الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فبمناسبة هذه الإجازة -إجازة الربيع- فإني أوصي جميع أبنائي الطلبة والطالبات وجميع المسلمين بتقوى الله في جميع الأحوال، وحفظ الأوقات عما يغضب الله وشغلها بما يرضيه ويقرب لديه.
ومن ذلك شغلها بحلقات العلم، وكتابة العلم والمذاكرة في العلم، ومطالعة الكتب المفيدة، فإن هذا كله مما ينفع الله به العبد في دنياه وأخراه، ويحفظ عليه وقته مما يضره.
وأخص جميع أبنائي الطلبة والطالبات بالتحذير من السفر إلى بلاد الكفرة؛ لأن ذلك يضرهم في العقيدة والأخلاق وفي سائر أحوالهم، ولا يخفى على كل من له أدنى بصيرة بأحوال العالم أن السفر إلى الخارج يخشى منه الشر الكثير، وقل من يسلم من هذه الأسفار في عقيدته وأخلاقه، اللهم إلا من كان من أهل العلم والبصيرة والاستقامة وسافر للدعوة إلى الله وتوجيه الناس إلى الخير وإرشاد الناس إلى ما خلقوا له من توحيد الله وطاعته، فهذا له شأن آخر، والدعوة إلى الله مطلوبة في كل زمان ومكان.
أما من كان ليس بهذه الصفة فإن الواجب عليه الحذر من السفر إلى بلاد الكفر والضلال والفساد والإفساد، فإن في ذلك خطرا عليه في عقيدته وأخلاقه، وقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام: أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين وروي عنه ﷺ أنه قال: من جامعع المشرك وسكن معه فهو مثله وقال أيضا عليه الصلاة والسلام: لا يقبل الله من مشرك عملا بعد ماا أسلم أو يفارق المشركين والمعنى حتى يفارق المشركين.
وهذه الأحاديث وما جاء في معناها محمولة عند أهل العلم على من ليس عنده علم وبصيرة واستقامة، بحيث يأمن على نفسه الوقوع فيما حرم الله، وبحيث يقوم بالدعوة إلى الله والتوجيه إليه وإرشاد الناس إلى أسباب النجاة عملا بقوله : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125] وعملا بقوله : قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي الآية [يوسف:108]، وحرصا على ما وعد الله به الدعاة من الأجر، وما يترتب على دعوتهم من الخير العظيم كما قال : وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [فصلت:33].
وقال عليه الصلاة والسلام لما بعث عليا إلى خيبر: فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم وقال -عليه الصلاة والسلام: من دل على خير فله مثل أجر فاعله.
فالدعاة إلى الله الذين قد تفقهوا في الدين وعرفوا وجه الدعوة، لا خطر عليهم إن شاء الله في السفر إلى بلاد الكافرين لدعوتهم إلى الله وتوجيههم إلى الخير وإرشادهم إلى ما خلقوا له، أما عامة الناس وأشباه العامة من الشباب والطلبة الذين لم يتفقهوا في الدين ولم يتخرجوا من الجامعات والكليات الدينية، التي تبصروا فيها وتعلموا فيها ما يجب عليهم وما ينبغي لهم من الدعوة إلى الله والالتزام بما أوجب الله عليهم، فهؤلاء عليهم في سفرهم خطر عظيم، فنصيحتي لهم ولغيرهم ممن ليس بالصفة التي ذكرنا آنفا من أهل العلم والإيمان. وصيتي لهم جميعا أن لا يسافروا إلى بلاد الكفرة وأن يحذروا ذلك، وأن تكون إجازتهم وسيلة إلى قوة إيمانهم وكثرة علمهم، وذلك بصرفها في حلقات العلم والمذاكرة في العلم في بلادهم وفي المجالات البعيدة عن الخطر، حتى تكون هذه الإجازة فرصة لهم في المزيد من العلم والمذاكرة والدعوة إلى الله ، والسلامة مما يضيع عليهم هذا الوقت الثمين.
رزق الله الجميع التوفيق والهداية، وأعاذنا وجميع إخواننا المسلمين من مضلات الفتن ومن نزغات الشيطان، ووفق الجميع لما فيه صلاح القلوب وصلاح الأعمال وحسن العاقبة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه[1].
