الإثنين ١٨ / شعبان / ١٤٤٦
السؤال: الأخ: ع. ع. ض. من الرياض يقول في سؤاله: لقد قرأت في صحيح الجامع الحديث رقم (397) تحقيق الألباني وتخريج السيوطي (398) صحيح، عن أبي هريرة ، أنه قال: قال رسول الله ﷺ: إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى يكون رمضان. ويوجد حديث آخر خرجه السيوطي برقم 8757، صحيح، وحققه الألباني في صحيح الجامع برقم 4638 عن عائشة رضي الله عنها، قالت: " كانت أحب الشهور إليه ﷺ أنه يصومه شعبان ثم يصله برمضان". فكيف نوفق بين الحديثين؟
الجواب: بسم الله والحمد لله وبعد: فقد كان النبي ﷺ يصوم شعبان كله وربما صامه إلا قليلًا، كما ثبت ذلك من حديث عائشة وأم سلمة. أما الحديث الذي فيه النهي عن الصوم بعد انتصاف شعبان فهو صحيح كما قال الأخ العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني، والمراد به النهي عن ابتداء الصوم بعد النصف، أما من صام أكثر الشهر أو الشهر كله فقد أصاب السنة. والله ولي التوفيق[1]. نشر في مجلة (الدعوة) العدد 1437 بتاريخ 3/11/1414هـ، (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 15/ 384).
225 - باب بيان فضل صوم المُحَرَّم وشعبان والأشهر الحُرمُ 1/1246- عَنْ أَبي هُريرَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: أَفْضَلُ الصِّيَامِ بعْدَ رَمضَانَ: شَهْرُ اللَّهِ المحرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْد الفَرِيضَةِ: صَلاةُ اللَّيْلِ رواه مسلمٌ. 2/1247- وعَنْ عائشةَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا، قالَتْ: لَمْ يَكُنِ النبيُّ ﷺ يَصُوم مِنْ شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّه كانَ يَصُوم شَعْبَانَ كلَّه. وفي رواية: كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلاَّ قَلِيلًا. متفقٌ عليه. 3/1248- وعن مجِيبَةَ البَاهِلِيَّةِ عَنْ أَبِيهَا أَوْ عمِّها، أَنَّهُ أَتى رَسولَ اللَّه ﷺ، ثُمَّ انطَلَقَ فَأَتَاهُ بعدَ سَنَة، وَقَد تَغَيَّرتْ حَالهُ وَهَيْئَتُه، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا تعْرِفُنِي؟ قَالَ: وَمَنْ أَنتَ؟ قَالَ: أَنَا البَاهِلِيُّ الَّذِي جِئتك عامَ الأَوَّلِ. قَالَ: فَمَا غَيَّرَكَ، وقَدْ كُنتَ حَسَنَ الهَيئةِ؟ قَالَ: مَا أَكلتُ طَعَامًا مُنْذُ فَارقْتُكَ إِلاَّ بلَيْلٍ. فَقَال رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: عَذّبْتَ نَفسَكَ، ثُمَّ قَالَ: صُمْ شَهرَ الصَّبرِ، وَيَومًا مِنْ كلِّ شَهر قَالَ: زِدْني، فإِنَّ بِي قوَّةً، قَالَ: صُمْ يَوميْنِ قَالَ: زِدْني، قَالَ: صُمْ ثلاثَةَ أَيَّامٍ قالَ: زِدْني. قَالَ: صُمْ مِنَ الحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الحرُم وَاترُكْ، صُمْ مِنَ الحرُمِ وَاتْرُكُ وقالَ بِأَصَابِعِهِ الثَّلاثِ فَضَمَّهَا، ثُمَّ أَرْسَلَهَا. رواه أَبُو داود. وَ شهرُ الصَّبرِ: رَمضانُ. الشيخ: الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فهذه الأحاديث في فضل صيام شعبان، وصيام شهر الله المحرم عاشوراء، كان النبي ﷺ يصوم شعبان كله وربما صامه إلا قليلا، قالت أم سلمة أيضا كان يصومه كله، فهذا يدل على فضل صيام شعبان تمهيدا لرمضان إن صامه كله أو أفطر منه قليلا، لكن لا يصوم بعد النصف، لا يبتدئ بعد النصف، إما أن يصومه كله أو أكثره، أما أن يصوم بعد النصف أو آخره فلا، ولهذا قال ﷺ: لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين إلا رجل كان يصوم صومه فليصمه أما إذا صامه أقله أو أكثره فلا بأس بل هو مستحب كما فعله النبي عليه الصلاة والسلام. كذلك حديث أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل فيستحب للمؤمن أن يكثر من صلاة الليل وهي أفضل من صلاة النهار لما في الليل من تواطؤ القلب واللسان وانقطاع الشواغل والبعد عن الرياء، فصلاة الليل أكمل وأفضل مع التطوع في النهار بما يسر الله كصلاة الضحى وراتبة الظهر وأربعا قبل العصر كل هذه سنة، لكن يكون اجتهاده في الليل أكثر، وهكذا حديث مجيبة الباهلي يدل على صيام الأشهر الحرم أو بعضها كرجب وذي القعدة وذي الحجة والمحرم، وأنه لا صام من صام الأبد، ولهذا قال: عذبت نفسك لا صام من صام الأبد فأفضل شيء يصوم يوما ويفطر يوما، أو يصوم ثلاثة أيام من الشهر، أو الإثنين والخميس، أو أيام البيض، أما يصوم الدهر كله فلا ينبغي، وذلك مكروه كراهة شديدة، قال النبي ﷺ: لا صام من صام الأبد، لا صام ولا أفطر وأخبر أن أفضل الصيام صوم داود يصوم يوما ويفطر يوما. الشيخ: إيش قال عندك المحشي على حديث مجيبة؟ الطالب: قال الذهبي لا تعرف. الشيخ: أيش قال عندك ما تكلم؟ الطالب: رواه أبو داود، ومجيبة قال الذهبي لا تعرف وباقي رجاله ثقات. الشيخ: مجيبة صحابي والصحابي ما يضر. الطالب: معي ترجمة مجيبة في التقريب: مجيبة بضم أوله وكسر الجيم بعدها تحتانية ثم الباهلي وقيل هي امرأة من الصحابة بحديث في الصوم س. وقال الذهبي في الميزان: مجيبة الباهلي روى لها النسائي، كذلك لم يذكر أبو دواد، ويقال مجيبة الباهلية عن عمه في الصوم، وعنه أبو السليل، غريب لا يعرف. الشيخ: الصحابي ما تضر جهالته لأن مجيبة هو السائل. س: يقول هنا عن مجيبة عن أبيها؟ الشيخ: لا، الذي عندنا عن مجيبة، لكن يراجع شف تخريجه في أبي داود واحد منكم يراجع تخريجه في أبي داود والنسائي؟