أمي افتلتت نفسها، ولم توصي، أفلها أجر إن تصدقت عنها؟ قال النبي ﷺ: نعم وقال -عليه الصلاة والسلام-: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، نعم.

المقدم: أحسن الله إليكم.

فتاوى ذات صلة