فبمناسبة هذه الإجازة -إجازة الربيع- فإني أوصي جميع أبنائي الطلبة والطالبات وجميع المسلمين بتقوى الله في جميع الأحوال، وحفظ الأوقات عما يغضب الله وشغلها بما يرضيه ويقرب لديه.
ومن ذلك شغلها بحلقات العلم، وكتابة العلم والمذاكرة في العلم، ومطالعة الكتب المفيدة، فإن هذا كله مما ينفع الله به العبد في دنياه وأخراه، ويحفظ عليه وقته مما يضره.
وأخص جميع أبنائي الطلبة والطالبات بالتحذير من السفر إلى بلاد الكفرة؛ لأن ذلك يضرهم في العقيدة والأخلاق وفي سائر أحوالهم، ولا يخفى على كل من له أدنى بصيرة بأحوال العالم أن السفر إلى الخارج يخشى منه الشر الكثير، وقل من يسلم من هذه الأسفار في عقيدته وأخلاقه، اللهم إلا من كان من أهل العلم والبصيرة والاستقامة وسافر للدعوة إلى الله وتوجيه الناس إلى الخير وإرشاد الناس إلى ما خلقوا له من توحيد الله وطاعته، فهذا له شأن آخر، والدعوة إلى الله مطلوبة في كل زمان ومكان.
أما من كان ليس بهذه الصفة فإن الواجب عليه الحذر من السفر إلى بلاد الكفر والضلال والفساد والإفساد، فإن في ذلك خطرا عليه في عقيدته وأخلاقه، وقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام: أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين وروي عنه ﷺ أنه قال: من جامعع المشرك وسكن معه فهو مثله وقال أيضا عليه الصلاة والسلام: لا يقبل الله من مشرك عملا بعد ماا أسلم أو يفارق المشركين والمعنى حتى يفارق المشركين.
وهذه الأحاديث وما جاء في معناها محمولة عند أهل العلم على من ليس عنده علم وبصيرة واستقامة، بحيث يأمن على نفسه الوقوع فيما حرم الله، وبحيث يقوم بالدعوة إلى الله والتوجيه إليه وإرشاد الناس إلى أسباب النجاة عملا بقوله : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125] وعملا بقوله : قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي الآية [يوسف:108]، وحرصا على ما وعد الله به الدعاة من الأجر، وما يترتب على دعوتهم من الخير العظيم كما قال : وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [فصلت:33].
وقال عليه الصلاة والسلام لما بعث عليا إلى خيبر: فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم وقال -عليه الصلاة والسلام: من دل على خير فله مثل أجر فاعله.
فالدعاة إلى الله الذين قد تفقهوا في الدين وعرفوا وجه الدعوة، لا خطر عليهم إن شاء الله في السفر إلى بلاد الكافرين لدعوتهم إلى الله وتوجيههم إلى الخير وإرشادهم إلى ما خلقوا له، أما عامة الناس وأشباه العامة من الشباب والطلبة الذين لم يتفقهوا في الدين ولم يتخرجوا من الجامعات والكليات الدينية، التي تبصروا فيها وتعلموا فيها ما يجب عليهم وما ينبغي لهم من الدعوة إلى الله والالتزام بما أوجب الله عليهم، فهؤلاء عليهم في سفرهم خطر عظيم، فنصيحتي لهم ولغيرهم ممن ليس بالصفة التي ذكرنا آنفا من أهل العلم والإيمان. وصيتي لهم جميعا أن لا يسافروا إلى بلاد الكفرة وأن يحذروا ذلك، وأن تكون إجازتهم وسيلة إلى قوة إيمانهم وكثرة علمهم، وذلك بصرفها في حلقات العلم والمذاكرة في العلم في بلادهم وفي المجالات البعيدة عن الخطر، حتى تكون هذه الإجازة فرصة لهم في المزيد من العلم والمذاكرة والدعوة إلى الله ، والسلامة مما يضيع عليهم هذا الوقت الثمين.
رزق الله الجميع التوفيق والهداية، وأعاذنا وجميع إخواننا المسلمين من مضلات الفتن ومن نزغات الشيطان، ووفق الجميع لما فيه صلاح القلوب وصلاح الأعمال وحسن العاقبة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه[1].
- نشرت في جريدة الجزيرة في 16 جمادى الأولى 1407هـ العدد 5223. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز: 4/ 187)