حكم الترخص برخص السفر مع عدم المشقة

السؤال:

أحل للمسافر الإفطار في رمضان، وكذلك قصر الصلاة، فكان في الماضي يتعب المسافر لأن السفر كان شاقًا ومتعبًا، ولم تتوفر سبل المواصلات، فكانت على الدواب، وبحمد الله الآن تطورت المواصلات وصارت أكثر من سهلة ومريحة بإمكان المسافر أن يصل مكانه بكل سهولة ويسر، ودون عناء، فهل يجوز له أن يفطر في هذه الحالة؟ 

الجواب:

الرخصة في السفر رخصة عامة في الوقت الحاضر، وقبله وفيما يأتي أيضًا؛ لأن الذي شرعها، وهو علام الغيوب يعلم كل شيء ، ويعلم أحوال العباد في وقت التشريع، وهكذا في الأوقات المستقبلة مثل وقتنا الله يعلم كل شيء ، ولو كان التشريع يختلف لقال: إذا تيسرت الأسفار، أو جاءت مراكب مريحة، فلا تقصروا، ولا تجمعوا، ما قال هذا، لا قاله الرب سبحانه ولا قاله الرسول -عليه الصلاة والسلام-.

قال العلماء: إنما قصرت الصلاة في السفر؛ لأنه مظنة للتعب والمشقة، والمظنة يستوي وجودها، وعدم وجودها ما دام أنها مظنة، فالسفر مظنة المشقة، ولكن ليس وجودها شرطًا، فإذا كان السفر مريحًا على إبل مريحة، وعلى أوقات مريحة، فالقصر مشروع، وهكذا الآن في السيارات والطائرات والقطارات والمركبات الفضائية كلهم طريق واحد، يشرع القصر، ويشرع الجمع للمسافر، ولو كان في غاية الراحة؛ لأن الرسول ﷺ حين شرع ذلك لم يقيد، والله في كتابه العظيم لم يقيد بالمشقة. 

فعلم بذلك أن المسافر يقصر ويجمع ويفطر، وإن كان سفره مريحًا في السيارة، أو في الطائرة، أو في غير ذلك، والحمد لله على كل حال، نعم.

المقدم: الحمد لله جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة