الجواب: لا ريب أن الاحتفال بالمولد النبوي على صاحبه أفضل الصلاة والسلام قد يقع فيه شيء مما ذكره السائل بالنسبة إلى أهل العلم وأهل البصائر، ولكن ينبغي أن يعلم أننا عبيد مأمورون لا مشرعون، علينا أن نمتثل أمر الله وعلينا أن ننفذ شريعة الله، وليس لنا أن نبتدع في ديننا ما لم يأذن به الله، يجب أن نعلم هذا جيداً، الله سبحانه يقول: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ [الشورى:21].
ويقول المصطفى عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان عن عائشة رضي الله عنها: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد، يعني: فهو مردود على من أحدثه، وفي لفظ آخر عند مسلم: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد.
وجاء في هذا المعنى أحاديث كثيرة تدل على تحريم البدع، وأن البدع هي المحدثات في الدين، وكان النبي يقول في خطبته عليه الصلاة والسلام: أما بعد .. فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.
وتعلمون أيها المستمعون من أهل العلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام عاش بعد النبوة ثلاثة وعشرين سنة ولم يحتفل بمولده عليه الصلاة السلام، ولم يقل للناس: احتفلوا بالمولد، بدراسة السيرة أو بغير ذلك، ولاسيما بعد الهجرة فإنها وقت التشريع كمال التشريع، فمات ﷺ ولم يقل شيئاً من ذلك.
وأما حديث: أنه سئل عن صوم يوم الإثنين؟ فقال: ذلك يوم ولدت فيه وبعثت فيه هذا لا يدل على الاحتفال بالموالد كما يظن بعض الناس، وإنما يدل على فضل يوم الإثنين وأنه يوم شريف؛ لأنه أوحي إلى النبي ﷺ فيه، ولأنه ولد فيه عليه الصلاة والسلام، ولأنه يوم تعرض فيه الأعمال على الله ، فإذا صامه الإنسان لما فيه من المزايا هذا حسن، أما أن يزيد شيئاً غير ذلك هذا ما شرعه الله، إنما قال النبي ﷺ: إنه يوم ولدت فيه لبيان فضل صومه، ولما سئل في حديث آخر عن صوم الإثنين والخميس -أعرض عن الولادة- وقال في يوم الخميس والإثنين: إنهما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم، وسكت عما يتعلق بالمولد، فعلم بذلك أن كونه يوم المولد جزء من أسباب استحباب صومه مع كونه تعرض فيه الأعمال على الله، وكونه أنزل عليه الوحي فيه، فهذا لا يدل على الاحتفال بالموالد ولكن يدل على فضل صيام يوم الإثنين، وأنه يصام لهذه الأمور؛ لكونه ولد فيه النبي ﷺ، ولكونه أنزل عليه الوحي فيه، ولأنه تعرض فيه الأعمال على الله عز وجل.
ولو كان الاحتفال بالموالد أو بمولده عليه الصلاة والسلام أمراً مشروعاً أو مرغوباً فيه لما سكت عنه النبي ﷺ وهو المبلغ عن الله، وهو أنصح الناس، ولا يجوز أن يظن به أنه يسكت عن أمر ينفع الأمة وينفعه عليه الصلاة والسلام ويرضي الله عز وجل، وهو أنصح الناس، هو ليس بغاش للأمة وليس بخائن ولا كاتم، فقد بلغ البلاغ المبين عليه الصلاة والسلام، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكل شيء لمن يكن في وقته مشروعاً، فلا يكون بعد وقته مشروعاً، فالتشريع من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم، فيما أوحى الله إليه جل وعلا، وصحابته مبلغون عنه، ويحملون عنه ما بلغهم به، فهو لم يبلغ الناس أن الاحتفال بمولده مطلوب، لا فعلاً ولا قول، وصحابته ما فعلوا ذلك، ولا أرشدوا إليه لا بأفعالهم ولا بأقوالهم، وهم أحب الناس إلى النبي ﷺ، هم أحب الناس إلى النبي ﷺ هم أعلم الناس بالسنة، وهم أفقه الناس، وهم أحرص الناس على كل خير فلم يفعلوه، ثم التابعون لهم كذلك، ثم أتباع التابعين حتى مضت القرون المفضلة، فكيف يجوز لنا أن نحدث شيئاً ما فعله هؤلاء الأخيار؟
ما فعله الرسول ﷺ، ولا أرشد إليه، ولا فعله صحابته رضي الله عنهم، ولا أتباعهم بإحسان، القرون المفضلة، وإنما أحدثه بعض الشيعة بعض الرافضة ، أول من أحدثه شيعة بني عبيد القداح شيعة الفاطميين ، الذين قال فيهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ظاهرهم الرفض وباطنهم الكفر المحض، هم الفاطميون الذين ملكوا المغرب ومصر والشام على رأس المائة الثانية وما بعدها إلى القرن الخامس وأول السادس.
فالمقصود: أن هؤلاء هم الذين أحدثوا الأعياد، والاحتفال بالموالد، كما ذكر جماعة من المؤرخين: أحدثوا ذلك في المائة الرابعة، ثم جاء بعدهم من أحدث هذه الأشياء، أحدثوها للنبي ﷺ، و للحسن ، و الحسين ، و فاطمة ، وحاكمهم، فالمقصود أنهم هم أول من أحدث هذه الموالد، فكيف يتأسى بهم المؤمن في بدعة أحدثها الرافضة ، هذا من البلاء العظيم.
ثم أمر آخر وهو: أنه قد يقع في هذه الاحتفالات في بعض الأحيان في بعض البلدان شرور كثيرة، قد يقع فيها من الشرك بالله، والغلو في النبي ﷺ، ودعائه من دون الله، والاستغاثة به، ومدحه بما لا يليق إلا بالله كما في البردة، فإن صاحب البردة قال فيها:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
فأي شيء أبقى هذا لله عز وجل؟ هذا الغلو العظيم، وكثير من الناس يأتون بهذه القصيدة في احتفالاتهم وفي اجتماعاتهم، وهي قصيدة خطيرة في هذا الشرك العظيم.
المقصود: أن كثيراً من الاحتفالات في بعض البلدان يقع فيها الشرك الأكبر، بسبب الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم والغلو في مدحه، وقد قال عليه الصلاة والسلام: لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله، ويقع فيها في بعض الأحيان أيضاً منكرات أخرى من شرب الخمور، ومن الفواحش والزنا، ومن اختلاط الرجال بالنساء، هذا يقع في بعض الأحيان، وقد أخبرنا بهذا من لا نتهمه، وإن كانت بعض الاحتفالات سليمة من هذا.
والحاصل: أنه بدعة مطلقة حتى ولو كان على أحسن حالة، لو كان ما فيه إلا مجرد قراءة السيرة، والصلاة على النبي ﷺ فهو بدعة بهذه الطريقة أن يحتفل به في أيام مولده في ربيع الأول على طريقة خاصة كل سنة، أو في يوم يتكرر يعتاد باسم الاحتفال بمولد النبي ﷺ، هذا يكون بدعة، لأن: ليس في ديننا هذا الشيء، وأعيادنا عيدان: عيد النحر، وعيد الفطر، وأيام النحر ويوم عرفة، هذه أعياد المسلمين، فليس لنا أن نحدث شيئاً ما شرعه الله عز وجل.
وإذا أراد الناس أن يدرسوا سيرته فيدرسوها بغير هذه الطريقة، يدرسونها في المساجد وفي المدارس، سيرة النبي ﷺ مطلوبة، تجب دراستها والتفقه فيها، تدرس في المدارس، في المعاهد، في الكليات، في البيوت، في كل مكان لكن بغير هذه الطريقة، بغير طريقة الاحتفال بالمولد، هذا شيء وهذا شيء، فيجب على أهل العلم التنبه لهذا الأمر، وعلى طالب العلم أن يتنبه لهذا الأمر، وعلى محب الخير أن يتنبه لهذا الأمر، هذه السنة خير وسلامة، والبدعة كلها شر وبلاء، رزق الله الجميع العافية والهدى، ولا حول ولا قوة إلا بالله. نعم.
ويقول المصطفى عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان عن عائشة رضي الله عنها: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد، يعني: فهو مردود على من أحدثه، وفي لفظ آخر عند مسلم: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد.
وجاء في هذا المعنى أحاديث كثيرة تدل على تحريم البدع، وأن البدع هي المحدثات في الدين، وكان النبي يقول في خطبته عليه الصلاة والسلام: أما بعد .. فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.
وتعلمون أيها المستمعون من أهل العلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام عاش بعد النبوة ثلاثة وعشرين سنة ولم يحتفل بمولده عليه الصلاة السلام، ولم يقل للناس: احتفلوا بالمولد، بدراسة السيرة أو بغير ذلك، ولاسيما بعد الهجرة فإنها وقت التشريع كمال التشريع، فمات ﷺ ولم يقل شيئاً من ذلك.
وأما حديث: أنه سئل عن صوم يوم الإثنين؟ فقال: ذلك يوم ولدت فيه وبعثت فيه هذا لا يدل على الاحتفال بالموالد كما يظن بعض الناس، وإنما يدل على فضل يوم الإثنين وأنه يوم شريف؛ لأنه أوحي إلى النبي ﷺ فيه، ولأنه ولد فيه عليه الصلاة والسلام، ولأنه يوم تعرض فيه الأعمال على الله ، فإذا صامه الإنسان لما فيه من المزايا هذا حسن، أما أن يزيد شيئاً غير ذلك هذا ما شرعه الله، إنما قال النبي ﷺ: إنه يوم ولدت فيه لبيان فضل صومه، ولما سئل في حديث آخر عن صوم الإثنين والخميس -أعرض عن الولادة- وقال في يوم الخميس والإثنين: إنهما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم، وسكت عما يتعلق بالمولد، فعلم بذلك أن كونه يوم المولد جزء من أسباب استحباب صومه مع كونه تعرض فيه الأعمال على الله، وكونه أنزل عليه الوحي فيه، فهذا لا يدل على الاحتفال بالموالد ولكن يدل على فضل صيام يوم الإثنين، وأنه يصام لهذه الأمور؛ لكونه ولد فيه النبي ﷺ، ولكونه أنزل عليه الوحي فيه، ولأنه تعرض فيه الأعمال على الله عز وجل.
ولو كان الاحتفال بالموالد أو بمولده عليه الصلاة والسلام أمراً مشروعاً أو مرغوباً فيه لما سكت عنه النبي ﷺ وهو المبلغ عن الله، وهو أنصح الناس، ولا يجوز أن يظن به أنه يسكت عن أمر ينفع الأمة وينفعه عليه الصلاة والسلام ويرضي الله عز وجل، وهو أنصح الناس، هو ليس بغاش للأمة وليس بخائن ولا كاتم، فقد بلغ البلاغ المبين عليه الصلاة والسلام، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكل شيء لمن يكن في وقته مشروعاً، فلا يكون بعد وقته مشروعاً، فالتشريع من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم، فيما أوحى الله إليه جل وعلا، وصحابته مبلغون عنه، ويحملون عنه ما بلغهم به، فهو لم يبلغ الناس أن الاحتفال بمولده مطلوب، لا فعلاً ولا قول، وصحابته ما فعلوا ذلك، ولا أرشدوا إليه لا بأفعالهم ولا بأقوالهم، وهم أحب الناس إلى النبي ﷺ، هم أحب الناس إلى النبي ﷺ هم أعلم الناس بالسنة، وهم أفقه الناس، وهم أحرص الناس على كل خير فلم يفعلوه، ثم التابعون لهم كذلك، ثم أتباع التابعين حتى مضت القرون المفضلة، فكيف يجوز لنا أن نحدث شيئاً ما فعله هؤلاء الأخيار؟
ما فعله الرسول ﷺ، ولا أرشد إليه، ولا فعله صحابته رضي الله عنهم، ولا أتباعهم بإحسان، القرون المفضلة، وإنما أحدثه بعض الشيعة بعض الرافضة ، أول من أحدثه شيعة بني عبيد القداح شيعة الفاطميين ، الذين قال فيهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ظاهرهم الرفض وباطنهم الكفر المحض، هم الفاطميون الذين ملكوا المغرب ومصر والشام على رأس المائة الثانية وما بعدها إلى القرن الخامس وأول السادس.
فالمقصود: أن هؤلاء هم الذين أحدثوا الأعياد، والاحتفال بالموالد، كما ذكر جماعة من المؤرخين: أحدثوا ذلك في المائة الرابعة، ثم جاء بعدهم من أحدث هذه الأشياء، أحدثوها للنبي ﷺ، و للحسن ، و الحسين ، و فاطمة ، وحاكمهم، فالمقصود أنهم هم أول من أحدث هذه الموالد، فكيف يتأسى بهم المؤمن في بدعة أحدثها الرافضة ، هذا من البلاء العظيم.
ثم أمر آخر وهو: أنه قد يقع في هذه الاحتفالات في بعض الأحيان في بعض البلدان شرور كثيرة، قد يقع فيها من الشرك بالله، والغلو في النبي ﷺ، ودعائه من دون الله، والاستغاثة به، ومدحه بما لا يليق إلا بالله كما في البردة، فإن صاحب البردة قال فيها:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
فأي شيء أبقى هذا لله عز وجل؟ هذا الغلو العظيم، وكثير من الناس يأتون بهذه القصيدة في احتفالاتهم وفي اجتماعاتهم، وهي قصيدة خطيرة في هذا الشرك العظيم.
المقصود: أن كثيراً من الاحتفالات في بعض البلدان يقع فيها الشرك الأكبر، بسبب الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم والغلو في مدحه، وقد قال عليه الصلاة والسلام: لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله، ويقع فيها في بعض الأحيان أيضاً منكرات أخرى من شرب الخمور، ومن الفواحش والزنا، ومن اختلاط الرجال بالنساء، هذا يقع في بعض الأحيان، وقد أخبرنا بهذا من لا نتهمه، وإن كانت بعض الاحتفالات سليمة من هذا.
والحاصل: أنه بدعة مطلقة حتى ولو كان على أحسن حالة، لو كان ما فيه إلا مجرد قراءة السيرة، والصلاة على النبي ﷺ فهو بدعة بهذه الطريقة أن يحتفل به في أيام مولده في ربيع الأول على طريقة خاصة كل سنة، أو في يوم يتكرر يعتاد باسم الاحتفال بمولد النبي ﷺ، هذا يكون بدعة، لأن: ليس في ديننا هذا الشيء، وأعيادنا عيدان: عيد النحر، وعيد الفطر، وأيام النحر ويوم عرفة، هذه أعياد المسلمين، فليس لنا أن نحدث شيئاً ما شرعه الله عز وجل.
وإذا أراد الناس أن يدرسوا سيرته فيدرسوها بغير هذه الطريقة، يدرسونها في المساجد وفي المدارس، سيرة النبي ﷺ مطلوبة، تجب دراستها والتفقه فيها، تدرس في المدارس، في المعاهد، في الكليات، في البيوت، في كل مكان لكن بغير هذه الطريقة، بغير طريقة الاحتفال بالمولد، هذا شيء وهذا شيء، فيجب على أهل العلم التنبه لهذا الأمر، وعلى طالب العلم أن يتنبه لهذا الأمر، وعلى محب الخير أن يتنبه لهذا الأمر، هذه السنة خير وسلامة، والبدعة كلها شر وبلاء، رزق الله الجميع العافية والهدى، ولا حول ولا قوة إلا بالله. نعم.