الجواب: المؤمن ينظر في هذه المقامات بنظر الإيمان ونظر الشرع ونظر التجرد من الهوى، فإذا كان هجره للمبتدع وبعده عنه لا يترتب عليه شر أعظم فإن هجره حق وأقل أحواله أن يكون سنة، وهكذا هجر من أعلن المعاصي وأظهرها أقل أحواله أنه سنة، فإن كان عدم الهجر أصلح؛ لأنه يرى أن دعوة هؤلاء المبتدعين وإرشادهم إلى السنة وتعليمهم ما أوجب الله عليهم أن ذلك يؤثر فيهم وأنه يفيدهم فلا يعجل في الهجر، ومع ذلك يبغضهم في الله كما يبغض الكافر في الله، يبغض العصاة في الله على قدر معاصيهم وعلى قدر البدعة.
بغض الكافر أشد، وبغض المبتدع على قدر بدعته إذا كانت غير مكفرة على قدرها، وبغض العاصي على قدر معصيته، ويحبه في الله على قدر إسلامه.
أما الهجر ففيه تفصيل، يقول ابن عبد القوي رحمه الله في قصيدته المشهورة:
وهجران من أبدى المعاصي سنة وقد قيل أن يردع وأوجب وأكد
وقيل على الإطلاق ما دام معلنا ولاقـه بوجـه مكفهر مربد
وقيل: (على الإطلاق). يعني يجب الهجر مطلقاً.
فالحاصل: أن الأرجح والأولى النظر في المصلحة، فالنبي ﷺ هجر قوماً وترك آخرين لم يهجرهم مراعاة للمصلحة الشرعية الإسلامية، فهجر كعب بن مالك وصاحبيه لما تخلفوا عن غزوة تبوك بغير عذر هجرهم خمسين ليلة حتى تابوا فتاب الله عليهم، ولم يهجر عبد الله بن أبي بن سلول وجماعة من المتهمين بالنفاق لأسباب شرعية اقتضت ذلك.
فالمؤمن ينظر في الأصلح وهذا لا ينافي بغض الكافر في الله وبغض المبتدع في الله وبغض العاصي في الله، ومحبة المسلم في الله ومحبة العاصي على قدر إسلامه، ومحبة المبتدع الذي لم يكفر ببدعته على قدر ما معه من الإسلام لا ينافي ذلك.
أما هجرهم فينظر في المصلحة، فإذا كان هجرهم يرجى فيه الخير لهم يرجى فيه أن يتوبوا إلى الله فيه من البدعة ومن المعصية فإن السنة الهجر، وقد أوجب ذلك جمع من أهل العلم قالوا: يجب.
وإن كان هجرهم وتركه سواء لا يترتب عليه لا شر ولا خير، فهجرهم أولى أيضاً إظهاراً للأمر المشروع وإبانة لما يجب من إظهار إنكار المنكر، فهجرهم في هذه الحال أولى وأسلم، وحتى يعلم الناس خطأهم وغلطهم.
والحالة الثالثة: أن يكون هجرهم يترتب عليه مفسدة وشر أكبر فإنه لا يهجرهم في هذه الحال، إذا كان هذا المبتدع إذا هجر زاد شره على الناس وانطلق في الدعوة إلى البدعة وزادت بدعه وشروره، واستغل الهجر في دعوة الناس إلى الباطل فإنه لا يهجر بل يناقش ويحذر الناس منه، ولا يكون الناس عنه بعيدين حتى يراقبوا عمله، وحتى يمنعوه من التوسع في بدعته، وحتى يحذروا الناس منه، وحتى يكرروا عليه الدعوة لعل الله يهديه حتى يسلم الناس من شره.
وهكذا العاصي المعلن إذا كان تركه وهجره قد يفضي إلى انتشار شره وتوسع شره وتسلطه على الناس فإنه لا يهجر بل يناقش دائماً وينكر عليه دائماً، ويحذر الناس من شره دائماً حتى يسلم الناس من شره وحتى لا تقع الفتن بمعصيته، نسأل الله السلامة. نعم.
بغض الكافر أشد، وبغض المبتدع على قدر بدعته إذا كانت غير مكفرة على قدرها، وبغض العاصي على قدر معصيته، ويحبه في الله على قدر إسلامه.
أما الهجر ففيه تفصيل، يقول ابن عبد القوي رحمه الله في قصيدته المشهورة:
وهجران من أبدى المعاصي سنة وقد قيل أن يردع وأوجب وأكد
وقيل على الإطلاق ما دام معلنا ولاقـه بوجـه مكفهر مربد
وقيل: (على الإطلاق). يعني يجب الهجر مطلقاً.
فالحاصل: أن الأرجح والأولى النظر في المصلحة، فالنبي ﷺ هجر قوماً وترك آخرين لم يهجرهم مراعاة للمصلحة الشرعية الإسلامية، فهجر كعب بن مالك وصاحبيه لما تخلفوا عن غزوة تبوك بغير عذر هجرهم خمسين ليلة حتى تابوا فتاب الله عليهم، ولم يهجر عبد الله بن أبي بن سلول وجماعة من المتهمين بالنفاق لأسباب شرعية اقتضت ذلك.
فالمؤمن ينظر في الأصلح وهذا لا ينافي بغض الكافر في الله وبغض المبتدع في الله وبغض العاصي في الله، ومحبة المسلم في الله ومحبة العاصي على قدر إسلامه، ومحبة المبتدع الذي لم يكفر ببدعته على قدر ما معه من الإسلام لا ينافي ذلك.
أما هجرهم فينظر في المصلحة، فإذا كان هجرهم يرجى فيه الخير لهم يرجى فيه أن يتوبوا إلى الله فيه من البدعة ومن المعصية فإن السنة الهجر، وقد أوجب ذلك جمع من أهل العلم قالوا: يجب.
وإن كان هجرهم وتركه سواء لا يترتب عليه لا شر ولا خير، فهجرهم أولى أيضاً إظهاراً للأمر المشروع وإبانة لما يجب من إظهار إنكار المنكر، فهجرهم في هذه الحال أولى وأسلم، وحتى يعلم الناس خطأهم وغلطهم.
والحالة الثالثة: أن يكون هجرهم يترتب عليه مفسدة وشر أكبر فإنه لا يهجرهم في هذه الحال، إذا كان هذا المبتدع إذا هجر زاد شره على الناس وانطلق في الدعوة إلى البدعة وزادت بدعه وشروره، واستغل الهجر في دعوة الناس إلى الباطل فإنه لا يهجر بل يناقش ويحذر الناس منه، ولا يكون الناس عنه بعيدين حتى يراقبوا عمله، وحتى يمنعوه من التوسع في بدعته، وحتى يحذروا الناس منه، وحتى يكرروا عليه الدعوة لعل الله يهديه حتى يسلم الناس من شره.
وهكذا العاصي المعلن إذا كان تركه وهجره قد يفضي إلى انتشار شره وتوسع شره وتسلطه على الناس فإنه لا يهجر بل يناقش دائماً وينكر عليه دائماً، ويحذر الناس من شره دائماً حتى يسلم الناس من شره وحتى لا تقع الفتن بمعصيته، نسأل الله السلامة. نعم.