الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد نشرت صحيفة الشرق الأوسط في عددها 3261 في 11 \ 3 \ 1408 هــ، قصيدة بعنوان (زيارة) بقلم: خالد محمد محمد سليم هذا نصها:
فقد نشرت صحيفة الشرق الأوسط في عددها 3261 في 11 \ 3 \ 1408 هــ، قصيدة بعنوان (زيارة) بقلم: خالد محمد محمد سليم هذا نصها:
عشت كل العمر | أحلى العمر في هذا المساء |
عندما صاح البشير | وراح يصدح بالغناء |
وأهلت بالسنا | مشكاة نور الأنبياء |
أي ريحان وروح | أي سحب من بهاء |
ورياض من نعيم | وضفاف من سناء |
ها هنا التاريخ قد | أغفى على ساح الولاء |
ألقت الأيام و | الأعوام ثوب الكبرياء |
نور عيني يا رسول | الله يا عين الرجاء |
أنا بالباب مقيم | غاب في الدمع ندائي |
بأبي أنت وأمي | يا حبيب الضعفاء |
آه من لهفة حبي | وحنيني وحيائي |
هي ذي الأمة قد | جاءتك من باد ونائي |
أقبلت مهتاجة | للأشواق في عهد الوفاء |
من لنا في عاصف | الأنواء.. في ليل العناء |
يا رحيما بالبرايا | يا وفي الأوفياء |
عند بابك يا رسول | الله عز العظماء |
غمر الفردوس أفراحا | قلوب السعداء |
وبكينا وبكينا | وغرقنا في البكاء |
ونسيت الأهل والأحباب | والدنيا ورائي |
ومن تأمل هذه القصيدة من أهل البصيرة علم أن نشرها غير جائز، لما اشتملت عليه من اللجاء إلى الرسول ﷺ والاستنجاد به وطلب الغوث منه مما أصاب الشاعر وأصاب الأمة، ولا شك أن ذلك شرك بالله عز وجل، والواجب على كل من ينوبه حاجة أو ضائقة أن يرفع شكواه إلى الله سبحانه لا إلى الأنبياء ولا غيرهم من سائر الخلق من الأموات والأصنام والكواكب
ولا مانع من استعانة المخلوق بالمخلوق الحي الحاضر القادر فيما يستطيع مشافهة أو مكاتبة أو مكالمة هاتفية أو نحو ذلك من وسائل الاتصال الجديدة. أما الأموات من الأنبياء وغيرهم فلا يجوز الاستعانة بهم ولا الشكوى إليهم لأن الميت قد انقطع عمله إلا من ثلاث كما جاء الحديث عن نبينا محمد ﷺ أنه قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له رواه مسلم.
ومعلوم أن نبينا محمد ﷺ أفضل الخلق وأشرفهم أحياء وأمواتا ومع ذلك لا تجوز عبادته لا في حياته ولا بعد وفاته؛ لأن العبادة تختص بالله وحده دون غيره، كما أمر الله بذلك بقوله سبحانه: فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ [الزمر:2] ونهى عن دعاء غيره، كما قال تعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18] وقال عز وجل: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:21] وقال عز وجل: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ [البينة:5] الآية، والآيات في هذا المعنى كثيرة.
وفي الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وفي الصحيحين أيضا عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله، أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك الحديث، والأحاديث في هذا الباب كثيرة.
فالواجب على جميع المسلمين أن يحذروا الشرك بالله عز وجل وأن يتواصوا بتركه مع بيانه للناس والتحذير منه، والواجب على جميع القائمين على الصحف من أهل الإسلام ألا ينشروا ما يخالف شرع الله عز وجل وأن يتحروا فيما ينشرونه ما ينفع الأمة ولا يضرهم في دينهم ولا دنياهم، وأعظم ذلك خطرا ما يوقع في الشرك وأنواع الكفر والضلال. أصلح الله أحوال المسلمين ووفقهم وجميع القائمين على وسائل الإعلام لكل ما فيه صلاح العباد ونجاتهم وسلامة أمر دينهم ودنياهم، إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم[1].
لا مانع من استعانة المخلوق بالمخلوق الحي الحاضر القادر فيما يستطيع مشافهة أو مكاتبة أو مكالمة هاتفية أو نحو ذلك من وسائل الاتصال الجديدة. أما الأموات من الأنبياء وغيرهم فلا يجوز الاستعانة بهم ولا الشكوى إليهم
ولا الجن وغيرهم؛ لأن الله سبحانه الذي بيده الضر والنفع والعطاء والمنع وكشف الكروب وإجابة المضطر.ولا مانع من استعانة المخلوق بالمخلوق الحي الحاضر القادر فيما يستطيع مشافهة أو مكاتبة أو مكالمة هاتفية أو نحو ذلك من وسائل الاتصال الجديدة. أما الأموات من الأنبياء وغيرهم فلا يجوز الاستعانة بهم ولا الشكوى إليهم لأن الميت قد انقطع عمله إلا من ثلاث كما جاء الحديث عن نبينا محمد ﷺ أنه قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له رواه مسلم.
ومعلوم أن نبينا محمد ﷺ أفضل الخلق وأشرفهم أحياء وأمواتا ومع ذلك لا تجوز عبادته لا في حياته ولا بعد وفاته؛ لأن العبادة تختص بالله وحده دون غيره، كما أمر الله بذلك بقوله سبحانه: فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ [الزمر:2] ونهى عن دعاء غيره، كما قال تعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18] وقال عز وجل: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:21] وقال عز وجل: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ [البينة:5] الآية، والآيات في هذا المعنى كثيرة.
وفي الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وفي الصحيحين أيضا عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله، أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك الحديث، والأحاديث في هذا الباب كثيرة.
فالواجب على جميع المسلمين أن يحذروا الشرك بالله عز وجل وأن يتواصوا بتركه مع بيانه للناس والتحذير منه، والواجب على جميع القائمين على الصحف من أهل الإسلام ألا ينشروا ما يخالف شرع الله عز وجل وأن يتحروا فيما ينشرونه ما ينفع الأمة ولا يضرهم في دينهم ولا دنياهم، وأعظم ذلك خطرا ما يوقع في الشرك وأنواع الكفر والضلال. أصلح الله أحوال المسلمين ووفقهم وجميع القائمين على وسائل الإعلام لكل ما فيه صلاح العباد ونجاتهم وسلامة أمر دينهم ودنياهم، إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم[1].
- نشر في جريدة الشرق الأوسط بتاريخ 20/5/1408هـ، وكذلك في مجلة البعث الإسلامي العدد التاسع بتاريخ جمادى الثانية ١٤٠٨ هـ، (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 2/ 410).