الجواب:
لا ريب أن حلقات العلم لها شأنٌ عظيم، وكان الرسول ﷺ يفعلها، ويجلس لأصحابه يعلمهم، ويذكرهم بين وقتٍ وآخر، ويتحلقون حوله، ويجتمعون ، وهكذا الصحابة بعده كانوا يستعملون الحلقات للعلم والتعليم، وهكذا العلماء إلى زماننا هذا.
فالفائدة من الحلقات عظيمة، فطالب العلم يحضر ويستمع، والعامة يحضرون، ويستمعون، وطالب العلم يحضر بكتابه الذي فيه الدرس، حتى يستفيد، وحتى يكتب بعض الفوائد؛ ولهذا فائدة عظيمة، فإنه إذا استمع وكتب ما قد يفوته لولا الكتابة، يكون هذا عملًا طيبًا، وهكذا العامة يحضرون ويستفيدون، ويسألون عما أشكل عليهم، كل هذا مما يحبه الله، وفي الحديث يقول ﷺ: إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا: يا رسول الله، وما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر وفي الصحيحين أنه كان -عليه الصلاة والسلام- كان ذات يوم في المسجد، وحوله أصحابه يذكرهم -عليه الصلاة والسلام-، فدخل ثلاثة والنبي ﷺ يعلم الناس وحوله الحلقة، فجاء أحدهم فدخل في الحلقة، والثاني جلس خلف الحلقة، والثالث خرج، فلما فرغ النبي من حديثه -عليه الصلاة والسلام-، قال: ألا أنبئكم بشأن الثلاثة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: أما أحدهم فآوى، فآواه الله وهو الذي دخل في الحلقة وأما الثاني فاستحيا، فاستحيا الله منه، وأما الثالث فأعرض، فأعرض الله عنه.
المقدم: الذي استحيا الذي بقي في...
الشيخ: الذي خلف الحلقة، ما زاحم، ولا دخل في الحلقة، وأما الثالث: فأعرض، فأعرض الله عنه وهذا وعيد شديد، يفيد الحذر من الإعراض عن حلقات العلم، وعن طلب العلم.
وفي الصحيحين عن معاوية عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين وهذا حديثٌ عظيم، يدل على أن من علامات السعادة، وأن الله أراد بالعبد خيرًا أن يفقه في الدين، وأن يتبصر في الدين، كما يدل على أن من علامات الهلاك، وعدم الخير، أن لا يتفقه في الدين، وأن يعرض، ويغفل.
وفي صحيح مسلم عن النبي ﷺ أنه قال: من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا؛ سهل الله له به طريقًا إلى الجنة فطلب العلم من أفضل القربات، ومن أهم المهمات، فنصيحتي لكل مسلم، ولكل مسلمة الحرص على التفقه في الدين، والتعلم، وعلى طلب العلم بكل وسيلة، ومن ذلك سماع هذا البرنامج: نور على الدرب، سماعه من طلب العلم، ومن العناية بالعلم، فهو برنامج مفيد، يصل إليك وأنت على فراشك، وفي مجلسك، وفي سيارتك، فنصيحتي لكل مسلم ولكل مسلمة العناية بهذا البرنامج للاستفادة.
وهكذا نصيحتي للجميع سؤال أهل العلم عما أشكل، وعدم الحياء، بالبرقية، بالهاتف، بالمكاتبة، بالمشافهة إذا كان طالب العلم قريبًا، ولا ينبغي لأحد أن يسكت على الجهل، لا رجل، ولا امرأة، الواجب السؤال عما أشكل، قال الله سبحانه: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ [الأنبياء:7] ويروى عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال لقومٍ أفتوا بغير علم: ألا سألوا إذ لم يعلموا، إنما شفاء العي السؤال.
فالنصيحة أكررها: الحرص على طلب العلم، والتفقه في الدين، من طريق المكاتبة، من طريق الهاتف -التلفون- من طريق سماع هذا البرنامج في كل مكان، من طريق حضور حلقات العلم في المساجد، إلى غير ذلك، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، ونفع بعلمكم.